وجه مسؤولون من القطاعين الحكومي والخاص انتقادات عدة لأوضاع مطار الأحساء، مطالبين ببناء وتشييد مطار جديد في المحافظة التي يقطنها أكثر من مليوني نسمة، يضطرون إلى قطع مسافات طويلة، وصولاً إلى أقرب مطار، كي يتمكنوا من السفر، كما انتقدوا ضعف حضور «الخطوط السعودية». وأوضح المشاركون في ورشة «مطار الأحساء.. آمال وتطلعات»، أن مطار الأحساء الحالي «لا يواكب مكانة ومساحة وسكان المحافظة، وحجم النشاط التجاري والحراك التنموي فيها». وأجمع المشاركون في الورشة التي نظمتها أخيراً غرفة الأحساء، بمشاركة الهيئة العامة للطيران المدني، وجهات حكومية في الأحساء، على أهمية «إثراء تجربة المطار، ودعمها إلى آفاق أرحب»، مناشدين الجهات الحكومية المختصة ووكالات السفر والمؤسسات والمواطنين ب«تسويق المطار والترويج له، بما يسهم في ازدهاره وتنشيط حركة التجارة والسياحة في الأحساء». وقال رئيس اللجنة السياحية في الغرفة عبداللطيف العفالق: «إن تفعيل التشغيل الدولي لمطار الأحساء ما يزال دون المستوى المأمول، بسبب جملة من العقبات والتحديات المتشعبة»، موضحاً أن «الوضع الحالي للمطار لا يناسب الأحساء، ومستقبلها الواعد». وأضاف: «أن رحلات شركة أرامكو السعودية البالغة 54 رحلة، تزاحم الرحلات التجارية في المطار، وأن وتيرة تطوير المطار بطيئة جداً، ومن دون المستوى المأمول». وذكر أن «برج المطار يعمل من السابعة صباحاً إلى السابعة مساءً فقط، ولا يعمل يومي الجمعة والسبت، ما يحد من قدرة المطار على استثمار طاقته، وفتح فرص لرحلات داخلية وخارجية جديدة». وأكد أن على مكاتب ووكالات السفر والسياحة في الأحساء «واجب وطني بالترويج للمطار ودعم تجربة تشغيله»، مستغرباً «ضعف تفاعل وتعاون الناقل الوطني حتى الآن مع مطار الأحساء». بدوره، قال الأمين العام للغرفة عبدالله النشوان: «إن الغرفة تبذل جهوداً كبيرة لدعم وإنجاح تجربة التشغيل الدولي لمطار الأحساء»، مشدداً على أهمية «تفاعل وتعاون وشراكة جميع أوساط ومكونات المجتمع في عملية تحول المطار إلى دولي»، داعياً القطاعات كافة إلى «مضاعفة جهودها ومبادراتها لترويج الرحلات الدولية من المطار وإليه، ومضاعفة أعداد الرحلات وتقديم برامج من الحوافز والتسهيلات في حركة النقل الجوي». وناقشت الورشة أبرز التحديات التي تواجه المطار والعوامل المساعدة والمحفزة لجذب وزيادة عدد الرحلات الجوية من المطار وإليه، والدور المأمول من الهيئة العامة للطيران المدني ومكاتب السفر والسياحة في تفعيل المطار، وأسباب عزوف بعض الشركات والجهات عن المطار، العقبات التي تواجه شركات الطيران والعمل على تذليلها، إضافة إلى درس حاجات العملاء المستهدفين من مطار الأحساء. كما شهدت الورشة مداخلات ونقاشات، أبرزت ضعف دور وكالات ومكاتب السفر في الترويج للمطار، وعزوف شركات الطيران الوطنية عن تسيير رحلات من المطار، بحجج مختلفة وواهية». السلفي: «الطيران المدني» ستتفرغ ل«التشريع» وتتخلى عن «التشغيل» أكد المدير العام لعمليات المطارات الداخلية في الهيئة العامة للطيران المدني المكلف عبدالباسط السلفي، أن «المطار يحظى باهتمام كبير من الهيئة العامة للطيران المدني، من خلال توسعة الصالات القدوم والمغادر الداخلية، وبناء صالة للرحلات الدولية بكامل خدماتها وملحقاتها»، موضحاً أن «التشغيل الخاص برحلات «أرامكو» يختلف تماماً عن تشغيل الرحلات التجارية». وقال: «إن النقل الجوي منظومة متكاملة وكبيرة ومتداخلة ومتشعبة المهام والاختصاصات والمسؤوليات. ولكنها تفترض وجود قواعد ودعائم أساسية لتقديم خدمات مستدامة، تقوم على معايير ودراسات تضع في الاعتبار لرغبة ومتطلبات شركات الطيران والنقل الجوي والمسافرين، وعدد ساعات التشغيل وغيرها». وأبدى السلفي أسفه ل«عدم تفاعل وتعاون الناقل الوطني في إنجاح تجربة التشغيل الداخلي والدولي في مطار الأحساء». وذكر أنها «تعمل بجد لتنفيذ خطط تطوير المطارات الداخلية، ومنها مطار الأحساء، من خلال منظومة متكاملة مع شركات الطيران، سواء في الداخل أم الخارج»، لافتاً إلى أن «هيئة الطيران المدني في طور الانتقال لمهمتها الرئيسة، ودورها الأساسي وهو الدور التشريعي المنظم للقطاع، وليس الدور التشغيلي الذي تضطلع بجزء كبير منه الآن».