باتت الأخطاء التحكيمية في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين للموسم الحالي لافتة، وشغلت الشارعين الرياضي والإعلامي، ولا تكاد تمر جولة دون الحديث عن أخطاء الحكام والمطالبة بالأجنبي. وضاعفت تلك الأخطاء المتكررة اللغط في المشهد الرياضي، وتزايد التركيز على أداء الحكام بالذات مع التنافس المحموم بين قطبي العاصمة النصر والهلال اللذين يواصلان السباق على لقب الدوري، حيث يتصدر الأول بفارق 6 نقاط عن الثاني مع تبقي 6 جولات على خط النهاية. ولعل أبرز الأندية التي تعرضت لأخطاء تحكيمية فادحة جداً فريقا العروبة والرائد. غياب عن "النخبة وعلل المحلل التحكيمي ل"الوطن" سعد الكثيري تكرار الأخطاء التحكيمية بغياب الجيل الحالي من الحكام عن الوجود في قائمة حكام النخبة في آسيا، عكس الجيل الذي سبقه أمثال خليل جلال وعبدالرحمن العمري، وقال "الجيل الحالي لا يوجد به حكام يتحملون الضغوط الإعلامية والجماهيرية كما يلاحظ خلال تكليفهم بإدارة المباريات عدم اختيار الحكم المناسب للمباراة المناسبة، ولا ننسى وسائل الإعلام وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي التي زادت الضغوط على الحكام، بالذات أنهم يتابعون ما يكتب عنهم من نقد وهجوم في مختلف الوسائل". وأكد الكثيري أن مستوى الحكام الحاليين عادي، باستثناء مرعي العواجي، وتمنى أن تتم معالجة الأخطاء سريعاً بدءا من الموسم المقبل. أما الموسم الجاري أتمنى أن تدار باقي المباريات بكل المنافسات بحكام أجانب للحفاظ على الحكم السعودي".وشدد الكثيري على ضرورة وجود طاقم حكام أجنبي لإدارة مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس ولي العهد بعد غد السبت، منوهاً بأنه في حال أدارها طاقم سعودي فلربما تحل كارثة في ظل الاحتقان الحالي والضغوط بالذات من الفريقين، وقال "لو كنت رئيس لجنة الحكام أو مسؤولا في اتحاد كرة القدم السعودي لن أتردد في تكليف طاقم حكام أجنبي لنهائي كأس ولي العهد أو حتى باقي مباريات الدوري وكأس الملك، إنقاذا لسمعة الحكم السعودي لأن كثرة المطالبة بالحكم الأجنبي شوهت سمعة الحكم السعودي وربما تؤثر عليه خارجيا". الأخطاء خلف الرحيل كشف رئيس نادي التعاون محمد القاسم أن مدرب فريقه الكروي، الجزائري توفيق روابح أكد له تركه الفريق مع استمرار الأخطاء التحكيمية في حق فريقه التي أعادته من المركز الثالث إلى المركز الخامس، حيث إنه لا يقبل أن يعمل ليأتي غيره ويسلبه النتيجة، إضافة إلى إطلاق القاسم لتصريح ناري بقوله إن نقاط المباريات أصبحت تمنح لفرق عن فرق. تأثير على النتائج من جانبه بين مدرب الرائد، الجزائري نور الدين زكري أن الأخطاء التحكيمية كثيرة بحق فريقه، وقال "لن أتحدث عن المباريات التي تخصنا، لقد واجهنا أخطاء تحكيمية كثيرة، ولو أعدنا النقاط التي سلبت منا بأخطاء تحكيمية لزاد رصيدنا على الأقل 8 نقاط، ولقد ظلمنا في أربع ضربات جزاء خيالية احتسبت ضدنا، منها اثنتان قبل مواجهتنا مع النهضة والنصر والهلال ولكن أدخلناها ضمن الأخطاء التحكيمية ولم نعطها أهمية، حتى رئيس النادي لم يعطها أهمية، وأنا كنت دائماً أمدح في التحكيم ورئيس النادي كذلك، من البداية وحتى فترة قريبة وتضررنا كثيراً، من بينها ما حدث لنا في مباراة نجران، وضربة جزاء أمام الاتحاد كان يمكن أن تغير نتيجة المباراة، وأمام الاتفاق ولكن لم تكن مؤثرة". وتابع "لكم أن تتخيلوا الآن نحن في الجولة ال 20 وفريق الرائد لم تحتسب له ركلة جزاء واحدة، وكان يستحق 6 ضربات جزاء منها 4 مؤكدة 100%" وشدد على أن الحكم جزء من اللعبة وأنه يطالب لاعبيه بمساعدة الحكم في تأدية مهمته، وتطبيق القانون داخل الميدان، لكن ما يحدث الآن هو عدم تطبيق القوانين". وأضاف" من المؤسف أنه لا يوجد في الدوري السعودي تحليل فني، وللأسف الأخطاء التحكيمية فوق السطور وتتصدر عناوين الصحف، أصبحنا ننتظر بروز الحكم داخل الميدان، لم يصبح هناك متابعة لبروز اللاعبين، وهذا من الأشياء المؤسفة والخطيرة". مشيرا إلى أنه رغم الظروف المحيطة بفريقه لم يطالب بالرحيل، مؤكدا أنه لو كان خارج المملكة وشاهد الكوارث التحكيمية وتلقى عرضا سعوديا فلن يقبل العودة إلا لناد كبير تتوفر فيه الإمكانيات التي تتجاوز الأخطاء التحكيمية. قلق وتخوف من جهته، قال مدرب العروبة، التونسي جميل القاسم "يعتبر الحكم جزء من منظومة اللعبة ويخطئ كما يخطئ اللاعب، وليس من عادتي أن أتكلم عن الحكام، ولكن ما يقلق أن الأخطاء واضحة وصريحة، وما تعرض له العروبة تعرض له الرائد"، وأضاف "لنا ضربة جزاء واضحة وصريحة أمام الفيصلي، وكذلك أمام النصر، وما يقلق أن الحكم كان يبعد 3 إلى 4 أمتار وكانت اللقطة واضحة أمامه". وتابع" الحكام السعوديون قادوا البطولات العربية وذهبوا إلى كأس العالم وشرفوا الحكام العرب، لكنهم يغيبون في هذه الفترة، ولا يوجد حكم سعودي في كأس العالم، وهذا دليل على مردود الحكام في الملعب". المهنا يتأسف من ناحيته، تأسف رئيس لجنة الحكام الرئيسية عمر المهنا، على الهجوم الحاد الموجه للحكام السعوديين وتضخيم أخطائهم عكس الأجانب الذين يقعون بالأخطاء نفسها، منوهاً بأن أخطاء الحكام جزء من اللعبة. وبين المهنا للحكام في اجتماع أمس الذي حضره 35 حكماً للساحة ومساعداً، أسباب عقد هذا الاجتماع الطارئ في هذا الوقت، وذلك لمعرفة أسباب وجود بعض الأخطاء في بعض المباريات للدوري. وأصدرت اللجنة تعميما على الحكام بعدم التواجد في مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وحذف الحسابات الرسمية للحكام، كما قررت أن يكون الاجتماع الشهري القادم الثلاثاء 11 ربيع الآخر مغلقا وبدون حضور الإعلام ومسؤولي الأندية، كما تم التشديد على الحكام بالتواجد قبل المباراة بيوم في المنطقة التي تقام فيها أية مباراة. متمنيا أن يحضر الحكام أنفسهم جيدا للمباريات، ويجب عدم التفريق بين ناد كبير وآخر صغير حتى يقدم الحكم كل ما لديه، وشدد على أن الأخطاء تقع على المستوى العالمي، ولكن نتمنى أن لا تكون بسوء نية.