يعرف عن أهالي حائل تعلقهم ب«شبة النار» لإعداد القهوة والشاي في مجالسهم طوال العام، وهم مع دخول فصل الشتاء وموسم عيد الأضحى أكثر تمسكاً بإيقادها لإضفائها أجواء دافئة وحميمية تخفف من وطأة لسعات البرد القارصة والمميتة كما حدث العام الماضي، وفي سعيهم لذلك يتخلى معظمهم عن وسائل التدفئة المرتبطة بالغاز أو الكهرباء، ليتهافتوا على شراء كميات كبيرة من الحطب بمختلف أنواعه، ما يحلق بأسعار «الغضا والسمر والأرطى» عالياً كلما اتجهت الأجواء إلى برودة أشد. وتشتهر منطقة حائل إضافة إلى السمر والأرطى الأنواع الأكثر جودة وإقبالاً بالسدر والطلح، فيما يعتبر «الغضا» أجود أنواع الحطب وخصوصاً «سمر جبة» الذي يتميز بسهولة إشعاله وبقائه لفترة طويلة. ويأتي المتنزهون ليضاعفوا الإقبال على الحطب ورفع أسعاره والوصول بها إلى 300 ريال للحزمة و1200 ريال للشحنة. ويبدي محمد الماضي امتعاضه من ارتفاع أسعار الحطب بقوله: «اشتري الحطب باستمرار لوجود «مشب» في استراحتي، أستخدمه في التدفئة وإعداد القهوة والشاي ومشروب الشتاء الخاص الحليب بالزنجبيل، كما أحتاج إلى كميات كبيرة من الحطب عند الخروج للتنزه فأضطر لشراء حمولة السيارة منه، ما يكلفني نحو سبعة آلاف ريال». ويؤكد بائع الحطب صالح الشبابي ارتفاع أسعار الحطب وتفاوتها، إذ ان سعر الحزمة يتراوح بين 50 إلى 300 ريال بحسب حجم الحزمة، بينما سعر شحن السيارات بالحطب يقدر بحسب نوع السيارة ما بين 400 إلى 1200 ريال، مرجعاً أسباب ارتفاع أسعاره في الأيام القليلة الماضية إلى الإقبال المتزايد مع دخول فصل الشتاء، إضافة إلى منع الاحتطاب». ويعتبر البائع أبو حمد أن حطب السمر يجد إقبالاً كبيراً من الأهالي، الذين يفضلونه لقلة دخانه ولاستمرار جمره مدة أطول من غيره، ويضيف أن العشرات من المتنزهين في بر حائل يأتون إلى السوق لشراء الحطب والفحم، خصوصاً مع حلول إجازة الحج (الموسم الحقيقي) الذي تتضاعف فيه كميات بيع الحطب إلى عشرات المرات عن بقية الأيام الأخرى.