من يشاهد ويتابع هذه الجموع الغفيرة التي تفد على مدار الساعة إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض للاطمئنان على صحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث يجري حفظه الله بعض الفحوصات الطبية.. من يشاهد ويتابع هذه الأعداد يدرك خصالاً كثيرة يتميز بها هذا الوطن ولله الحمد.. هذه الخصال ظلت عبر هذه السنين الطويلة أحد أهم ما يتميز به هذا المجتمع في هذا الوطن.. وأحد أهم أسرار استقراره وأمنه على مدى عشرات السنين منذ أن توحدت أرجاء هذه البلاد على يد المؤسس الموحد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. إن هذه الجموع الغفيرة التي يتوالى حضورها من كافة مناطق المملكة ومن خارج المملكة في تواجدها وفي أعدادها وفي عناء الحضور ومشقة السفر جاءت بكل إخلاص تحمل أجمل وأبلغ وأصدق صور الولاء لهذا الوطن ولقيادته... أعداد حضرت لتؤكد أن هذا الوطن بقيادته وبشعبه هو جسد واحد.. وتؤكد أن القيادة ملك للشعب والشعب ملك للقيادة في السراء والضراء... مشاهد وطنية اجتماعية يومية تعكس الكثير والكثير من المعاني وتقدم للعالم صوراً حية لاستفتاء تلقائي طبيعي وصادق بين الشعب والقيادة.. استفتاء خال من كل مقومات الإغراءات المادية والاجتماعية.. استفتاء بعيد كل البعد عن المكاسب والمصالح الخاصة المتبادلة... استفتاء حمل في كل صوره وأبعاده أخلاق المسلم من خلال تجسيد واجب الولاء الصادق والطاعة المخلصة لولى الأمر وفق النهج الإسلامي السليم... استفتاء ينبع بكل معاني وطنية المواطن. ومحبة الإخوة المقيمين، في هذا الوطن وعشق الأصدقاء من كافة شعوب العالم لهذه البلاد وقادتها وشعبها.. عشق ومحبة لهذه البلاد ولحكامها ولشعبها. هذه الصورة التي تحملها مشاهد الجموع اليومية من موقع مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض إنما تحمل لكل المشاهدين في العالم رسائل تؤكد أن لهذا الوطن خصوصية مختلفة في علاقته بقيادته.. علاقة صنعت تفاصيلها وأسس كل مقوماتها بدقة متناهية ووفق شريعة إسلامية خالصة فأثمرت هذه الصناعة السعودية عن علاقة "مختلفة" بين شعب وقيادة.. علاقة تظل تبرز معالمها الصادقة.. وتظهر قوتها ومصداقيتها في وقتها. خلال السنوات الطويلة من تاريخ هذا الوطن المعطاء أكدت وأثبتت الكثير من المواقف والشواهد والأزمات التي مرت على هذا الوطن وعلى شعبه صدق هذه العلاقة.. وأدرك العالم من خلال هذه الأزمات أن ما بين شعب المملكة العربية السعودية وقيادته أعظم وأكبر من كونه علاقة حاكم ومحكوم.. وأسمى من كل نتائج الانتخابات التي صنعها الغرب لنفسه من أجل البحث أو صناعة علاقة تحفظ للرئيس شيئاً من الاحترام الصوري الموقت بين الرئيس والشعب! لأنه احترام بني ووضع على مصالح ووعود متبادلة! اللهم ياعزيز لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك إنك على كل شيء قدير. احفظ لنا خادم بيتك الحرام ووالدنا عبدالله بن عبدالعزيز وألبسه ثوب الصحة والعافية، واشفه شفاء ليس بعده سقماً أبداً.. اللهم احرسه بعينيك التى لا تنام.. وأمد في عمره وعمر عضده وولي عهده الأمين سلمان بن عبدالعزيز، اللهم أدم على هذه البلاد وعلى شعبها نعمة الأمن والاستقرار.