نشر مطار الملك خالد الدولي بيانات إحصائية أولية عن عدد الركاب في المطار خلال السبعة الأشهر الأولى من هذا العام 2015م، حيث بلغ عدد المسافرين وفق بيان المطار 13 مليون مسافر، ومن المعلوم أن الطاقة الاستيعابية التصميمية للمطار تقدر بحوالي 12 مليون مسافر سنوياً، أي أن المطار تجاوز طاقته الاستيعابية خلال نصف عام فقط، والمتوقع أن يستمر النمو في عدد المسافرين بنفس المعدلات الحالية أو أكثر خلال السنوات القادمة. المطار مرّ بمرحلة امتحان الصيف الحالية أثبت خلالها الحاجة إلى التخطيط للمستقبل لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المسافرين على الرغم من الجهد المميز والواضح لإدارة المطار في إجراء العديد من التحسينات الداخلية التي ساعدت في استيعاب الكثافة العالية من المسافرين بالرغم من محدودية المساحة. هذا المطار الذي تم إنشاؤه منذ أكثر من 30 عاماً لم يشهد أي عمليات تطوير جذرية لزيادة الطاقة الاستيعابية للصالات أو المرافق اللوجستية، وبحسب المعلن فإن المطار قد بلغ عدد الركاب المسافرين فيه عام 2007م، حوالي 11.8 مليون مسافر، وهو مايعادل 95% من الطاقة الاستيعابية التصميمية، وفي عام 2014 تجاوز طاقته الاستيعابية وبلغ عدد المسافرين فيه حوالي 21 مليون راكب، وهو مايعادل 174% من الطاقة الاستيعابية، ولذا هو اليوم عاجز عن مواجهة التحديات وهنا تبرز أهمية التفكير والتخطيط الاستراتيجي لمستقبل المطار. أعلم أن الهيئة العامة للطيران المدني لديها من الخطط الكثير لتطوير وتحسين المطار خلال السنوات القادمة، ولعل من أبرزها إنشاء الصالة الخامسة في المطار التي ستخصص للرحلات الداخلية ويتوقع إنجازها في أوائل عام 2016م، وبطاقة استيعابية 12 مليون مسافر سنوياً. لكن السؤال الذي نطرحه هنا هو، أي تحدٍ سيواجهه المطار خلال السنوات القادمة في استيعاب المزيد من المسافرين لحين اكتمال مشاريع التطوير الكبيرة والصالات الجديدة، والذي سيكون بكل تأكيد على حساب مستوى الخدمة المقدمة؟ إن المطار بوضعه الحالي يتطلب من المعنيين التفكير بزيادة طاقته الاستيعابية لتصل إلى أكثر من 50 مليون مسافر في السنة بالنظر لحجم الحركة التنموية والاقتصادية في مدينة الرياض، وهذا يتطلب تنفيذ عدد كبير من المشاريع المترابطة لتطوير منظومته ومرافقه بشكل متكامل، أو إنشاء مطار رديف يستوعب جزءاً من حركة السفر والطيران المتزايدة لمدينة الرياض، وأجزم أن القائمين على المطار لا يغفلون عن هذه الجوانب.