ونحن نعيش وسط الأجواء الرائعة لدورة الألعاب الخليجية الثانية بالدمام، فقد قاد مسرحي وزميله الشاب حسين آل حزام منتخب ألعاب القوى لاكتساح المنتخبات الخليجية منذ اليوم الأول لمنافسات ألعاب القوى، التي شهدت عودة جميلة أسعدت الجميع للواثب السعودي العالمي حسين السبع، الذي نجح في تحقيق الميدالية الذهبية في مسابقة الوثب الطويل. وفاجأ صاحب السمو الأمير نواف بن محمد الجميع بقوله بعد نهاية اليوم الأول: ان اهم ميدالية تحققت بالنسبة له كانت البرونزية التي تحققت للعداء السعودي عبدالله ابكر في سباق السرعة (100م)، والتي حقق ذهبيتها السعودي فهاد السبيعي، لتكشف عن النظرة الكبيرة التي يمتلكها، كون أبكر يخوض السباق الأول على هذا المستوى، ونجح في تحقيق الميدالية رغم مشاركة أفضل النجوم على المستوى الآسيوي. وفي ظل تواجد هذا الكم الهائل من النجوم الشابة لمنتخب ألعاب القوى السعودي، فلا خوف أبدا على منبع الانجازات الذي لا ينضب في ظل وجود الرئيس الذهبي الأمير نواف بن محمد. أصل الحكاية وبالعودة لأصل حكاية القوى السعودية، سنجد أن رحلة ألعاب القوى السعودية بدأت في الظهور للعلن عند العام (1963)م، تحت مسمى "الجمعية العربية السعودية لألعاب القوى"، لتنتسب إلى الاتحاد الدولي لألعاب القوى في نفس العام، لكنها انضمت الى الاتحاد العربي لألعاب القوى بعد ذلك ب (12) عاما، وإلى الاتحاد الآسيوي لألعاب القوى في العام (1976)م، قبل أن تدخل كعضو مؤسس الى اللجنة التنظيمية لألعاب القوى بمجلس التعاون لدول الخليج العربية في العام (1985)م. وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أول رئيس للجمعية العربية السعودية لألعاب القوى، فيما كان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن الفيصل نائبا للرئيس، وعدنان درويش جلون سكرتيرا عاما، أما صالح العجروشي فقد تم اختياره ليصبح أمينا لصندوق الجمعية في تشكيلها الاداري الأول، كما اختير رشيد دشان ومحمد الفايز كأعضاء لها. وفي العام (1972)م، تم تشكيل مجلس ادارة جديد برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، فيما شغل عبدالله العبادي منصب نائب الرئيس، واحتفظ عدنان درويش جلون بمركزه كسكرتير عام للجمعية العربية السعودية لألعاب القوى، التي أصبح عبدالله عبدالرحمن السحيباني أمينا لصندوقها، وبعضوية كل من: محمد الجماز، عبدالعزيز رشيد، ومصطفى الباجوري، الذي شهد تشكيل الجمعية ابتعاده خلال الدورة الثالثة، وذلك في العام (1974م. وبعد عام من تشكيل مجلس الادارة في دورته الثالثة، أصدرت الرئاسة العامة لرعاية الشباب في المملكة العربية السعودية قرارا بتغيير المسمى من "الجمعية العربية السعوية لألعاب القوى" إلى "الاتحاد العربي السعودي لألعاب القوى للهواة"، وجاءت تشكيلته الادارية على النحو الآتي: صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز (رئيسا)، اللواء المتقاعد محمد أمين روزي (نائبا للرئيس)، عبدالله عبدالرحمن السحيباني (سكرتيرا عاما)، ابراهيم ناصر الجابر (أمينا للصندوق)، عبدالله العلي الديني، الدكتور سعد عبدالعزيز الراشد، النقيب خضر قعيد الشمري، ومحمد محمود شاكر (أعضاء لمجلس الادارة). وفي العام (1985)م، تم تشكيل مجلس ادارة الاتحاد العربي السعودي لألعاب القوى للهواة في دورته الخامسة برئاسة اللواء حسين امام ظاهر، والسكرتير العام عبدالله السحيباني، الذي حل في مكانه عبدالله العلي الديني، بعد وفاته «رحمه الله». منذ انشاء الجمعية العربية السعودية لألعاب القوى في العام (1963)م، وحتى انتهاء الدورة الخامسة لمجلس ادارة الاتحاد العربي السعودي لألعاب القوى للهواة بعد انعقادها ب (6) أعوام، بلغ مجموع الميداليات الملونة التي حققتها المنتخبات السعودية بمختلف فئاتها وتصنيفاتها (151) ميدالية خلال ثمانية وعشرين عاما، كان منها (36) ميدالية ذهبية توزعت على المشاركات الخليجية والعربية، و(52) فضية، و(63) ميدالية برونزية. نقطة التحول نقطة التحول الرئيسية ل "الاتحاد العربي السعودي لألعاب القوى للهواة" كانت في العام (1992)م، وذلك عقب تولي صاحب السمو الأمير نواف بن محمد لرئاسة الاتحاد. فالأمير نواف بن محمد، الذي درس ادارة الأعمال في جامعة شامبان بكاليفورنيا الأمريكية، جاء بفكر مختلف ومميز قاده لوضع خطط وأهداف استراتيجية متطورة، غيرت من شكل وطموحات كل المنتمين لألعاب القوى السعودية. النتائج لتلك الخطط والأهداف لم تستغرق وقت طويلا للظهور على أرض الواقع، وذلك حينما نجح نجما ألعاب القوى السعودية سعد شداد وعليان القحطاني بعدها بعام فقط، من تحقيق أول الميداليات الذهبية للمملكة العربية السعودية على مستوى البطولات الآسيوية، وذلك من خلال سباقي (3000م) موانع و(10000م). شداد والإنجاز التاريخي وفي العام (1994)م، نجح سعد شداد الأسمري في تحقيق ميدالية فضية تاريخية للسعودية من خلال مشاركته في سباق (3000م) موانع في بطولة كأس العالم لألعاب القوى بلندن. وفي نفس العام، نجح الأسمري في تحقيق فضية الألعاب الآسيوية بهيروشيما اليابانية، لتكون أول ميدالية سعودية على صعيد دورة الألعاب الآسيوية. ولمدة (4) أعوام، كان سعد شداد هو العنوان الأبرز للقوى السعودية من خلال تحقيق العديد من الميداليات الملونة على مختلف المستويات العالمية والقارية والآسيوية، ولعل احد أبرز انجازاته خلال تلك الفترة حصوله على الميدالية الذهبية بسباق (3000م) موانع في بطولة العالم العسكرية بروما، اضافة لبرونزية كأس القارات في جنوب افريقيا، وذهبيتين آسيويتين في سباقي (3000م) موانع و(5000م). كما شهدت تلك الأعوام تحطيم نجوم ألعاب القوى السعودية للعديد من الأرقام القياسية، كان أبرزها تحطيم الواثب سالم الأحمدي للرقم العربي في مسابقة الوثب الثلاثي بتسجيله لرقم بلغ مقداره (17.07)م، ليكون العربي الأول الذي ينجح في تجاوز حاجز ال (17)م. صوعان وأول ميدالية أولمبية ورغم كل تلك التطورات الكبيرة لألعاب القوى السعودية، كان العام (2000)م مميزا جدا لمحبي وعشاق ألعاب القوى السعودية ولا يمكن نسيانه أبدا، حيث نجح العداء هادي صوعان في تحقيق انجاز تاريخي للرياضة السعودية، حينما حقق أول ميدالية أولمبية في تاريخ المملكة العربية السعودية بفوزه بفضية سباق (400م) حواجز في دورة الألعاب الأولمبية بسيدني، مسجلا رقما آسيويا جديدا بزمن وقدره (47.53) ث. كما حقق العداء حمدان البيشي انجازا متميزا آخر على الصعيد العالمي بعد فوزه بذهبية سباق (400م) في بطولة العالم للشباب ب "تشيلي" لتكون المرة الأولى التي يفوز بها لاعب بلقب "بطل العالم" في تاريخ الرياضة السعودية، ثم أضاف زميله سالم اليامي فضية سباق (100م) في نفس البطولة. انجازات ألعاب القوى السعودية لم تتوقف في ذلك العام عند هذا الحد، فقد فجر العداء جمال عبدالله الصفار مفاجأة من العيار الثقيل ونجح في خطف ذهبية سباق (100م) في البطولة الآسيوية بجاكرتا، ليتوج بلقب "أسرع رجل في آسيا". واضافة لميداليتين ذهبيتين في نفس البطولة، نجح النجم السعودي حسين طاهر السبع في تحقيق الميدالية الذهبية في مسابقة الوثب الطويل بتسجيله لرقم جديد وقدره (8.33)م، احتل به الترتيب التاسع على العالم في العام (2000)م. وبعدها بعامين، شهدت ألعاب القوى السعودية مشاركة تاريخية في دورة الألعاب الآسيوية ببوسان الكورية، عقب حصولها على (7) ميداليات ذهبية وواحدة فضية، في مقابل (4) ذهبيات لعملاقة آسيا الصين، وذهبيتين فقط لليابان الدولة العريقة في ألعاب القوى. أبرز الميداليات في دورة الألعاب الآسيوية (2002)م ببوسان، كانت الذهبية التي أحرزها العداء السعودي جمال الصفار في سباق (100م)، تغلب من خلالها على ملوك السرعة في شرق آسيا، ليتغنى الاعلام السعودي كثيرا بهذا الانجاز، ويطلق على الصفار مسمى "رصاصة آسيا". وفي العام (2003)م، نجح الواثب حسين السبع في تحقيق المركز الثاني في نهائي ألعاب القوى العالمية في موناكو، كما نجح في تحقيق الميدالية الذهبية في البطولة الآسيوية التي أقيمت في الفلبين. وعلى صعيد الفئات السنية، نجح نجوم ألعاب القوى السعودية للناشئين (تحت 17 عاما) في تحقيق ذهبيتين و(3) فضيات وبرونزيتين، خلال مشاركتهم في بطولة العالم الثالثة للناشئين في كندا. واستمر نجوم ألعاب القوى السعودية في تألقهم وبروزهم، حيث لم يغيبوا منذ تولي صاحب السمو الأمير نواف بن محمد عن المشاهد الدولية والقارية والعربية والخليجية، فحققوا العديد من الانجازات البارزة، وحطموا العديد من الارقام القياسية على المستويات الآسيوية والعربية والخليجية، على الرغم من مرور القوى السعودية بمرحلة تغيير لجلدها. بداية بروز مسرحي وآل حزام ففي العام (2013)م، بدأ اسم النجمين يوسف مسرحي وحسين آل حزام في البروز بشكل أكبر على المسرح الدولي، حينما احتل رقم الأول المحقق في ذلك العام بسباقات (400م) المركز السادس على المستوى العالمي للكبار، فيما احتل رقم حسين آل حزام في مسابقة القفز بالعصا والذي بلغ (5.27)م المركز الأول عالميا على مستوى الناشئين. كما نجح العداء عبدالعزيز لادان في تحقيق المركز الأول في سباق (800)م، خلال مشاركته في ملتقى هودسون الدولي. وتألق مسرحي كثيرا خلال الدوري الماسي، الذي يشهد مشاركة أبرز نجوم العالم ويقام على عدد من الجولات في كل عام، فنجح في احراز المركز الأول في احدى الجولات، والمركز الثاني في جولة اخرى. ويبدو أن مسرحي هو حامل لواء الجيل الجديد لألعاب القوى، فقد نجح خلال العام الحالي من الوصول لنهائي سباق (400م) في بطولة العالم ببكين، وكان أحد المرشحين لنيل احدى الميداليات الثلاث لولا غياب التوفيق عنه في النهائي، لكنه رغم ذلك دخل ضمن قائمة أفضل (11) عداء في تاريخ سباقات ال (400م) بتسجيله لزمن وقدره (43.93) ثانية خلال التصفيات الأولية في البطولة العالمية، قبل أن ينجح في خطف الميدالية الذهبية في بطولة العالم العسكرية بكوريا الجنوبية. أجواء رائعة أما اليوم ونحن نعيش وسط الأجواء الرائعة لدورة الألعاب الخليجية الثانية بالدمام، فقد قاد مسرحي وزميله الشاب حسين آل حزام منتخب ألعاب القوى لاكتساح المنتخبات الخليجية منذ اليوم الأول لمنافسات ألعاب القوى، التي شهدت عودة جميلة أسعدت الجميع للواثب السعودي العالمي حسين السبع، الذي نجح في تحقيق الميدالية الذهبية في مسابقة الوثب الطويل. وفاجأ صاحب السمو الأمير نواف بن محمد الجميع بقوله بعد نهاية اليوم الأول: ان اهم ميدالية تحققت بالنسبة له كانت البرونزية التي تحققت للعداء السعودي عبدالله ابكر في سباق السرعة (100م)، والتي حقق ذهبيتها السعودي فهاد السبيعي، لتكشف عن النظرة الكبيرة التي يمتلكها، كون ابكر يخوض السباق الأول على هذا المستوى، ونجح في تحقيق الميدالية رغم مشاركة أفضل النجوم على المستوى الآسيوي. وفي ظل تواجد هذا الكم الهائل من النجوم الشابة لمنتخب ألعاب القوى السعودي، فلا خوف أبدا على منبع الانجازات الذي لا ينضب في ظل وجود الرئيس الذهبي الأمير نواف بن محمد. الأمير نواف بن محمد يحتضن أبكر بعد السباق السبع عاد لمعانقة الذهب يوسف مسرحي