تودع مناطق السعودية ومحافظاتها هذا العام، جميع أنواع الحطب المحلي، وهي تستقبل فصل الشتاء. فيما اكتظت أسواقها ب «الحطب الأفريقي»، الذي بلغت أسعاره مستويات «خيالية». وشهدت مواقع بيع الحطب في سوق النعيرية، كميات من الحطب المستورد من أفريقيا، ذات اللون البني الغامق. كما وجدت كميات مشابهة من الفحم، الذي يفضله الزائر والمتنزه هذه الأيام، على الحطب الأفريقي، وذلك مقارنة بالسعر «المرتفع» للحطب. ويعرض أمير محمد، وهو آسيوي، يبيع الحطب في سوق الحطب والفحم وأماكن تأجير الخيام البرية على طريق النعيرية – الخفجي، كميات من الحطب، بأشكال وأحجام مختلفة، تجذب المتسوق. ولكن الكميات قليلة، وبالكاد تكفي لرحلة برية، وتكلف أقل حزمة حطب، 400 ريال. وهي من النوع الذي لا يشتعل فيه النار بسرعة، كما هو الحال في الحطب المحلي، أو الفحم. ويقول أمير: «إن حمولة السيارة تكلف المشتري 2600 ريال، وأي حزمة تختلف عن الأخرى، وأعلاها قيمة ب1200 ريال. وأصغرها ب400 ريال»، لافتاً إلى أن «هذه الكميات وصلت قبل ثلاثة أيام فقط. ولم يتم بيع أي كمية منها. ويأتي الكثير من الناس ليشاهدوا الحطب. وما أن يعرفوا السعر حتى يغادروا المكان من دون شراء أي كمية». غير أن هذا البائع الآسيوي، قال بلهجة مكسرة ما معناه: «لعل البرد يأتي قوياً، فيضطر الناس إلى الشراء، مهما كان السعر، من أجل رحلاتهم إلى البر، من أجل إشعال النار». أما باهي أحمد السوداني، بائع فحم، فقال: «إن سعر الفحم لم يزدد عن الأعوام السابقة. ويختلف سعر الفحم، بحسب الكمية والنوع، إذ تبدأ من 25 ريالاً لكمية تبلغ زنتها 7 كيلوغرامات. وتصل إلى 75 ريالاً لما يعادل وزنه 19 كيلوغراماً. ويختلف بحسب نوعية الفحم، فمنه المستوي ونصف المستوي، والجهة الموردة». وأضاف باهي، «لدي أكياس حطب مستوردة من جنوب أفريقيا. وسعر الكيس الواحد 100 ريال هذه الأيام. ولكن الإقبال عليه قليل جداً». وأشار إلى أن سوق الفحم والحطب شهد إقبالاً خلال عيد الأضحى الماضي، من الزوار والمتنزهين، «ولكن ليس لديهم أي إقبال على الحطب، بل غالبيتهم يقومون بشراء الفحم بأنواعه». وكان الحطب المحلي، يباع العام الماضي، بطريقتين، الأولى من طريق التجزئة، وهي كمية محددة، لوقت محدد، مثل رحلة تقوم بها أسرة، أو مجموعة شبان، ويكفيهم ذلك ليوم واحد فقط. والأخرى من طريق بيع حمولة السيارات كاملة. وذكر باعة أن طريقة البيع بالتجزئة «ليست محددة بسعر معين. وإنما تباع لحجم حزمة الحطب المطلوبة من قبل الزبون. وتتراوح أسعارها بين 20 إلى 200 ريال، بحسب حجم الحزمة. أما البيع بالطريقة الثانية، فيكون بشحن السيارات بالحطب، ويتم تقدير السعر بحسب نوع السيارة. وتبدأ ب350 ريالاً للصغيرة. وتصل إلى ألف ريال للأكبر. إلا أن الحطب المحلي انقطع من السوق، فجأة. بسبب المنع، على رغم توافره وجلبه من مناطق المملكة طوال الأعوام السابقة. من أبرز أنواعه: السمر، والسدر، والطلح، والغضا، والأرطي، وغيره من أنواع الحطب. إلا أن «السمر» يعتبر أجود أنواع الحطب على الإطلاق، بخاصة «سمر المدينةالمنورة». الذي يتميز بسهولة إشعاله، وبقائه مشتعلاً لفترة طويلة. وقال محمد عبدالله، الذي كان يأمل في الحصول على كمية من الحطب المحلي، لشرائها: «سنفقد هذا العام نكهة شبة النار، كما تعودنا عليها طيلة العقود الماضية، ولم نجد الحطب المحلي، مثل: الغظا، والسمر، والأرطي، وغيره من أنواع الحطب، التي لا تختلف كثيراً عن بعضها. ولكن هذا العام ستكون نكهة شبة النار غير، وبخاصة مع الأسعار الخيالية، التي لا تتوافق مع جودة الحطب المستورد، وحجمه الذي لا تستطيع إشعاله بسرعة.