جاء الشتاء وأصبح استخدام الفحم أمرا محتوما ولا يمكن الاستغناء عنه نهائيا كوسيلة طبخ وتدفئة سواء في المنازل او المخيمات والاستراحات وفي مواقع رعي الماشية في البر لكن في هذه الأيام رغم الطلب الكبير عليه الا انه شبه معدوم وما توفر منه وصل سعره الى مبالغ مرتفعة جدا اما المستورد منه فهو نوعيات رديئة. وطوال العام يظل الحطب مطلوبا في النعيرية او في غيرها من المحافظات والقرى والبادية على امتداد 1500 كم شمال شرق النعيرية مرورا بقرية العليا وحفر الباطن والحدود الشمالية وبقية قرى ومراكز الشرقية والشمالية. وذكر متعاملون في السوق ان الربطة الصغيرة من الحطب المحلي (قليل جدا ويباع بالخفاء بسبب المنع) والتي كانت قيمتها في العام الماضي تراوح ما بين 10 و15 ريالا أصبحت الآن تزيد على ال50 ريالا وهي ربطة صغيرة تحتوي على 4 أو 5 عيدان من الحطب. وأضافوا ان المستورد رغم انه من نوعيات سيئة ورديئة تسبب الاختناقات لكثرة الدخان الذي يتصاعد منها وبرودة جمرها وتأكله النار سريعا، الا انه قليل في السوق واسعاره مبالغ فيها فالكوم الواحد يصل سعره الى 1200 ريال مع انه لا يستحق اكثر من 100 ريال. «عكاظ» جالت على مواقع بيع الحطب في النعيرية ورصدت شح كمياته وان القليل من يبيعه ومن لديه حطب يستغلون الناس ويبيعونه عليهم بأسعار مرتفعة، وبرر الباعة ذلك بانه غير متوفر ولو تم جلب انواع مختلفة منه وبكثرة لهبطت الاسعار لكن الطلب اكثر من العرض بعشرات الأضعاف. ورغم ان الحطب المحلي ممنوع بيعه الا اننا لاحظنا انه موجود، ففي القرى هناك بعض السيارات تجوب الشوارع بالحطب المحلي من الغضا والعبل، فيما الباعة في سوق النعيرية يبيعونه في الخفاء وهو نادر وقليل وغالبه من حطب سمر المدينة ولكن لا يخرجونه من داخل مخيماتهم الا بعد أن يطمئنوا ويعرفوا الزبون ليبيعوه بأسعار خيالية ودون مفاصلة وهناك من يشتري منهم نظرا لعدم وجود الحطب ولأن الناس هنا بحاجة للحطب بأي قيمة مهما بلغت. وقد طالب عدد ممن التقيناهم من سكان النعيرية والمتنزهين الجهات ذات العلاقة بتوفير الحطب وبأنواع مختلفة ونوعيات ذات جودة عالية لأن الموجود الآن لا يكفي واسعاره غالية جدا ونوعياته رديئة وقالوا: اذا كانوا لا يستطيعون استيراد الحطب بكميات كافية فليسمحوا لنا بالحطب المحلي خاصة سمر المدينة وسمر الجنوب الذي هو الأفضل. وقالوا نحن لا نستغني عن الحطب طوال العام وخاصة في فصل الشتاء فهو من ضروريات كل منزل وكل مخيم او استراحة كما انه من اهم المهمات لأهل البادية. وأضافوا: اذا منع شيء فلا بد له من بديل، والحطب المحلي تم منعه الا انه يباع بأسعار مرتفعة ولا يوجد مستورد الا انواع غير جيدة، والقليل الموجود لا يكفي الطلب المستمر على الحطب.