إن الحقيقة التي يجب أن يواجهها الجميع بمختلف مسؤولياتهم، أن الكرة السعودية لم تعد باستطاعتها أن تقدم شيئاً يدلّ على أن كرة القدم في (القارة السعودية) متطورة، وتستطيع أن تسير إلى أبعد ممّا هي عليه..!! إن كُرتنا أصبحت دون المستوى -وهذه حقيقة- ولا يمكن أن تقارن كمستوى فنيٍّ بأكثر المنتخبات في آسيا، ومن الظلم فعل ذلك..! وإذا بقينا على هذا الحال نردد التاريخ، ونفخر بالماضي، ولا نفكر في المستقبل، فكيف يمكن أن نتطور معه ونقدم أنفسنا (كدولة متقدمة) يتوافر فيها كل شيء، وكيف نحقق أي إنجازٍ على أي مستوى. اليوم وصلت كرتنا إلى مرحلةٍ كبيرةٍ جداً من السوء على كافة المستويات، ولم يعد منتخبنا قادراً على هزيمة أضعف المنتخبات، في أقل التصفيات حسب التصنيف الدولي، والتي كنّا في الماضي قبل أن تصيبنا (لعنة الاحتراف)، ومع بداياته نتخطاها بسهولة وبنتائج كبيرة جداً، اليوم وبعد مباراة المنتخب الفلسطيني في عّمان وصلنا إلى نقطة الحقيقة، وأصبح من المهم أن نتحرك وبسرعة؛ حتى نحفظ ما بقي لنا من التاريخ أمام آسيا، وأمام كل مَن يعرف الكرة السعودية. والحقيقة اليوم تقول: إن المنتخب الفلسطيني بكل الظروف السيئة التي تحيط به من كل الجوانب أصبح ندّاً قوياً لنا، لدرجة أنه أصبح من الصعوبة هزيمته، بدليل أن المباراة التي لعبها منتخبنا في السعودية في نفس التصفيات انتهت بفارق هدف للمنتخب السعودي، بمعنى أن المنتخب الفلسطيني استطاع أن يزور شباك الأخضر السعودي مرتين، والمباراة الثانية انتهت بالتعادل السلبي في الأردن، وقد كان المنتخب الفلسطيني منافساً قوياً لمنتخبنا، ليس لأنه فريق يملك أدوات الفوز على المستوى الفني -لا-؛ بل لأن منتخبنا أصبح هشّاً ضعيفاً لا يقوى على فعل شيء..! ولا أحد يعلم إلى متى سيستمر هذا الحال!. المنتخب السعودي سيتجاوز التصفيات الأولية المؤهلة لنهائيات كأس آسيا، وإلى نهائيات كأس العالم، لكن لن يتجاوز المرحلة الأخيرة من هذه التصفيات إن ظلّ الحال على ما هو عليه..!! اليوم أصبحت الحلول في نطاقٍ ضيّقٍ بما يخصّ تحقيق كأس آسيا والوصول لنهائيات كأس العالم، إذ لابد أن يتحرك اتحاد الكرة وبشكلٍ سريعٍ في وضع برامج تعيد للمنتخب السعودي جزءاً من تألقه، وتضمن له نتائج إيجابية في التصفيات النهائية، والتي سيواجه فيها منتخبنا منتخبات قوية ومتطورة مثل: اليابان وكوريا وأستراليا، حتى بعض دول الخليج أصبحت تملك منتخباتٍ قويةً ليس من السهل هزيمتها، وهذه الحلول مرتبطة بنوعية الإعداد والتجهيز لخوض هذه التصفيات، ليس من الضروري في الفترة القادمة الالتفات للأندية، والتعامل مع الأمر على أنه حالةٌ استثنائيةٌ... بمعنى أن يوفر اتحاد الكرة المناخ اللازم لتجهيز منتخبٍ قويٍّ، مبنيّ على اختيار المجموعة الأفضل؛ ليدخل بهم برنامج إعدادٍ طويلٍ، ويجّهز بشكلٍ عمليٍّ بعيدٍ عن الأندية. ما أعنيه هنا: أن نعود إلى بعض البرامج التي كان يطبقها اتحاد الكرة في السابق من أجل إعداد المنتخب السعودي، ففي السابق كان للمعسكرات الطويلة دورٌ كبيرٌ في الإنجازات الكبيرة التي حققها المنتخب السعودي، هذه نقطة مهمة تحتاج إعادة نظر، من أهم إيجابياتها: عزل اللاعب عن أجواء الأندية وتداعياتها، وتجسيد روح الفريق الواحد من أجل إنجاز مهمةٍ وطنيةٍ، في مجالٍ مهمٍّ له متابعوه؛ حتى نصنع انطباعاً جميلاً عن دولة تملك كل شيء، وتستطيع أن تحقق أي شيء بسواعد أبنائها. الفترة القادمة يجب أن يتخلّى اتحاد الكرة عن كل الاعتبارات، ويبتعد عن الجوانب الاحترافية ولو لفترةٍ بسيطةٍ؛ حتى يجتاز منتخبنا أهم مرحلةٍ من مراحل النكسة التي طال أمدها..!! لنجرب أن نصنع منجزاً لكرتنا بفكر الماضي، دعونا نجرب ولن نخسر شيئاً.