يعد لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله مع المثقفين والذي يعد أبرز وأهم حدث ثقافي مع بداية العام الهجري الجديد 1437ه حيث مثل اللقاء خارطة طريق ثقافية وإعلامية رسمها خادم الحرمين للمثقفين من خلال كلمته الضافية. الملك سلمان (حفظه الله) يُعرف بثقافته الواسعة من خلال المكتبة الشخصية التي يملكها، وإن رصداً ببليوجرافياً لمواد كُتبت عن الملك سلمان يشي بنزوعه نحو الثقافة في أوسع معانيها، فقد بلغت تلك المواد 1148 مادة علمية وثقافية تغطي حقبة زمنية حتى عام 2011، فضلا عن أنه محب للقراءة والاطلاع واقتناء الكتب حتى اليوم على الرغم من مشاغله. كما أنه من أكثر الملوك في العالم المعاصر التصاقاً بالمثقفين سعوديين وغير سعوديين، اذ كان يدعوهم ويحتفي بهم ويحاورهم فيما يطرحون ويناقشهم فيما يكتبون، ولديه شغف بالصحافة ودقته المهنية العالية فيها. وكان يُطلق على نفسه رئيس تحرير ما بعد النشر. ومن الأمثلة الساطعة على اهتمامه بالثقافة المتنوعة ما تحقق بتوجيهه المباشر لدارة الملك عبدالعزيز من إنجازات في مجال جمع وتصنيف وحفظ أربعة ملايين وثيقة، وثلاثة آلاف مخطوطة محلية، وخمسة آلاف تسجيل شفهي، وعدد من الاتفاقات العلمية الثنائية مع المراكز البحثية المماثلة، وعدد من العضويات مع الجمعيات العربية والعالمية ذات الصلة، ما جعلها محل ثقة في الأوساط العلمية داخل المملكة وخارجها. وختمت المحاضرة أنني متفائل ببروز تنوع ثقافي غني ومتعدد الجوانب في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، يحفظه الله. ويعد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز شخصية قيادية متعددة الجوانب، واسعة المعرفة فهو المثقف والمؤرخ والمفكر، شديد الاهتمام بالأنساب والتأريخ، خاصةً تاريخ المملكة العربية السعودية، والجزيرة العربية، والأسرة الحاكمة، وهو مؤرخ الأسرة السعودية، الذي يجمع المعارف ويستخدمها بانتظام، ويتميز بنهمه، وتعطشه لاستقبال الأفكار الجديدة؛ ليضيف الحقائق إلى معارفه.. فهو رجل تاريخ وفكر وثقافة، ومتابع شغوف لدراسات التاريخ في مختلف المجالات. يحرص على التنوع الثقافي، فهو صديق الكتاب لأنه يؤمن بأن الكتاب سيظل حامل المعرفة الرصينة والثقافة الراقية، فالكلمة المكتوبة كانت سجل الحضارة والإنسانية، ولا تزال كذلك وستظل كذلك. فالقراءة عنده برنامج دائم مفتوح في مختلف حقول المعرفة، في الدين بحقوله وفروعه المتعددة وفي التاريخ القديم منه والحديث وفي الحضارة والسياسة والثقافة والفكر والأنساب والاقتصاد والاجتماع، فهو يصطفي من الكتب ما يقرأه في سفره وترحاله، وحرصه البالغ على انتقائه واقتنائه والدليل على هذا، الحرص في الانتقاء والاقتناء. إن في بيت سموه مكتبةً خاصة ضخمة تضم أكثر من 60.000 مجلد وأكثر من 18.000 عنوان تنمو باطراد لا نقول كل عام بل كل يوم. لقد رسم خادم الحرمين من خلال كلمته حفظه الله للمثقفين منهاجا لما يجب أن يكون إعلامنا منطلقا منه وهو كتاب الله وسنة رسوله وهو النهج الذي قامت عليه الدولة وتستمد قوتها منه: «ونحن يا إخوة وأخوات يا أبناء وبنات في بلد الإسلام والمسلمين، هي قبلة المسلمين، لذلك يجب أن يكون إعلامنا دائماً كما نحن سائرون على نهج الكتاب والسنة الذي قامت عليه هذه الدولة، والذي هو أساس اتجاه كل مسلم في العالم خمس مرات لمكة المكرمة، مهبط الوحي ومنطلق الرسالة ومدينة رسول الله ولذلك أهمية أن يكون مثقفونا على خلفية وهم كذلك إن شاء الله على خلفية كاملة بأهمية هذا البلد هذه أهميته الكبرى». حمل حفظه الله المثقفين والإعلاميين مسؤولية كبيرة بقوله لهم في اللقاء «وأحب أن أقول لكم يا إخوان نتحمل مسئولية الآن وولي العهد معي وأبناؤنا نتحمل مسؤولية، أن رحم الله من أهدى إلي عيوبي يكتبون في الإعلام فليكتب من يكتب لكن أي شيء تشوفون له أهميته الأخرى فأهلا وسهلا، التلفون مفتوح والأذن مفتوحة والمجالس مفتوحة». كما أوصل معالي وزير الثقافة والإعلام د. عادل بن زيد الطريفي في اللقاء كلمة المثقفين مؤكدا على ان كلمات المليك هي المرشد للمثقفين: «تعد كلماتكم الكريمة نبراساً لعملنا الثقافي والإعلامي، حيث تؤكدون على الأسس الثابتة التي قامت عليها بلادنا».