قلت: وماذا أكتب؟! جاء رمضان ووقفت نفسي فيه على الدعاء لجيشنا وللمسلمين. جاء الحج وعيناي على المشاعر المقدسة، وقلبي يعتصر ألماً من واقع المسلمين. جاء اليوم الوطني ونحن نستذكر ما بناه السابقون يرحمهم الله. وجاء شهر محرم الحرام يحمل إلينا عاماً جديداً يملؤه الأمل.. وتعمره الثقة. أمل في أن يثوب المسلمون إلى رشدهم وأدنى ما يمكن لهم -في هذا السياق- أن يقولوا (الصدق) عن أنفسهم وعن بلادهم وعن مصائرهم. وثقةٌ في مليكنا وزعيمنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -نصره الله ورعاه- فهو عقد العزم على تكريس البناء الوطني، وتعزيز الوحدة الوطنية. بناء الوطن من خلال اختياره لمساعديه ووزرائه. اختار شباباً عرفناهم بحبِّهم للوطن. تاريخ الأوطان -وخاصة وطننا- يحمل أسماء لا تغيب عن الذاكرة الشعبية، محمد بن نايف بن عبدالعزيز اسمه مكتوب في سجل الأمن الوطني والحفاظ عليه لصالح المواطنين والقيادة. محمد بن سلمان بن عبدالعزيز جاء يؤكد للناس صدق الشباب في العمل الدؤوب. وتبدو لي قيمة (التواضع) وكأنها وقعت ليس حلفاً ولكن مشاركة للمحمدين. التركيبة الوزارية بما يحمله أصحابها من تجربة وعلم وطموح عليهم آمال معلَّقة ليس من مواطنيهم فحسب، ولكن من قيادتهم الراشدة. والوقت أيضاً لا يسمح لهم بغير العمل، ومتابعة العمل.. واقتراح ما هو جديد ومتجدِّد في نطاق مسؤولية كل واحد منهم. ويمضي القائد فيمدُّ يده لكل مواطن، ويصغي لكل محتاج، ويسعى لتثبيت موقع بلاده العالمي في موكب الريادة والقيادة. إنه بقدر ما يدرك أن كل شيء بإرادة الله سبحانه وتعالى فإنه يؤمن بأن معه شعباً لا يتوانى عن السير معه إلى آفاق التقدم والرقي. إن مع سلمان شعباً يفديه بالروح والنفس والنفيس.. لأن سلمان يحب دينه، ويعشق وطنه، ويتعاون مع شعبه بالعمل المخلص وصيانة مقدرات الوطن. ونشر المحبة والتسامح والتعاون بين أفراد المجتمع. إننا -في هذه البلاد المقدسة- تربينا وعشنا حكاماً ومحكومين على خوف الله وقول الصدق والتعاون، والثقة بالذات.. واحترام الآخرين. إننا لا يمكن أن نحقِّق ما يرسمه لنا القائد إلا بالعلم والتقنية.. إننا لا يمكن أن نبني مستقبل بلادنا إلا بترسيخ مبادئ الأخوة الإسلامية مع أشقائنا المسلمين، واحترام مبادئ الأخوة الإنسانية مع شركائنا في البشرية. إننا بالعلم، والثقة في النفس، والولاء الكامل للدين والقيادة نستطيع أن نبني كما بنى أسلافنا، بل وأكثر من ذلك. إن عالمنا اليوم مليء -مع الأسف- بالتناقضات، وقلب المفاهيم، وإنكار الحقائق لدرجة تبعث فينا القلق.. ولكننا بعون الله ثم بقيادة الملك سلمان حفظه الله نستطيع رؤية الحقيقة كما هي ونستطيع السير على طريق تعزيز الوحدة الوطنية، وتشييد مداميك البناء الوطني.