يفتح (الميدان) قضية (الاحتراف) هذا الملف الشائك، والمتشعب، ونواجه الضيوف بالأسئلة والمحاور أهمها فشل احتراف اللاعب السعودي خارجيا.. وعمل لجنة الاحتراف.. وتحديد سقف أسعار اللاعبين محليا.. ودخول اللاعب في الفترة الحرة ويتعمق (الميدان) مع ضيوفه بالأسئلة الجريئة، ويكشف الخفايا، ويستنطق الضيوف لصناعة مادة صحفية ثرية، ويقدمها للقارئ، والمسؤول فإلى ثنايا سطور هذا التحقيق. ونغوص في أعماق الاحتراف، وارتفاع موجة الأسعار حيث يثري وكيل أعمال اللاعبين مساعد المرشد التحقيق:" ارتفاع الأسعار موجة عالمية، وأساليب الضغط تلعب دورا حيا في ذلك، وهنالك لاعبون يتقاضون مبالغ لا تتوافق مع ما يقدمونه". وحول ما يتعلق بانخفاض مستوى اللاعبين، وحسم مرتباتهم قال: "يبنى ذلك على العقد، والاتفاقية بين اللاعب، والنادي وبناء على لجنة الاحتراف فإن اللاعب يتقاضى 75% دخلا ثابتا و 25% متحركة ". وأجاب المرشد حول العمل الاحترافي الذي يقدمه اللاعب السعودي وقال: "الاحتراف ليس ساعة ونصف يقضيها اللاعب في التمرين فالاحتراف منظومة متكاملة تتطلب التفرغ الكامل، وما يحصل لدينا هم هواة يقودون محترفين يعملون في القطاع الحكومي أو الخاص صباحا، وفي الأندية مساء". وفيما يتعلق باحتراف اللاعب السعودي خارجيا قال: "صدمت بإجابات الكثير من اللاعبين، وقصر نظرتهم، وقد عرضت الفكرة على لاعبي فئة الأولمبي للاحتراف في فرنسا لكن العزيمة غير موجودة كون العائد المادي غير مرض، ولكن عليهم أن يقبلوا بذلك فهم سوف يتعلمون اللغة، وأسس الاحتراف، واكتساب المهارات، والخبرات مما سيفتح لهم جسورا من الاحتراف مع أندية خارجية، وسيحصل النادي على بدل تدريب". وضرب المرشد مثالا وقال: "ولنا في علي الحبسي ومحمد صلاح خير مثال في ذلك، وعبر الميدان أوصي اللاعبين الصغار بأن يحذوا على خطى الحبسي ومحمد صلاح، والرضا بالقليل لتطوير مستوياتهم، وحتما ستأتي الفرصة يوما ما". وفيما يتعلق بعمل لجنة الاحتراف قال: "احترم الجميع كأشخاص، وكعمل هنالك إيجابيات وسلبيات، ولكن نقطة تحديد سقف العقود أرى انها مجحفة، وهل اللاعب الجماهيري سيرضى بذلك؟، ومن الإيجابيات الحوالات البنكية، ولماذا المجال مفتوح أمام الأجنبي ولم يحدد بسقف معين". ونستنطق الأكاديمي رئيس نادي أبها السابق الدكتور صالح الحمادي الذي علق على بعض المحاور والأسئلة وقال: "اللاعب السعودي يطبق الاحتراف في الجزء المالي لكن الأجزاء الباقية غائبة فاللاعب يبحث عن حقوقه المالية فقط"!. وفيما يتعلق باحتراف اللاعب خارجيا قال: "استبعد فكرة الاحتراف قياسا بفكر اللاعب، وعمل لجنة الاحتراف جميل برغم بعض الفوات في بعض القرارات لكنها من أفضل اللجان وجميلة فكرة تحديد سقف عقود اللاعبين لطالما سلمت من تحت الطاولة". وختم الحمادي حديثه بنصيحة وقال: "يعاني اللاعب من إيقاعات الحياة فهو جزء من المجتمع، وعليه أن يضبط عمله، وأن لا يمارس السهر، وتناول الوجبات الخاطئة فلابد أن يعمل كنترولا ورتما، وأن يكون ذا منهج وفكر". وأضاء مدير الاحتراف بنادي الفتح خالد السعود التحقيق وقال بخصوص عدم نقل الوكلاء اللاعبين للاحتراف خارجيا: "اللاعب لابد أن يضحي ويتنازل ماليا، وهنا نشاهد العكس اللاعب يتقاضى مبالغ كبيرة في بداية عهده، وهنالك عينات إيجابية من اللاعبين يطبقون الاحتراف محليا، ولكن المنظومة تحتاج مزيدا من الوعي". وفي محور ارتفاع العقود قال السعود: "تضخم العقود أضر بالأندية برغم تحديد سقف العقود ولكن قد يخترق بدفع مبالغ إضافية خارج إطار الأوراق الرسمية". وننتقل إلى التحقيق في البرامج التي تقدم للاعبين المحترفين حيث قال السعود: "التوعية عامة، وليست وليدة اليوم، والتربية لابد أن تكون من الصغر، ومشروعا من الناشئين، وكرة القدم لم تعد هواية بل باتت وظيفة، وطريقا للثراء، ومصدر رزق، ولقمة عيش فلابد أن يحافظ اللاعب على وظيفته كأي موظف يحصل على وظيفة مرموقة، والانضباط يقلص السلبيات، ولا مانع من الترفيه الذي يبعد الضغوط، ولكن وفق المعقول". وفيما يختص بالفترة الحرة للاعبين المحترفين قال: "في الفترة الحرة نسابق الزمن قبل أن يوشك على الانتهاء، وإذا هنالك رغبة في كسب خدمات اللاعب فلن ننتظر دخوله للفترة الحرة، ولدينا جداول موزعة، وروزنامة مدروسة تعطينا الوقت الكافي لتجنب الظروف للأفضل، ونبتعد عن الضغوط، وننجز الملفات الأهم فالأهم". وأثرى اللاعب الدولي ووكيل أعمال اللاعبين السابق صالح الداود الإعلامي حاليا ملف الاحتراف، وتعمق في الإجابة على أسئلة التحقيق فيما يختص بتطبيق اللاعب السعودي الاحتراف وقال: "الاحتراف كلمة متشعبة تفتقد للتثقيف، وكنا في الماضي نوقع على بياض في أول عصور الاحتراف في عام 1994م، ولم يؤسس في تلك الفترة أسس للاحتراف بل جاء الموضوع في سبيل دعم اللعبة، وتحرير اللاعبين من قيود الوظيفة في عهد فيصل بن فهد يرحمه الله والوظيفة تحتاج تطويرا، ولكن لدينا حدث قفزات هائلة، وأرقام كبيرة في عام 2006 مما سبب دمارا، وتراجعا وضياعا، وإخفاقا للكرة السعودية بسبب القفزة العالية بدون دراسة لتحل النكبة في المرحلة الأولى من الاحتراف، وذلك أشبه بالاحتراف المغلف فهو مسمى كبير في خارجه محمل بالكوارث في داخله". وفيما يختص بارتفاع العقود أفصح الداود وقال: "تحول الملف إلى مفخرة، وتفاخر وتحد، وليس تقييما فنيا، واستغلال بعض رؤساء الأندية بعض بنود الاحتراف من أجل خطف لاعبين، وإغراء وكلائهم بمبالغ فائضة". وفيما يختص بعمل لجنة الاحتراف قال الداود: "أتت لجنة الاحتراف لمعالجة الكثير من القضايا، ولكنها اضطرت لوضع بنود داخلية لتحد من عشوائية الانتقال والزيادة، ومن المديونية وذلك إجراء يخالف المادة السادسة للائحة الاحتراف فالمادة تغيرت وبدلت رغم إنها لا تواكب الميزانية وتقييد اللاعب ضد توجهات الفيفا وهنالك بنود إلزامية لا يمكن أن تتبدل، ولابد من تأسيس قاعدة احتراف فالبنود المؤقتة حلولها مؤقتة، وبالتالي صدرت بطاقة لسعيد المولد في قضيته، وسيتضرر الاحتراف مستقبلا إن لم نضع قاعدة للاحتراف". وأجاب الداود على كيفية التغلب على مشاكل الاحتراف لدينا وقال: "لاشك ان لجنة الاحتراف تقوم بعمل كبير فقد غرد البرقان وقال: "613 قضية تم حلها كون أوراقها مثبتة وتم دفع المستحقات البالغة (500 مليون)، ولابد من توعية اللاعب عبر الدورات، ووضع عقود تحفيزية للاعب حتى يطور مستواه، ولكن من يقود الحراك هم من الهواة، وليسوا أصحاب الخبرات، وبالتالي لا يملكون أدوات التعامل". أثرى وقدم معلومات قيمة لملف الاحتراف عبر هذا التحقيق وكيل أعمال اللاعبين نواف المهدي الذي رد على أسئلتنا بشفافية وقال:" إن لجنة الاحتراف أوقفت ملف الكباري، ولكنها لم تستجب للتحذيرات بشأن سقف العقود وهو 2400000 فإمكان بطريقة أو أخرى أن يحصل اللاعب على سيارة أو عقار أو مبالغ خارج الأوراق الرسمية". وهل اللاعب السعودي يطبق الاحتراف رد المهدي، وقال: "داخل الملعب يطبق اللاعب الاحتراف فهو يحضر ويتمرن، ولكن من وجهة نظري فان الاحتراف 70% هو خارج الملعب". ورد المهدي على عدم احتراف اللاعب خارجيا، وقال بصراحة: "ثقافة اللاعب تحكمه، وعقليته تسيره فاللاعب اهتم بالكماليات من تقليد، وتقليعات، ولم يكن طموحه تحقيق جائزة". وفيما يختص بركن اللاعبين الأجانب احتياطيا قال: "هذا يتم مع وكلاء خارجيين، وسماسرة منتفعين هم أصحاب العيون الزرق والشعر الأشقر، وهؤلاء لا تستطيع أخذ حقك منهم لكن الوكيل السعودي موجود، وبالإمكان التواصل معه، وإيجاد العديد من الحلول". وعن مدى تأثير وكيل الأعمال على انتقال اللاعب للنادي الذي يشجعه قال: "الوكيل يشتغل على مصلحة اللاعب ورغبته ولابد أن تحضر المهنية". وفيما يختص بمتابعة لاعبي الحواري قال: "لدينا كشافون في أغلب المدن واللاعب الهاوي تحكمه لائحة". وحول البرامج التي تقدم قال: "نحن نهتم باللاعب ماديا وبرامجنا لا تقتصر فقط على الرياضة فاللاعبون يشاركون في برامج اجتماعية وأيضا نحفز اللاعبين مما أثمر في الكثير منهم". وتجاوب اللاعب الدولي السابق عبدالله صالح الذي مارس عهدي الهواة والاحتراف وقال: "اللاعب لا يحترم عقده مما يولد خللا في احترافه، والسبب لأنه لم ينفطر منذ تدرجه في الفئات السنية، ولم يتثقف، ولم يتعلم أصول، وأسس الاحتراف قبل توقيع عقده، والنادي دائما هو الضحية". وأضاف عبدالله صالح وقال: "اللاعب المحترف يتعامل مع هواة، وبالتالي سيغيب العمل الاحترافي مما يعني حضور العاطفة في التعامل، والاحتراف اليوم لم يكن كالسابق فاليوم هنالك مقدمات عقود، ولكن النادي دائما يتعرض للديون وتراكمها عليه مما أضر بالكثير من الأندية نظرا لعدم التخصص". وطالب عبدالله صالح بضرورة وضع لجان مختصة، وقال: "لابد أن تكون هنالك لجان فنية مختصة تقيم اللاعب والمدرب، ولو نظرنا لوجدنا ان المحترف الأجنبي هو من يحسم البطولات، وهو الأكثر تأثيرا من المحترف المحلي". وأرجع عبدالله صالح سبب الإخفاق في تطبيق الاحتراف إلى عدة عوامل حيث قال: "عناد بعض رؤساء الأندية، وتسابقها لدفع الملايين لبعض اللاعبين أدى إلى انخفاض الكرة السعودية، ولابد أن تكون للأندية مداخيل أخرى، وعلى اللاعب السعودي أن يخدم نفسه من خلال عمله، وأن لا ينتظر أحدا يخدمه، وبالتالي أستبعد احتراف لاعبينا خارجيا".