هنالك القليل من العلامات التي تدل على حدوث هذا.. إذا كانت الروبوتات ستحل مكاننا، فإننا سنشهد زيادات كبيرة في الإنتاجية، لكن نمو الإنتاجية بطيء في كل مكان في العالم الآن. وفي حال تم استبدال البشر على نطاق واسع بالآلات، فإن ذلك سوف يتسبب في حدوث طفرة استثمارات كبيرة. بدلا من ذلك، نحن نشهد الآن شحا في الاستثمارات في البلدان الغنية، في الوقت الذي تكنز فيه الشركات الأموال النقدية. بالإضافة إلى ذلك، هنالك أدلة كافية على أن قابلية استبدال العمل برأس المال - المصطلح الاقتصادي الذي يدل على قدرة أصحاب العمل على استبدال الإنسان بالآلة - آخذ في التزايد. لكن هذا لا يعني أن سيناريو تفوق الروبوتات هو أمر لا يمكن تصوره، انه لا يحدث الآن، لكنه أمر قد يحدث خلال 50، أو 75، أو 100 عام في المستقبل. كما أنه قد يكون تغييرا لم يسبق له مثيل وربما ليس أمرا مقلقا إلى هذا الحد الكبير: حيث إن الثورات التكنولوجية السابقة دائما ما كان ينتهي بها الأمر بجعل مجموع الإنسانية أكثر قيمة، وليس أقل. لكن التقدم التكنولوجي غالبا ما يتسبب في حدوث أمور غير مسبوقة. كانت الثورة الصناعية تختلف عن كل شيء كان قد حدث من قبل - حيث إنها خرقت جميع القوانين التي تعرف بقوانين الاقتصاد.. وهذه القوانين يمكن أن يتم خرقها مرة أخرى. لذا، في حين أن هذا أمر لا يستحق أن نصاب الهلع بسببه، يمكن أن يكون من المفيد التفكير في كيفية الاستجابة فيما لو انتهى الأمر بهذا السيناريو إلى أن يصبح حقيقة واقعة. الوصف الأفضل الذي رأيته لهذا السيناريو ليس موجودا في أي من البحوث الاقتصادية، لكن في كوميديا على شبكة الويب.. ففي أوائل نوفمبر، قدمت الكوميديا (حبوب الإفطار لصباح يوم السبت) - وهي كوميديا فكاهية كتبها زاك وينرسميث— تصورا جميلا للطريقة التي يمكن أن يكون فيها هذا السيناريو ناجحا. في الماضي، كانت الآلات دائما مُكَمِّلة لدور الإنسان، لا أن تحل مكانه. وبإمكان الإنسان الذي يعمل على تشغيل أداة ميكانيكية إنتاج أكثر من كثير من الأشخاص الذين يستخدمون أياديهم على خط التجميع.. والإنسان الذي يعمل طابعا على الكمبيوتر يستطيع إنتاج أكثر من عدة أشخاص يكتبون الوثائق على الورق بخط أيديهم ويتصلون ببعضهم البعض عبر الهاتف.. لكن قابلية استبدال العمل برأس المال كانت لا تزال محدودة - لأنك تظل تحتاج لإنسان ليقوم بتشغيل الأداة أو الكمبيوتر. لكن في الوقت الذي يصبح فيه الذكاء الاصطناعي أكثر تطورا وانتشارا على نطاق واسع، قد يكون أيضا قادرا على القضاء نهائيا على الحاجة إلى سيطرة الإنسان. تخيل مصانع روبوتية تماما ومكاتب في الفضاء الإلكتروني، قد تنتج الآلات ذات الذكاء الاصطناعي كل ما يطلبه مالكو الشركات، وقابلية استبدال العمل برأس المال سوف تزداد بشكل هائل، والبشر قد لا يقدمون أي شيء سوى اتخاذ القرارات التنفيذية. بالطبع، حين تقوم مثل هذه الذكاءات الاصطناعية بأعمالنا، فإن أي إنسان يمكن بسهولة أن يصبح مالكا لشركة. لكن الناس الذين كانوا أصحابا للشركات في بداية ثورة الذكاء الاصطناعي، ربما يبدأون في وضع آخر مميز، حيث إنهم قادرون على منافسة الداخلين الجدد في أسواق يحصل فيها الفائز على كل شيء. لذلك، الناس الذين بدأوا برأس المال قد يحشدون أساسا كل الثروة في المجتمع، بينما الذين بدأوا بما هو أقل لن يحالفهم الحظ. بمعنى آخر، تسبب نهاية العمالة، جنبا إلى جنب مع ظهور الأسواق التي يحصل فيها الفائز على كل شيء، يمكن أن تؤدي إلى صعود ضخم في التباين الاجتماعي وتوزيع الثروة. يقول الكثير من الناس: إنه طالما أنه سيكون هنالك دائما طلب على المزيد من المنتجات، سيكون هنالك دائما المزيد من العمل ليقوم به الإنسان. الأفلام الكرتونية لوينر سميث تصور عالما يندفع فيه البشر نحو أعمال سخيفة أكثر من أي وقت مضى، ومقتصرة على فئة معينة. المشكلة هي أن مثل هذه الوظائف لا تقدم بالضرورة أجرا يكفي لمعيشة الفرد.. لا يوجد هنالك أي قانون ثابت في الاقتصاد يقول إن الأجور دائما في ارتفاع. إذا ازدادت قابلية استبدال العمل برأس المال بشكل مفاجئ، ربما تنخفض الأجور بشكل كبير. بطبيعة الحال، كل هذه هي عبارة عن تكهنات. صعود الروبوتات لم يحدث حتى الآن، ولا توجد علامات تشير إلى أنه سيحدث خلال أي وقت قريب، لكن إذا حدث فعلا، ينبغي أن نكون على استعداد لإعطاء جميع البشر حصة في ملكية العالم الآلي الجديد.