وافقت شركة فايزر وأليرجان على الاندماج بصفقة قياسية بلغت 160 مليار دولار، لاستحداث شركة صناعة أدوية عملاقة تدعى فايزر مع منتجات تبدأ من فياجرا إلى البوتوكس وقاعدة ضريبية منخفضة التكلفة. تم تشكيل الصفقة بحيث إن شركة أليرجان التي تتخذ من دبلن مقرا لها تقوم (من الناحية الفنية) بشراء شريكها الأكبر منها بكثير، وهي الخطوة التي سهلت على الشركة تحديد عنوانها الضريبي في أيرلندا لأغراض الضريبة، على الرغم من أن مقر قيادة العمليات في شركة الأدوية سيكون في نيويورك. الرئيس التنفيذي لشركة فايزر إيان ريد سيكون رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة الجديدة، في حين أن برنت سوندرز، الرئيس التنفيذي لشركة أليرجان، سوف يتولى منصب الرئيس وكبير الإداريين التشغيليين، والإشراف على المبيعات والتصنيع والاستراتيجية. وقالت الشركتان: إن الصفقة سوف تبدأ بزيادة أرباح فايزر المعدلة ابتداء من عام 2018، وسوف تعزز الأرباح بنسبة 10 في المائة في العام التالي. وسينضم أعضاء مجلس إدارة شركة فايزر وعددهم 11 إلى أربعة من أليرجان، بما في ذلك سوندرز ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي بول بيسارو. وقالت فايزر إنها ستبدأ برنامجا متسارعا فإعادة شراء الأسهم بقيمة 5 مليارات دولار في النصف الأول من عام 2016. ومن المتوقع للصفقة أن تكتمل بحلول نهاية العام المقبل. وستقوم الشركة الناتجة من الاندماج بالتداول في بورصة نيويورك. فايزر، ومقرها في نيويورك، تصنع الأدوية بما في ذلك الفياجرا، ودواء الألم ليريكا ولقاح بريفنار، المضاد للمكورات الرئوية. في حين تنتج أليرجان البوتوكس ودواء نامندا لعلاج الزهايمر. معا، باسثناء أي عمليات لبيع الأصول، فإن الشركتين ستكونان أكبر شركة أدوية من حيث المبيعات السنوية، مع حوالي 60 مليار دولار. ومن شأن هذه الصفقة أن تكون بلا مثيل على العديد من المستويات. فهي أكبر عملية استحواذ حتى الآن هذا العام. وهي الأكبر في تاريخ صناعة الأدوية، حيث تفوقت على عملية شراء فايزر لشركة وارنر لامبيرت في عام 2000 مقابل 116 مليار دولار. واذا كانت الشركة الجديدة قادرة على تأسيس نفسها في الخارج على أساس معدل ضريبي أقل، وهي عملية مثيرة للجدل تسمى الانعكاس الضريبي، سوف يكون ذلك أكبر خطوة من نوعها في التاريخ. وقد استهدفت وزارة الخزانة الأمريكية بشكل متزايد هذه الاستراتيجيات، معلنة مؤخرا عن إرشادات جديدة بشأن الكيفية التي ستعمل فيها على تحديد قيمة الأصول المملوكة من قبل الشركات الأمريكية التي تقوم بالانعكاس الضريبي. ويذكر أن الولاياتالمتحدة لديها أعلى معدل ضريبي على الشركات في العالم، بنسبة 35 بالمائة، وهي واحدة من الدول الوحيدة التي تفرض ضرائب على أرباح الشركات أينما يتم اكتسابها. ريد خاطب بالفعل المشرعين في مجلسي النواب والشيوخ، بما في ذلك زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، ومع البيت الأبيض، وفقا لشخص مطلع على المسألة. فكرته هي أن هذه الصفقة ستساعد الشركات لتستثمر في الأدوية الأكثر ابتكارا وأنه سيكون لدى فايزر 40 ألف موظف أمريكي عند إيرام الصفقة. وقد تجعل هذه الصفقة والبالغة 160 مليار دولار فايزر أكبر شركة في أيرلندا، والتي لديها اقتصاد يبلغ 200 مليار دولار. إن وجود اتفاق أيضا قد يسهل الامكانية، التي تناقَش على نطاق واسع، في أن تعيد فايزر تكوين نفسها عن طريق تقسيم الشركة الموسعة حديثا إلى قسمين: الأول يركز على تطوير عقاقير جديدة، والثاني على بيع الأدوية القديمة. وقالت فايزر الاثنين إنها ستقرر بشأن الانفصال المحتمل بحلول نهاية عام 2018. اشترت فايزر في وقت سابق من هذا العام شركة هوسبيرا، الشركة المصنعة للأدوية الموازية التي غالبا ما تُعطى في المستشفيات، في صفقة تقدر قيمتها بنحو 17 مليار دولار. الصفقة، التي تجمع بين التدفق النقدي القوي والنمو البطيء، عززت أعمال العقاقير القائمة لفايزر. أليرجان نفسها تحولت في الآونة الأخيرة، حيث تم استحداثها من خلال اكتساب آكتافز التي حافظت على اسم أليرجان. أصبح لديها الآن أكثر من 70 مركبا في قيد التطوير في المرحلة المتوسطة إلى المتأخرة. إذا حصلت الصفقة على موافقة الجهات التنظيمية، فإن ذلك سيكون برهانا على تفكير الرئيس التنفيذي لشركة فايزر ريد. هذا الرجل الذي يبلغ من العمر 62 عاما، والذي ولد في اسكتلندا، كان منفتحا حول سعيه لمعدل ضريبي أقل حتى بعد محاولة فاشلة لاكتساب استرا زينيكا والتي مقرها لندن العام الماضي. ريد، الذي قاد فايزر لما يقرب من خمس سنوات، قال إن نسبة الضريبة على الشركات الأمريكية تجعل من الصعب على الشركات الأمريكية التنافس. ودعا مرشحي الرئاسة بما في ذلك دونالد ترامب لإجراء تغييرات في معدلات الضريبة على الشركات للحفاظ على الشركات الأمريكية من الانتقال إلى بلدان أخرى. وقال كارل ايكان، المستثمر من أصحاب المليارات المعروف باختيار معارك مع المديرين التنفيذيين للشركات إنه سوف يضع 150 مليون دولار في سوبر باك الجديدة التي من شأنها دفع السياسيين لإجراء تغييرات في الطريقة التي يتم فيها فرض ضرائب الشركات الأمريكية على الأرباح في الخارج. بالنسبة لسوندرز، 45 عاما، الاندماج هو تتويج لسلسلة سريعة من الصفقات بمليارات الدولارات والتي أخذته من الغموض ليصبح أحد أقوى الأشخاص في هذه الصناعة. وكان سوندرز قد انضمت إلى آكتافز بعد استحواذها على مختبرات فورست في عام 2014. وقال سوندرز في مقابلة الشهر الماضي: "بصراحة، حين أدخل في إحدى هذه الصفقات، كبيرة أو صغيرة، فإني لا أركز على مستقبلي ولكن على محاولة بناء مستقبل أفضل للشركة".