تشهد أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة السعودية كمرشحة وناخبة معاً اقبالا ضعيفا من التواجد النسائي وظهر ذلك واضحا في الحملات الدعائية النسائية. واختلفت الآراء والتحليلات حول غياب التواجد النسائي وان كان هناك اتفاق على أن الغياب النسائي وراءه التكلفة المرتفعة للحملات وقلة الوعي والعادات الاجتماعية، ورأى البعض أن هذا الضعف متوقع لاعتبارات نفسية واجتماعية، وأرجعه آخرون إلى أنها أول انتخابات من نوعها، يُسمح للمرأة السعودية المشاركة فيها مرشحةً وناخبةً، مؤكدين أن البدايات دائماً صعبة وغير مكتملة، متوقعين أن تشهد الانتخابات القادمة، تحولاً كبيراً لصالح المرأة كمرشحة وناخبة، بعدما تكتسب المزيد من الخبرة اللازمة، في إدارة الحملات الانتخابية، والقدرة على إقناع المجتمع بالبرامج التي تراهن عليها. ويتفق الكثيرون على أن المرأة السعودية على أعتاب مرحلة جديدة من المشاركة الكاملة في نهضة البلاد، وأشاروا إلى أن المرأة السعودية قادرة على إثبات نفسها مرة أخرى في الانتخابات البلدية. وترى الاكاديمية والمنسقة العامة لمبادرة بلدي الدكتورة هتون اجواد الفاسي انه على الرغم من كل الصعوبات التي واجهت المرأة كمرشحة الا ان مشاركتها كانت ناجحة، مشيرة الى ان المرأة شاركت من خلال حملاتها الانتخابية بمشاركات إبداعية وتستحق الاعجاب والتحية، مطالبة بالاطلاع على برامج المرشحات الانتخابية والتصويت لهن من خلال دورهم الانتخابي. وحول اختلاف التجربتين بين المرشحين والمرشحات قالت الفاسي انه لا يمكن مقارنة التجربتين، حيث ان المرشحة خياراتها محدودة في الية التواصل مع الناخبين إضافة الى التكلفة المالية المرتفعة للعمل الدعائي والاعلاني، وصعوبة التنقل، مبينة ان مبادرة «بلدي» عملت على توحيد الحملات وكيفية الوصول الى المرشحات دعما لانتخابات المرأة. وتشير المعلمة صالحة البريكي الى ان الضعف النسائي في أول انتخابات نسائية، أمر طبيع، وتقول: «يجب ألا يغيب عن بالنا أنها أول انتخابات بلدية من نوعها في تاريخ المملكة تشارك فيها المرأة كناخبة ومرشحة، ومن الطبيعي أن يكون الاقبال النسائي ضعيفاً، لعدم نشر ثقافة المشاركة النسائية في الانتخابات البلدية في أوساط المجتمع السعودي بشكل كاف، وعدم إقناع بعض الرجال كناخبين ومرشحين، بجدوى مشاركة النساء في المجالس المختلفة، وأن يكون لها صوت مسموع، يضاف إلى ذلك عدم ثقة بعض النساء في المجتمع السعودي، في قدرات المرأة وخبراتها، ويشعرون أن الرجل أقدر على خدمة المجتمع من المرأة». تعقيدات التسجيل وأشارت الطبيبة نورة الشامسي إلى أسباب أخرى لضعف الاقبال النسائي، وقالت: «لا ننسى في بداية الإعلان عن المرحلة الأولى من الانتخابات، وهي مرحلة قيد الناخبين أن هناك تعقيدات عدة ظهرت وقلصت عدد المرشحين والمرشحات معاً، تمثلت في تعقيدات شروط التسجيل، وقلة الوعي بثقافة الانتخابات وبصلاحيات المجلس البلدي، وما يمكن أن يقدمه للمواطن»، وأضافت: «هذا لا يلغي أبداً أن مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات البلدية كناخبة ومرشحة للمرة الأولى، تمثل أهمية كبرى على المستوى المحلي والدولي، وتعد حدثاً مهماً للمجتمع النسائي السعودي، يؤكد على أن المرأة أصبحت شريكاً فاعلاً في صنع القرار، ومن حقها المشاركة في التنمية والتطور المجتمعي». عادات اجتماعية وأرجع محمد عبدالرحمن (أحد الناخبين) قلة الحملات الانتخابية للنساء في المنطقة الشرقية، إلى اعتبارات اجتماعية، وقال: «المجتمع السعودي محافظ بطبيعته، وله عادات اجتماعية وسلوكية لا يحيد عنها، وإذا كان المرشح يستطيع أن يقيم مركزاً انتخابياً له، يجلس فيه على مدار الساعة، ويشرح فيه برنامجه الانتخابي لجمهور الناخبين، ويحادثهم وجها لوجه، فإن المرأة ولاعتبارات وعادات اجتماعية، لا تستطيع أن تصنع الأمر نفسه، ولا يمكنها أن تختلط بالرجال، وتجيبهم على أسئلتهم واستفساراتهم».