استمعت قبل عدة أيام إلى شاب اسمه (باسم) يسأل صديقه المواطن (أنور) متى ستسافر من مطار الهفوفبالأحساء رغم حديثك الدائم عن ضرورة دعم هذا المطار؟. فرد عليه أنور بقوله إنه يريد أن يكون المسافر رقم مليون من هذا المطار. فهل سنرى في القريب العاجل سفر مليون مسافر من مطار الأحساء سنويا، فعدد المسافرين حاليا بدأ في التزايد رغم أن الطاقة الاستيعابية في الوقت الحالي هي حوالي نصف مليون، في وقت تم فيه تسيير رحلات دولية من هذا المطار إلى مصر وقطر والإمارات العربية المتحدة، إضافة للرحلات الداخلية للخطوط السعودية ورحلات طيران شركة أرامكو السعودية. وفي هذا دلالة على أن أعداد المسافرين من مطار الأحساء في تزايد متواز مع زيادة أي خط طيران. وفي صناعة الطيران يعتبر هذا مؤشرا جيدا رغم أن الأحساء هي المنطقة الوحيدة التي تختلف عن بقية المناطق ليس في المملكة وحسب، بل على مستوى الدول المجاورة بأكملها فيما يخص تعدد أساليب وآلية السفر. وهذا يتمثل بوجود رحلات طيران من وإلى مطار الأحساء إضافة إلى حوالي عشر رحلات بالقطار نصفها متجهة للغرب باتجاه العاصمة الرياض، والبقية متجهة للشرق باتجاه مدن ابقيق والدمام. ورحلات القطار من وإلى الأحساء تحمل آلاف الركاب من الأحساء. ويضاف لذلك رحلات الباصات التابعة للنقل الجماعي أو القطاع الخاص. أي وبمعنى آخر وهو أن حركة السفر في الأحساء قد تكون من الأكبر في المملكة؛ نسبة لعدد سكان كل منطقة. ومع زيادة المسافرين من مطار الأحساء المتوقع وصولهم إلى مليون مسافر، يبقى سؤال مهم وهو.. هل مطار الأحساء يستطيع تحمل الزيادة في أعداد المسافرين خاصة لو وصل الرقم إلى مليون مسافر؟. لأنه في هذه الحالة يجب أن يكون المطار مهيئا للتعامل مع حوالي ثلاثة آلاف مسافر يوميا في صالة بالكاد تتسع لنصف هذا العدد. مع العلم أن توقيت الرحلات ليس على مدار اليوم. ولا أعرف هل تقوم هيئة الطيران المدني بحساب رحلات شركة أرامكو السعودية من وإلى مطار الأحساء. لأن موظفي شركة أرامكو هم في نهاية المطاف مسافرون يستخدمون تجهيزات المطار بغض النظر عن كونهم يغادرون المطار إلى أماكن أعمالهم في منشآت شركة أرامكو. فمنذ بدء الرحلات الدولية من مطار الأحساء لم ير المسافر أي تغيير أو توسعة في بعض مرافق المطار. والحق يقال، فالكل يشكر كل موظفي المطار من جوازات وجمارك وأطقم الخدمات الأرضية؛ على سرعة إنجاز أعمالهم وحسن تعاملهم مع المسافرين. ولكن، لا نريد أن يأتي وقت تبدأ فيه أعداد المسافرين في الزيادة ولكن دون تغيير في الطاقة الاستيعابية الحقيقية في مرافق المطار. ولهذا لا بد من وضع خطط مستقبلية لتطوير المطار وزيادة قدرته الاستيعابية؛ لكي تكون هناك جاهزية استباقية عند أي زيادة في أعداد المسافرين. وأهم من ذلك هو التخطيط والعمل على أن يكون مطار الأحساء محطة ترانزيت مركزية لخطوط الشحن الجوي؛ بسبب مكانتها الجغرافية المميزة.