أكد عبدالرحمن القرشي عميد كلية المجتمع بجامعة نجران واستشاري الأحياء الدقيقة في بحثه الحديث الخاص أن فيروس التهاب الكبد الوبائي يصيب أكثر من 170 مليون شخص في أنحاء العالم، مبيناً أنه إحدى المشكلات الصحية الخطيرة التى تواجه أعدادا متزايدة من الشعب السعودي. وقال ل "اليوم" الدكتور عبدالرحمن محمد القرشي عميد كلية المجتمع بجامعة نجران والاستشاري في الأحياء الدقيقة أن المصابين في المملكة يقارب عددهم 9000 حالة جديدة مصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي C تم تشخيصها في المختبرات المنتشرة بأرجاء المملكة سنوياً. وأوضح أن بعض الدراسات الحديثة أشارت الى أن حوالي 1.1% من الشباب السعودي المقبل على الزواج يحملون أجساما مضادة لفيروس HCV، وطبقا لتقارير منظمة الصحة العالمية فإن الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي C تعتبر العدوى الأخطر في الشرق الأوسط، ويشكل مشكلة صحية كبيرة في منطقة الخليج العربي. وقال القرشي : إن فيروس التهاب الكبد C يستطيع الهروب من الجهاز المناعي بنجاح ما يؤدي إلى استمرار العدوى وتحولها الى حالة مزمنة في حوالي 80٪ من المرضى مع احتمالية تطور المرض وحدوث الكثير من العواقب الضارة وتحوله الى تليف الكبد، ومن ثم سرطان الكبد. وينتقل فيروس HCV أساسا عن طريق الدم سواء أثناء العمليات الجراحية أو عمليات نقل الدم غير الآمنة أو الحقن بالسرنجات الملوثة أو أدوات أطباء الأسنان غير المعقمة وغيرها من الطرق التى يحدث فيها تعامل مع الدم الملوث أو أحد مشتقاته في بنوك الدم. وأضاف : "تبين من هذه الدراسة أن المرضى الذين وجد عندهم متلازمة الأيض المزمنة وعلامات لمقاومة الانسولين (وهو مقدمة لمرض السكري) لم يستجيبوا للعلاج المضاد للفيروس باستخدام الجاما انترفيرون والريبافيرين ولم يختف فيروس HCV من دمائهم، وعلى العكس من ذلك كانت الاستجابة العلاجية ممتازة للمرضى الذين لا يوجد عندهم متلازمة الأيض المزمنة أو علامات مقاومة الانسولين، حيث اختفى فيروس HCV تماما من دمائهم بعد العلاج المضاد للفيروس باستخدام الجاما انترفيرون والريبافيرين ولم يظهر الفيروس في دمائهم بعد ستة أشهر من انتهاء العلاج، وتم التأكد من ذلك باستخدام تقنية تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR). فقد وجدت الدراسة أن علامات مقاومة الانسولين لها علاقة أساسية بالسمنة المفرطة وأن وجود فيروس HCV وعلامات مقاومة الانسولين في نفس الوقت قد زاد شدة الحالة المرضية للكبد ما انعكس سلبا على الاستجابة للعلاج المضاد لفيروس التهاب الكبد الوبائي سي (HCV). وقد خرجت الدراسة بتوصيات مهمة يجب تطبيقها قبل بدء العلاج المضاد لفيروس HCV ، ضرورة أخذ عينة من الكبد قبل العلاج، وعمل التحليل الباثولوجي لها من أجل الوقوف على النسبة الحقيقية لتليف الكبد لاختيار الأشخاص الذين يصلحون لبدء العلاج المضاد لفيروس HCV، وحساب مؤشر كتلة الجسم (Body Mass Index, BMI) والنزول بها الى مستويات تقارب 25 كجم / م2 قبل بدء مرحلة العلاج، وحساب علامات مقاومة الانسولين (ويمكن استخدام نموذج HOMA-IR ) قبل بدء العلاج.