يستقر طقس الساحل الشرقي بمشيئة الله اليوم عنه في الأيام الماضية، حيث تتراجع شدة الرياح السطحية نسبيا، وتتحول إلى غربية ومتقلبة الاتجاهات خفيفة السرعة خلال 48 ساعة، فيما يستمر طقس البرودة مسيطرا مع انخفاض درجات الحرارة، ويتوقع التصاعد الطفيف في الارتفاع نهاية الأسبوع. وتخف وطأة الرطوبة حاليا الذي يساعد على الإحساس بالبرودة القارسة في اليومين القادمين خاصة في الليل، وتكون السماء صافية خالية من الغيوم حتى يوم الجمعة في جميع المناطق، عدا بعض تشكيلات السحب في الجنوب الغربي. وتستمر الأجواء شديدة البرودة في المناطق الشمالية التي سجلت وضعا نادرا في هذا الموسم، بانخفاض درجات الحرارة دون الصفر المئوي، كذلك هو الحال في الوسطى ومعظم انحاء المملكة، وذلك نتيجة تأثير متتابع بتدفق كتلة هوائية سيبيرية باردة. وتوضح خرائط الطقس تواجد الامتداد لمرتفع جوي مصحوب برياح شمالية غربية نشطة مثيرة للأتربة والغبار، الذي استمر مسيطرا على الأجواء خلال عدة أيام، ومن المحتمل انحساره اليوم الأربعاء بإذن الله، والذي يؤدي إلى بعض المتغيرات في حالة الطقس وخاصة في مستوى درجات الحرارة، ومن ثم انتظار مرحلة اشتداد البرودة المعتاد بمنزلة (القلب) في نوء مربعانية الشتاء، التي توافق تاريخ 20 ديسمبر سنويا. وفي سياق متصل، يتوقع الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن تخف البرودة في نهاية الأسبوع، مشيرا إلى أن هناك موجة تستعد للهجوم في الأيام القليلة القادمة إن شاء الله. وقال: إن الحالة تبلغ شدتها اليوم وغدا في مناطق القصيم والمدينة والرياض، وتستمر بالشمالية لفترة أطول حيث تلامس درجات الحرارة الصغرى الصفر المئوي أو أعلى منه بقليل، على نحوٍ متفاوت في بعض المواقع، مع ملاحظة الفارق بين الدرجة المحسوسة والمقاسة بأجهزة الرصد. وأضاف: إن أول عشرين يوما من المربعانية تسمى أيام الجويريد وهي المدة التي تجرّد الأشجار من أوراقها استعدادا لتجديدها للموسم القادم، في حين يؤخذ بظاهرة تجمد مياه الأودية في بعض المناطق، على أنه مبشر بالخير في الربيع المقبل، خاصة وان ذلك يتوافق مع الأعوام الربيعية بسبب سيطرة المنخفضات الجوية الممطرة على مفاصل الجسد الطقسي، وتواجد عنصر الرطوبة المتولد من الأمطار الذي سوف يعمل بمشيئة الله على كسر حدة البرد الجاف (القفصة)، كذلك فإن هذا البرد يكون معتاداً وليس فيه شذوذ عن المألوف. وحذر الدكتور الزعاق من مخاطر التدفئة على اختلاف أنواعها سواء بالفحم أو والغاز أو الكهرباء مع ضرورة الحرص في إبعادها عن ستائر النوافذ والعناية في إبعاد الأطفال عنها، وقال إنه خلال هذه الأيام تبدأ هجرة طيور الجوني، وهو نوع من أنواع «القطا» ويسميه البعض بالكدري، وكلما اشتد البرد كلما كان تواجده أكثر. واسترسل الزعاق: إن (المربعانية) بدأت بطالع الإكليل في الثالث من ديسمبر الجاري، ولها من الأنواء (الإكليل والقلب والشولة) كل نوء ثلاثة عشر يوماً، ونجومها جنوبية تشاهد في كل الأماكن ما عدا ما بين خط عرض ثلاث وستين درجة شمالاً إلى تسعين درجة شمالاً حيث لا تشاهد بتاتا هناك. وأشار إلى أن دخول المربعانية واقعياً يختلف على حسب كل منطقة، فالبرد دائما يأتينا من ناحية الشمال؛ لذا تبكر على المناطق الشمالية قبل الوسطى والشرقية، مبينا أنها الحد الفاصل بين البرد الهازل والبرد الجاد، وبها يكون فصل الشتاء قد دخل فعلاً، ويتمثل ذلك في هبوب رياح شمالية باردة وارتداء الملابس الشتوية الثقيلة. وذكر أنه بعد نهاية النجم الأول ينحدر البرد بكامل جسده، ويسيطر على منظومة الطقس، و20 يوماً منها طقس وسمي، حيث إن أمطارها منبتة لجميع الحشائش والفقع، ثم يشتد البرد تدريجياً ويتمثل ذلك في هبوب ريح شمالية غربية جافة حيث تهلك الحشرات ويختفي الذباب وتسقط أوراق الشجر. وبين انه في منتصف المربعانية يبلغ الليل طوله والنهار قصره، وهو موسم برد الانصراف الذي يُقال فيه (لا برد إلا بعد الانصراف ولا حر إلا بعد الانصراف)، حيث يشتد البرد وتهب فيه الرياح الباردة ويتكون الضباب في الصباح الباكر، وفي نهاية موسمها يكون البرد الرطب غير الجاف، أي البرد الذي يخرج البخار من الجوف ويدخل مع الإنسان في فراشه، وتنتهي المربعانية بظهور النمل من باطن الأرض بعد خفائه.