جدَّد منتخبنا اختيار الباب الخلفي للخروج من نهائيات كأس آسيا 2015 مواصلاً مشوار الانكسارات التي لاحقته في السنوات الثماني الأخيرة، وعادت الأسطوانة القديمة - الجديدة «هارد لك» تدق طبول مسامعنا التي ملت هذه الكلمة البغيضة. عادت البرامج، وعادت العناوين، ومعها البكائيات والتشفيات نفسها، وتكررت الآراء نفسها التي أرّقت مسامعنا بعد الخروج من تصفيات مونديال 2010 ومونديال 2014 وكأس آسيا 2011، إضافة لبطولات الخليج التي كنا في فترة ماضية نعتبرها دون طموحاتنا بوصفنا أسياد القارة!! عاد المشهد الذي لا يتغير، ولا يبدو أن تغييره قريب: مشجع يقلل من اللاعبين، إعلامي يهاجم المدرب، مسوؤل يتهم الاتحاد، وآخر يرمي باللائمة على الإعلام وانتماءاته للأندية ومصالحها.. وما هي إلا أيام وتنتهي الموجة، وتعود الدائرة لمستواها الحقيقي في الملعب المحلي!! ومع تكرر الانكسارات تبدو الحقيقة واضحة للعيان، وبوادر الأمل في تضاؤل مستمر: عندما لا يتناغم الفكر مع المصلحة العامة، وعندما تغيب قوة القائد، وعندما يتفق الجميع على الاختلاف.. لن تقوم لأي مشروع قائمة. فأسطوانة الأكاديميات، والاحتراف الخارجي، واحتراف اللاعب، ومصلحة المنتخب.. ليست شعارات يرددها مشجع أو يستعرض بها مسؤول، إنها مشاريع بحاجة لخطط، تبدأ من حيث ينتهي الآخرون، لا من حيث بدؤوا. بعد كل خروج مرير، ومنذ سنوات، نسمع الحديث عن التجربتَيْن اليابانية والكورية، ولا نرى بوادر للتطبيق. منتخبات سنية بدون مخرجات حقيقية، وبرامج بلا إمكانات على أرض الواقع، وبدون روافد مالية. الأندية تخسر الأموال بلا إنجازات قارية، والمنتخبات تتجرع الهزائم، والأدهى من ذلك أنه لا يوجد في كرة القدم فريق عمل حقيقي يمتلك الفكر، ويضع الخطط، ويلتزم بالتنفيذ. الأندية التي تُعتبر الرافد لرياضة البلد أصبحت تمثل دور الرجل القوي في منظومتنا، والإعلام المشجع لا يرى غير ألوان ناديه، سواء انتقد أو دعم. تنافسنا أصبح خارج الملعب، والمنظرون هم نجوم المشهد صباحاً ومساء. جماهيرنا حفظوا الأسطوانة المتكررة، والجميع أدار ظهره عن حقيقة المنتخب أولاً. ولكي لا نذهب بعيداً بعد الخروج الحزين من كأس آسيا بسيناريو أزعج كل محب لمنتخب، لم يعد يحمل غير ماضيه، فإننا أمام أزمة حقيقية، ولا سبيل للخروج منها إلا بجلوس الجميع (اتحاداً وأندية وإعلاماً) على طاولة واحدة، والاعتراف بأسبابها، ومواجهة قدرنا الصعب، بداية من المكابرة والمراهنة على لاعبين لا يملكون الرغبة في صناعة التاريخ حتى مع أنديتهم! يجب الكف عن تدليل الأندية، وإلزامها بالنظام الذي تسير عليه أندية المتعة والاحتراف الحقيقي والإنجازات في أوروبا وغيرها من البلدان، تلك الأندية التي تلعب مباراة كل 48 و72 ساعة، تلك الأندية التي لا يسمع صياح مسؤوليها، ولا يتدخل أعيان بلادها لتأجيل مباراة؛ حتى يستطيع الفريق (س) الاستعداد لآخر في استحقاق آخر. ويجب الكف عن تدليل اللاعبين الذين لا تذرف لهم دموع بعد أن يخيبوا في محفل حضاري، ظن بلد أقل حق له عليهم في آداب الاعتذار دمعة ندم صادقة!! ولاتحاد الكرة الذي يتحمل الجزء الأكبر مما يحدث للمنتخب ولكرتنا السعودية، بوصفه القائد أمام الجميع، نقول: «إذا لم تسبق الأفعال الأقوال فلا تكابروا بالبقاء!!». وأخيراً، ولأننا مللنا جميع الأسطوانات التي تلاحقنا بعد كل انكسار عبر وسائل الإعلام، فإننا نقول للمنظرين الثابتين.. وبصوت مسموع: لقد مللنا تنظيركم الذي لم يعد على كرتنا بخير، فأريحونا!! خاتمة على ذكر البناء.. باستثناء ياسر الشهراني، أين مخرجات منتخب مونديال 2011 للشباب؟!!