أقر اجتماع المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة مدينة المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية، لما تحتويه مكوناتها الحضارية والثقافية من عمق للتاريخ والإرث الإنساني، إضافة إلى تجسيدها لمقومات التنمية المستدامة والمستقبل المشرف على عمق التاريخ والأصالة. جاء ذلك في افتتاح الدورة التاسعة للمؤتمر الذي أقيم أمس الأول، تحت شعار (نحو ثقافة وسطية تنموية للنهوض بالمجتمعات الإسلامية)، وذلك في العاصمة العمانية مسقط، فيما يختتم أعمال المؤتمر، اليوم الأربعاء، عبر جلساته المختلفة، بتبادل وجهات النظر حول جهود منظمة الإيسيسكو الهادفة لتعزيز الحوار ما بين الثقافات والأديان المختلفة وطرح سبل تعزيز التأثير الإيجابي لبرنامج المنظمة الخاص بالعواصم الثقافية الإسلامية، إضافة إلى الوصول لتوصيات من شأنها أن ترتقي بثقافة وإنجازات الشعوب العربية والإسلامية. كما سيسعى المؤتمر إلى التعريف أكثر بالاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، انتخاب أعضاء المجلس الاستشاري المكلف بتنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامية واختيار مكان وزمان الدورة العاشرة للمؤتمر. وبهذه المناسبة، قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار: "مملكة البحرين، بمدنها العريقة استطاعت أن تستثمر قيمها الحضارية والإنسانية لصناعة تنمية وسياحة ثقافية مستدامة، المحرق، اليوم، تشهد على هذا السعي الذي نراه يكبر يوما بعد يوم في موقع طريق اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث العالمي لليونيسكو كثاني موقع للبحرين بعد موقع قلعة البحرين"، موضحة أن الموقع سيكون مكتملاً عام 2018، حين تحتفي المحرق بكونها عاصمة للثقافة الإسلامية. ولفتت الشيخة مي أن مدينة المحرق تتمتع بمقومات عديدة تؤهلها لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية، وقالت: إنه وبالإضافة لطريق اللؤلؤ، تشهد على عراقة المدينة مدرسة الهداية الخليفية التي سيدشن فيها معرضا دائما يوثق تاريخ التعليم في البحرين، وبيت الشيخ عيسى بن علي آل خليفة الذي يعد من أفضل نماذج العمارة الإسلامية في منطقة الخليج العربي إذ يوفر فرصة فريدة للاطلاع عن كثب على تفاصيل الحكم في فترة هامة من تاريخ البحرين. موضحة أن مدينة المحرق سوف تحتضن جناح البحرين الوطني الذي شارك في إكسبو ميلانو 2015 والذي يحمل عنوان (آثار خضراء)، حيث سيتم تفكيكه من موقع الإكسبو وإعادة بنائه مقابل بيت الشيخ عيسى بن علي آل خليفة ليكون مشهداً طبيعياً يعطي فكرة للزوار عن عراقة التراث الزراعي والثقافي لمملكة البحرين. وأكدت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار على ضرورة تعزيز الهوية الثقافية للشعوب العربية والإسلامية، مشيرة إلى دورها في بناء مجتمعات إيجابية من شأنها المشاركة في الحراك الثقافي العالمي والتعريف بالقيم الحضارية والإنسانية لأوطانها.