تلتئم اليوم بالرياض القمة الخليجية السادسة والثلاثين ليواصل زعماء دول مجلس التعاون الخليجي مسيرتهم التعاونية التكاملية، لما فيه خير ومصلحة شعوب المنطقة واستمرارية رخاء مواطنيها وامتداد استقرار دول المجلس وأمنها وتطلعاتها نحو صناعة الغد الأفضل لشعوبها، ويتطلع أبناء الدول الخليجية بعيون ملؤها الأمل والتفاؤل بتحقيق المزيد من الانجازات المباركة تعزيزا لمسيرة العمل الخليجي المشترك داخل منظومة دولهم التعاونية. لقد تحقق الكثير من الانجازات المشهودة منذ تأسيس المجلس حتى اليوم في شتى مجالات التعاون بفضل الله، ثم بفضل اهتمام ورعاية أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس وعملهم الدؤوب لتحقيق تطلعات شعوب دول المجلس نحو المزيد من التكامل والتنمية؛ لتواصل المسيرة المباركة استكمالها خطوات تعاونية جديدة بما يعود بالنفع والخير على مجلس التعاون والشعوب الخليجية المتطلعة دائما لتحقيق المزيد من الانجازات والمشروعات التعاونية المتكاملة. صحيح أن القمم الخليجية السابقة حققت الكثير من تطلعات أبناء دول المنطقة، غير أن القمة الحالية سوف تحقق اضافات جديدة على مسيرة التكامل الخليجي المشترك، لاسيما في المجال الاقتصادي حيث يتوقع أن تغدو الدول الخليجية كتلة اقتصادية مهمة في زمن التكتلات المشهودة الكبرى بما يحقق مصلحة جديدة من مصالح أبناء دول المجلس، فالكتلة الخليجية سوف تتفاعل بكفاءة مع كل التكتلات الاقتصادية العالمية والاقليمية وتؤتي ثمارها في احدى قنوات التعاون الخليجي الرئيسية. وسوف تعزز القمة الأدوار التي يقوم بها القطاع الخاص بدول المجلس في المجالات الاقتصادية وتوفير المناخات الاستثمارية المناسبة لانشاء المشروعات المشتركة التي من شأنها أن تعزز التوجهات الاقتصادية الطموحة في كثير من القطاعات الصناعية والسياحية والخدمية، ونحوها بما يفعل دور الأسواق المالية بالدول الأعضاء ويدفع الى تحقيق المزيد من التطلعات الاقتصادية المؤدية لمزيد من التكامل في هذا الشأن اضافة الى التكامل الشامل في مختلف القطاعات. ولا شك أن توحيد التشريعات والقوانين بين دول المجلس له أهميته القصوى في صناعة التكامل الخليجي المنشود، وسوف يحقق التوحيد بالتالي مزيدا من التسهيلات المنشودة، ويهم أبناء دول المجلس أن تتوحد تلك التشريعات والقوانين والاجراءات لمواصلة العمل الجاد والدؤوب تحقيقا للبرامج والخطط الموضوعة من قبل قادة دول المجلس لمضاعفة التنمية الاقتصادية ومواصلة مسيرتها التنموية المستدامة بإذن الله. ان شعوب المنطقة تتطلع بعيون ملؤها الأمل لتذليل كافة التحديات والصعوبات التي تواجه مسيرة التعاون المظفرة ليستمر العمل الخليجي المشترك في خطواته المباركة لتحقيق الآمال العريضة المعلقة على انجازات هذه القمم المباركة التي حققت الكثير من الانجازات، وسوف تحقق الكثير منها في القمة الحالية بالرياض والقمم القادمة، فالعزيمة ثابتة من قبل زعماء دول المجلس على المضي قدما في تحقيق مختلف الآمال التي يتطلع اليها أبناء المنطقة. هذه القمة المباركة وما سبقها من قمم وما سوف يأتي من تجمعات مباركة في المستقبل تترجم بوضوح أهداف المسيرة التعاونية الخليجية المظفرة، التي ما زالت تحقق جملة من الانجازات الخيرة في مجال تعاونيات عديدة سواء في المجال الاقتصادي أو العسكري، أو غيرهما من المجالات التي سوف يسفر التعاون المثمر في قنواتها عن الوصول الى التكامل المنشود لمسيرة خليجية، يراد منها تحقيق المزيد من الرخاء لأبناء دول المجلس والمزيد من الأمن والاستقرار للشعوب الخليجية.