هوس الشراء مرض يصيب النساء أكثر من الرجال، وإن النساء المهووسات بالشراء يشكلن اكثر من نصف سكان العالم، وهذا الهوس يساعد النساء المصابات على التخلص من المشاعر المؤلمة والأفكار غير المرغوبة التي تلح عليهن، وقد استغل القائمون على الحملات الترويجية التجارية ذلك المرض، وأخذوا يتفننون في تقديم العديد من المغريات التي تساعد على زيادة هوس الشراء لديهن.والسؤال الذي تطرق هنا هل هوس التسوق ينتج بفعل الضغوط أم أنه صفة شخصية؟ وهل له علاج هذا ما سنعرفه فى التحقيق التالي؟ فى البداية أكدت «عقيلة المزين» أخصائية نفسية بمركز التشخيص والتدخل المبكر بالدمام أن العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية يدفع المرأة السعودية على وجه الخصوص إلى الشراء المفرط وكثرة التردد على الأسواق إلى جانب شعور المرأة بالكبت العاطفي والحرمان يدفعان بها إلى الوقوع في الهوس الشرائي ، حيث من خلال عملية التسوق والشراء تنفس المرأة عما بداخلها من مشاعر سلبية بممارسة شيء تحبه وهو التسوق ، وهذه المشاعر جاءت إما نتيجة لضغوط الحياة وإحساسها بالنقص ورغبتها بالشعور بالكمال عن طريق شراء فستان أو حقيبة أو حذاء أو اكسسوارات أو أواني منزلية تلك الأشياء التي لها علاقة مباشرة بالمرأة ، ولا نغفل حب التظاهر والتفاخر والخوف من كلام الناس ويتجلى هذا الأمر بشكل واضح في المناسبات وحب الظهور بملابس جديدة غير مكررة ذات ماركات عالمية والمبالغة في تقديم أصناف الضيافة ليس من باب الكرم ولكن من باب التفاخر وخشية كلام الناس ، وتضيف المزين : أن المرأة بحاجة لمن يسمعها ويشعر بها وأن تسمع كلمات غزل وكلام طيب من زوجها وأهلها وهذا الأمر مفقود في مجتمعنا ومفقودة أمور أخرى مثل أماكن الترفية للمرأة فلا يوجد نواد رياضية أو ثقافية أو صلات ترفيهية فحتى المطاعم حينما تذهب لا يتعدى الأمر تناول الطعام والخروج سريعا من المطعم لأن مطاعمنا مغلقة بحجة الخصوصية وحتى لو خرجت المرأة برفقة أهلها وأقاربها للتنزة ترى الرجال معزولين عن النساء ، رغم حاجة المرأة لتكون مع أخوتها الذكور وتتبادل أطراف الحديث معهم بدل أن تقصى في مكان معزول ، وتوضح «المزين» أن الرجل قد يدفع بزوجته للتسوق وللشراء كي يرتاح منها ويتفرغ هو لمشاويره والمقاهي برفقة أصحابه ويتفرغ لخياناته فلذلك هو لا يبخل عليها بالمال والحرية التامة للتسوق وشراء ماتريد في سبيل أن يحظى هو براحة باله ، وأريد أن أشير إلى أن ربات البيوت هن أكثرهن إصابة بهوس الشراء لأن المرأة العاملة ليس لديها وقت كاف لتتردد كثيرا على الأسواق ، ولأن المرأة العاملة تجني المال بتعبها فهي تشعر بقيمة المال فتصرفه بحكمة بعكس ربة المنزل، وتتفاجأ أن أكثر ما تصرفه المرأة السعودية على المكياج رغم أنها تغطي وجهها لكنها تعوض تغطية وجهها بشراء المكياج ووضعه تحت الغطاء فأصبح لدينا الآن ما يسمى بمكياج السوق.
الإعلام والمغريات وحب الظهور أهم الأسباب ويوضح «محمد شهاب» الأخصائي الاجتماعي بمجمع الدمام الطبي ان من اسباب هوس الشراء لدى المرأة هو الإعلام والمغريات وحب الظهور والتنافس المنتشر بين الأوساط النسائية وكذلك المرأة افتقادها لما يشعرها بالدلال والكمال فلذلك هي تندفع نحو الشراء لتعوض هذا الإحساس الناقص لديها فترغب في تدليل نفسها وشراء ما ترغب دون تفكير وقد تشتري اشياء لا تستخدمها ولا تحتاج اليها اما بتحريض من صديقتها التي تتسوق معها او بإيهام نفسها انها تحتاج هذا الغرض ، كذلك طريقة العرض للبضائع والتنزيلات الوهمية تزيد شهية المرأة للمزيد من الشراء حتى ان عملية الشراء والتسوق باتت هواية لمن لا هواية له فالمجمعات التجارية والأسواق المفتوحة بما تحتويه من مرافق اصبحت تستقطب العوائل فالأطفال يرغبون باللعب وتناول الوجبات والشباب يرتادون المقاهي المتوفرة في المجمعات اما النساء فيترددن بين المعارض من باب التسلية في احيان كثيرة لكنها حتما لا تخرج منها دون شراء .
نساء يبحثن عن كل جديد فى الاسواق
50 بالمائة من النساء .. أزواجهن مهووسون بشيء آخر للأسف بعض الأزواج يشجعون زوجاتهم على هوس الشراء لأنهم لا تعجبهم المرأة المتوازنة الاقتصادية، وذلك يرجع إلى أن الدراسات أثبتت أن 50 بالمائة من النساء المصابات بهوس التسوق والشراء يكون الزوج عندهن عنده هوس بشيء آخر كهوس التلفزيون أو هوس الرياضة، وبذلك هو يشجعها إما لأن يشعر بها أو يعرف ما يعنيه الاندفاع إلى شيء دون إحساس قدرة الضبط أو أن يشجعها أو يغض النظر عنها حتى تغض النظر هي عن هوسه أو إدمانه. إلى جانب أن هناك بعض الرجال يريد أن يضطهد زوجته فهو سيكوباتي وكونها تعيش في مشكلة مثل هوس التسوق فهذا يعطيه مبرراً حتى يضطهدها ويحتقرها وينتقدها، بالإضافة إلى أن بعض الأزواج يجد هوسها هذا فرصة ليمارس خيانته براحته أو وسيلة لتعويضها عن عدم قدرته على منحها العواطف التي تحتاجها والصنف الأخير من الأزواج يسعد بأن زوجته ملتهبة بالشراء بدلا من النضج والثقافة اللذين قد يزعجان لأي سبب.
نساء يشترين ادوات الزينة
الغيرة وحب الذات والتفاخر المرضي ترى «هدى الفهيد» عضو جمعية حماية المستهلك ان الغيرة وحب الذات والتفاخر المرضي يدفع بالمرأة للشراء فلا تريد ان تكون صديقتها او جارتها افضل منها بل هي تفضل ان تنافسها بشراء الماركات الأغلى وقد تستدين او تضغط على زوجها وتثقل كاهله ليوفر لها المال فتذهب للسوق وتصرفه بكل بساطة على كماليات غير ضرورية فقط لأن غيرها يملكها ولا تريد ان تكون انقص من غيرها ، كذلك افتقاد المرأة السعودية لثقافة الترشيد الاستهلاكي واندفاعها وراء العادات والتقاليد التي يعتبر الكثير منها خاطئا لأنها تدفعها نحو الصرف لا سيما ثقافة العيب المتفشية بين مجتمعنا والتي تجعل المرأة في كثير من الأحيان تضطر لأن تساير غيرها من النساء خشية ان توصم بالبخل أو انها غير سخية.