ارتفاع المستوى الفني للفرق مرتبط بانخفاض القيمة المالية للاعبين المحترفيين أتحدث هنا عن الكرة السعودية ففي زمن ما قبل الأرقام الفلكية المالية كانت الكرة اجمل واحلى واطرب وأمتع وكان الطموح والرغبة والمحفزات للاعبين اكبر مما هي عليه اليوم. كلما ارتفعت القيمة المالية للاعبين قلت طموحاتهم وانخفضت مستوياتهم الفنية والبعض من اللاعبين لم يعد صالحا للمشاركة وأدى ذلك الى تكدس للبعض او انتهاء للبعض فأين شهيل الشباب وما الجدوى من انتقال السالم للهلال وهل استفاد او سوف يستفيد النصر من عكاش،، الخ. الكرة السعودية في نهاية مشوارها غير الطبيعي والذي أدى الى ارتفاع القيم المالية للاعبين وبدأت تشعر الاندية الكبيرة بذلك وتتذوق معاناته ففريق مثل النصر تأثر هذا الموسم فنيا بسبب تأخره في إعطاء اللاعبين مستحقاتهم منذ شهور. فيما لو تم الحديث وفق لغة الأرقام فان القيمة المالية للدوري السعودي ستكون هي الأعلى والأغلى في الخليج والوطن العربي ولكن ذلك لا يعني ان الدوري فنياً قوي وان كانت هناك مصادر اخرى مؤثرة فيه ومساندة له كالإعلام والحضور الجماهيري في مباريات الكبار. الوضع الغريب والذي لم افهمه حتى الان اذا كانت الاندية تعاني مالياً فما الذي يجعلها تعقد صفقات هي ليس بحاجة اليها؟ وإذا كانت تعاني مالياً فما الذي يدفعها لسياسة تغير المدربين حتى أصبحت احدى عادات وتقاليد الاندية؟ رغم ان الفريق الهلالي مرشح قوي لتحقيق الدوري الا ان ذلك لا يمكن الجزم فيه فالظروف قد تتغير بين مباراة واُخرى ومع ذاك فإنني اعتقد بان الفريق الأزرق يمتلك مقومات تحقيق اكثر من بطولة هذا الموسم ولا ننسى ان هناك فرقا قد تسهم بإعاقة الهلال وتسهيل مهمة منافس اخر لتحقيق اللقب. كلما تقلصت مساحة المتنافسين على اللقب كان ذلك ليس في صالح المسابقة وقد تدفع بفرق فقدت المنافسة لكي تسهم بتغير مسار مسابقة الدوري وهذا لن يكون الا في الجولات الاخيرة والسبب ان هناك مراكز تعطي افضلية للمشاركة الآسيوية. دونيس مدرب الهلال قال قبل مباراة فريقه الماضية امام نجران انه يخشى الفرق الصغيرة والمتوسطة اكثر من الفرق الكبيرة مع ان الفريق الهلالي يضربها بقوة بعكس منافسه الأهلي الذي لا يستطيع تجاوزها بسهولة والواقع يقول ان الفرق الصغيرة او المتوسطة تهاب الهلال اكثر مما تهاب الأهلي مما يسهم بتفوق هلالي عليها قبل ان تلعب المباريات. الشكل العام للمباراة غداً سيكون وفق تحفظ دفاعي اهلاوي وإغلاق المساحات وعدم السماح لظهيري الجنب الهلال بتشكيل منافذ هجومية مقلقة والحذر من ارتكاب اخطاء قرب المرمى مع هجوم هلالي كالعادة وفرض السيطرة والتحكم بالمباراة. الأهلي لا يستطيع ان يفتح ملعبه امام فريق يمتلك لاعبين قادرين على اللعب بادوار مختلفة وفي مساحات ضيقة وتفوق احد الفرىقين في جوانب الملعب سيحقق له نقاط المباراة ولاشك ان محافظة الأهلي على سجله الطويل بدون خسارة سيكون محفزا للعب المتحفظة وسيشاركه الهلال بذلك المحفز ولكن من خلال الفوز ووقف مسلسل عدم الخسارة والتأكيد على ان اللقب هذا الموسم سيكون هلالياً. وقد تشكل خسارة الأهلي عاملاً محبطاً للاعبين اذا قدر الله ذلك فبالرغم من عدم خسارة الفريق بالموسم الماضي الا انه لم يستطع تحقيق اللقب فكيف وهو يخسر هذا الموسم من الفريق الذي يتصدر الدوري حتى الان وإذا ما فاز الهلال فلن يتزحزح عن الصدرة الى نهاية الدوري. نحن امام توسع نقاطي هلالي وانفراد وابتعاد بالصدارة او تقلص اهلاوي ومزاحمة ورغبة بتحقيق اللقب هذا الموسم؟