بعض الأمور التي سوف تتغير يكون الوقت هو الفاصل فيها، اما القرار نفسه أي قرار التغير، فاتخذ سابقا وفق علامات برزت بشكل واضح، ولذلك فإن تكليف الانجليزي هاورد ويب باختيار وتكليف الحكام بدلا من رئيس لجنة الحكام عمر المهنا، وإقالة مدرب النصر داسيلفا أمران كان متوقع حدوثهما. .. أولاً بالنسبة لتكليف الانجليزي، فقد سبقه الاستعانة به من باب تطوير الحكام وبالتالي تم فرضه على عمر المهنا لكي يقبل بالواقع، ولو كانت الأنظمة واللوائح تسمح بأن يكون رئيس لجنة الحكام اجنبيا، لكان المهنا بخبر كان. .. تكليف الإنجليزي ويب باختيار الحكام سيكون له اثر نفسي جيد ويزيح الحرج عن المهنا الذي اجزم انه انزعج كثيرا من اتصالات المسئولين بالأندية، والتي تكون غير راضية عن الحكام، وانزعج كثيرا مما يقال ويكتب بعد كل مباراة وجولة. .. والإنجليزي بالنسبة للحكام أنفسهم سيكون عادلاً بالاختيار لا يغلب على اختياراته العاطفة، وسيكون التكليف للافضل، واعتقد ان الحكم النهائي الفني على نجاح قرار التكليف سيكون وفق الجولات القادمة، فإذا شعر الشارع الكروي بالأفضل ستكون الخطوة جيدة، ولكن ما يحدد تلك الافضلية سيكون الحكام أنفسهم. .. أما اذا استمر الحال ولم يكن هناك اي اثر لهذا التغير المبطن بالتكليف، ولم يستطع الحكام من قيادة المباريات بالشكل المميز، فإن فكرة التكليف قد تكون نجحت نفسياً ومعنوياً فقط، وهذا ليس هو الهدف لهذا التكليف. .. كنت وما زلت اعتقد بأن مشكلة التحكيم غير محصورة بلجنة الحكام، بل بالحكام أنفسهم، فأغلبهم يتأثر بالضغوطات الكبيرة الإعلامية والجماهيرية، ودائما ما يكون تعاطفه وقراراته مع الاندية الكبيرة على حساب الاندية الاخرى، ومن شاهد المباريات التي تقام بين احدى الفرق الكبيرة والفرق الاخرى يشعر بذلك. .. كما ان ثقافة الشارع الكروي مؤسسة، على ان للخسارة وجها واحدا فقط هو الحكم، ومع ان المباريات الكبيرة وذات الحساسية الكبيرة تمت الاستعانة فيها بالحكم الأجنبي، إلا ان الأخطاء لم تنته وهذا حال كرة القدم، ولكن قبول الشارع الكروي لأخطاء الحكام الأجانب ساهم بالقبول بهم وبأخطائهم وعدم القبول بالحكام السعوديين. .. أما فيما يخص اقالة مدرب النصر داسيلفا فهو يمثل وضعا طبيعيا جدا بالشارع الكروي السعودي، ويتم اللجوء اليه من قبل الاندية لتخفيف الضغوط والمطالبات الإعلامية والجماهيرية على الادارة، وفق نتائج الفريق، فإذا ما كان المدرب غير مناسب فهو تأكيد على ان الاختيار بالأصل غير مناسب فمن الذي اختار؟ .. كنت وما زلت اعتقد بأن البطولات والانجازات في كرة القدم هي للاعبين بالمقام الاول، وليس لعمل مدربين، عندما نتحدث عن الفرق ذات اللاعبين المحترفين على وجه الخصوص وليس الفرق العادية، فهناك تكون كفة المدربين اعلى، اما في الفرق المحترفة فالوضع الطبيعي ان يكون اللاعب هو صاحب النسبة الأكبر والمسؤول عن نتائج الفريق، فهل يعقل ان يخطئ اللاعب ويتحمل المدرب الخطأ؟ من شاهد هدف فريق الشباب على النصر يدرك بأن اخطاء اللاعبين المدافعين محمد حسين وهوساوي والغامدي بالإضافة الى حارس المرمى هي ما ساهم بالتسجيل، فهل يعتقد احد بأن المدرب هو من لم يعلمهم كيفية التغطية الصحيحة لمثل تلك الحالة الهجومية؟ وحتى اذا فرضنا ان المدرب لم يعلمهم، فهل تلك التغطية تدل على تصرف للاعبين محترفين؟ .. ماذا لو فاز النصر بالمباراة؟ فهل سيتم الاستغناء عن المدرب؟ ولماذا يربط قرار الاستغناء بنتيجة مباراة وليس عمل ونتائج الفريق ككل؟ وهل قرار الاستغناء مرهون بأي مباراة يخسرها الفريق؟ يعني انتظر الخسارة من اجل تنفيذ الاستغناء عن المدرب. .. داسيلفا لن يكون الضحية الاخيرة هذا الموسم، فنحن ما زلنا بالبداية، وهناك ضحايا قادمون لا محالة، وربما نجد في بعض الجولات اقالة اكثر من مدرب، فهناك نية لبعض الاندية في البحث وتجهيز البديل وفق عدم الرضا بما تحقق في الجولات السابقة.