تتصاعد المشكلة القائمة بشأن إقامة مباراة المنتخبين السعودي والفلسطيني في رام الله، في إطار تصفيات آسيا لكرة القدم، المؤهلة لكأس العالم 2018، وكأس آسيا 2019. في الوقت الذي يرفض فيه الاتحاد السعودي لكرة القدم، اللعب في رام الله، رفضاً لأي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، يتعنت رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني جبريل الرجوب، ولا يقبل التفاهم مع رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد، على إقامة المباراة في مكانٍ آخر. الرجوب يعلم أن الرفض مرتبط بعدم قبول دخول اللاعبين السعوديين إلى فلسطين تحت إشراف الأمن الإسرائيلي، الذي يسيطر على منافذ الدخول إلى رام الله. قرار الاتحاد السعودي، هو الأمر الطبيعي الذي يجب أن تتخذه أي مؤسسة أو جهة عربية، لجهة رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني بأي شكل، والمقصود بالتطبيع هو جعل العلاقات والتعامل مع هذا الكيان طبيعياً، ومن ذلك، السفر إلى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وهي تحت الاحتلال الإسرائيلي، والرجوب يعلم أكثر من غيره أن الضفة الغربية تحت هيمنة الاحتلال بالكامل، وأنه ليس للسلطة الفلسطينية سيادة على الضفة، إلا فيما يتصل بالتنسيق الأمني مع إسرائيل، وهو ما يجعل أي زيارة عربية إلى الضفة تُترجم إلى تطبيعٍ مع الاحتلال، عبر التعامل المباشر معه. للأسف، فقد أصبح التطبيع في مجالات عديدة، ومنها المجال الرياضي، أمراً مقبولاً عند بعض العرب، وهو ما يجعل مسؤولية الاتحاد السعودي أكبر، في الإصرار على هذا الموقف المؤكد على رفض الاعتراف والتعامل مع إسرائيل بأي شكل، وهو موقف وطني وقومي أكبر من أي منافسة رياضية. المؤسف أكثر، أن رئيس الاتحاد الفلسطيني هو الذي يدفع باتجاه تطبيع منتخبات عربية مع إسرائيل، بإصراره على عدم اللعب في مكان آخر غير رام الله، لكن من يتتبع تاريخ الرجوب، وتوجهاته، يعلم أن الأمر ليس بغريب، فالرجوب من كبار مؤيدي التطبيع مع إسرائيل داخل السلطة الفلسطينية، كما يظهر من تصريحاته العلنية، وقد كان رئيساً لجهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لسنوات، وهو مُتَّهم بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في ملاحقة كوادر من المقاومة الفلسطينية، كذلك، فقد قام مؤخراً بسحب طلب فلسطيني بتعليق مشاركة إسرائيل في الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، وتم تصويره وهو يصافح رئيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم عوفر عيني، ما يعني أننا أمام شخص لا يجد حرجاً في ممارسة كافة أشكال التطبيع والتعاون مع العدو الصهيوني. في هذه الحالة، الموقف السليم هو رفض اللعب في رام الله، وإصرار الاتحاد السعودي لكرة القدم على اختيار مكانٍ بديل، والضغط على السلطة الفلسطينية لإنهاء هذه الأزمة، خاصة أن تمسك رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد بهذا الموقف، هو انحياز لفلسطين وأهلها، ورفضٌ للاعتراف بالمحتل الصهيوني، وهذا أهم من نقاط المباراة الثلاث، ومن التصفيات برمتها.