طموحات كبيرة تعلقها الجماهير السعودية على بعثة منتخبها لألعاب القوى التي غادرت إلى مدينة « دايجو» في كوريا الجنوبية للمشاركة في بطولة العالم للكبار خلال الفترة من 27 آب (أغسطس) إلى 4 أيلول ( سبتمبر) المقبل بمشاركة أكثر من 200 دولة من أنحاء العالم . وتضم البعثة 11 لاعبًا تأهلوا للبطولة وهم يوسف مسرحي في سباق 400 م ومحمد الصالحي في سباق 800 م ومحمد شاوين في سباق 1500 م وعلي العمري في سباق 3000 م وحسين الحمضة وعبدالله الجود في سباق 500 م وسلطان الحبشي في رمي الجلّة وفريق التتابع 4×400 م والمكون من عبدالله أبكر ويونس الهوسة وحامد البيشي وإسماعيل الصبياني ويوسف مسرحي ومحمد الصالحي . ويرأس البعثة الأمير نواف بن محمد رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى وتضم نائب رئيس البعثة الأمين العام للاتحاد سهيل الزواوي والمدير الفني سعد شداد والمدربين جونتري برادلي وكريستوفر ليري وأريك كامبل. كان الإنجاز الوحيد للقوى السعودية في بطولات العالم هو برونزية سعد شداد في سباق 3 آلاف مترموانع في غوتبورغ عام 1995 بزمن 8.08.26 دقائق. وقد بدأت (أم الألعاب) تستحوذ على مزيد من اهتمام الشارع السعودي بعد تحقيق العدّاء هادي صوعان فضية سباق 400 متر حواجز في دورة الألعاب الأولمبية بسيدني 2000 وهي أول ميدالية سعودية في الأولمبياد، كذلك تحقيق حمدان البيشي ذهبية 400 متر حواجز في بطولة العالم للشباب في سانتياغو بزمن 44.66 ث عام 2000. وعلى رغم الإنجازات السعودية في الوثب الطويل في البطولات الآسيوية والمشاركة بقوة في البطولات العالمية السابقة إلا أن إخفاق أبرز لاعبيها محمد الخويلدي وحسين السبع وأحمد فايزفي التأهل إلى بطولة العالم أثار الكثير من التساؤلات ،إذ أكدت مصادر أن تفجر الخلافات بين اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني كانت سببا في سوء إعدادهم ،ما حرمهم من تحقيق أرقام مؤهلة لبطولة العالم وانخفاض مستوى اللاعبين ايضا في السنتين الماضيتين . 11 لاعبا انضموا لبعثة المنتخب للمشاركة في البطولة وبرز حسين السبع عندما أصبح أول لاعب سعودي يتجاوز حاجز الثمانية امتار وذلك في عام 1997 في البطولة العربية العاشرة لألعاب القوى في الطائف مسجلا 8.01م، كما سيطر على القاب مسابقة الوثب الطويل منذ عام 1995 على رغم صغر سنه آنذاك. وتمكن السبع من إضافة إنجاز كبير لألعاب القوى السعودية بإحرازه المركز الأول في مسابقة الوثب الطويل في لقاء في مدينة كارسون بولاية كاليفورنيا الاميركية في نهاية نيسان( ابريل) من عام 2004، وحقق رقما قياسيا آسيويا جديداً قدره 8.41م (رقم شخصي) متقدما على الاميركي براين جونسون (7.84م). ومن إنجازات السبع أيضا حصوله على الميدالية الذهبية أكثر من مرة في بطولة آسيا ، واحتفاظه بلقب بطل الخليج والعرب وآسيا 3 مواسم متتالية، ، كما أنه يحمل الرقم الآسيوي والعربي والخليجي , كما برز محمد الخويلدي وأحمد فايزوحققا العديد من الأرقام الآسيوية والعربية . ويعوّل الاتحاد السعودي لألعاب القوى على العدّاء محمد شاوين للوصول إلى الدور النهائي في سباق 1500م خصوصا بعدما حقق شاوين أخيرا المركز الأول في بطولة الجائزة الكبرى العالمية في هولندا بزمن 3.31.16 دقيقة كأفضل رقم سعودي في هذا السباق وكذلك أفضل رقم عالمي في عام 2011 حتى آيار( مايو) . كما أن فوز شاهين الحامل لذهبية دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة 2010 جعلته أول اللاعبين السعوديين المتأهلين لأولمبياد لندن 2012 . ويملك محمد الصالحي الفرصة للوصول للادوار النهائية في سباق 800 م إذ يحفل تاريخه بعدد من الإنجازات منها الفوز بذهبية العالم عام 2003. وكان الصالحي حقق افضل رقم في سباق 800 م في 2005 لكنه لم يوفق في أسياد الدوحة 2006 قبل ان يحقق ذهبية البطولة الآسيوية في الأردن في سباقي 800 م والتتابع 4 مرات 400 م. كما فاز بالمركز الأول في لقاء الدوحة للسوبر غراند بري عام 2007 مسجلاً رقماً جديداً قدره (1.45.64د) وعاد ليحطمه في فنلندا في احدى اللقاءات الدولية مسجلاً ( 1.44.39د ) كما فرض الصالحي حضوره في العام ذاته بين أفضل 8 لاعبين في العالم بتأهله لنهائي سباق بطولة العالم ال11 لألعاب القوى في أوساكا اليابانية بعدما حل ثالثاً في مجموعته بزمن قدره 1.45.23 دقيقة ليتأهل بأفضل الأرقام في منافسات المجموعات الثالث. ولكنه خيب الآمال المعقودة عليه وسجل فشلا ذريعا بحلوله خامسا في سباق 800 م ضمن دورة الالعاب الآسيوية الأخيرة . ويرى مراقبون أن مشكلة الصالحي في بطولة العالم المقبلة ستكون في عدم تأهيله بشكل جيد إذ لم ينفذ برنامجا إعداديا يؤهله لتحقيق إنجاز على رغم إمكانياته الفنية الكبيرة . 200 دولة تتواجد في مدينة دايجو الكورية كما يأمل الاتحاد السعودي ان يحقق سطان الحبشي إنجازا برقم شخصي جديد في دفع الجلة بعد حصوله على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية ال 16 الأخيرة في مدينة غوانزو الصينية . وخطا الاتحاد السعودي لألعاب القوى خطوات كبيرة منذ أن ترأسه الأمير نواف بن محمد عام 1992، إذ حققت ألعاب القوى منذ ذلك العهد قفزات نوعية، ولعل تحقيق صوعان أول ميدالية سعودية في الأولمبياد دلالة على القفزة النوعية لهذا الاتحاد. ومن الخطوات الجديدة تفريغ اللاعبين الدوليين من أعمالهم للانخراط في معسكرات طويلة في أوروبا والولايات لمتحدة وكل حسب تخصصه، وهي خطوة تمثل إصرار السعوديين على تحقيق مزيد من الإنجازات، بالإضافة إلى أن اتحاد اللعبة يهتم بشكل لافت بالعناصر الواعدة في الشباب والناشئين. وأقام اللاعبون السعوديون المعسكرات التدريبية الخارجية . وحقق الاتحاد السعودي لألعاب القوى أخيرا عددا من الإنجازات أبرزها تأهل العداءان محمد شاوين وحسين آل حمصة إلى أولمبياد لندن 2012 ، وفي الأولمبياد الآسيوي الأخير باليابان حقق لاعبو المنتخب السعودي 8 ميداليات ، إذ حقق الذهبية كل من محمد عثمان شاوين في سباق 1500 م وسلطان الحبشي في رمي الجلة , بالإضافة إلى كل من محمد الصالحي و يوسف مسرحى واسماعيل محمد الصبياني وحامد البيشي في سباق 4× 400م تتابع , بينما فاز بالميدالية الفضية كل من ياسر الناشري في سباق 100 م وبندر شراحيلي في سباق 400 م / ح , وفاز بالميدالية البرونزية كل من يوسف أحمد مسرحي في 400 م وعلي العمري في 300م موانع وحسين السبع في الوثب الطويل. كما فاز العداء محمد شاوين بالمركز الأول على العالم في سباق 1500م في بطولة الجائزة في هولندا بزمن قدره (3.31.82 د) محطماً الرقم القياسي السعودي في هذا السباق والمسجل باسمه سابقاً ومتأهلاً بهذا الرقم إلى أولمبياد لندن العام المقبل 2012 كأول العدائين السعوديين المتأهلين للدورة الأولمبية. كما حقق العداء ذاته المركز الرابع في سباق الميل الذهبي ببطولة أوسلو للدوري الذهبي للاتحاد الدولي لألعاب القوى والذي أقيم في أوسلو، إذ حقق زمناً قدره (3.52.00 د). يذكر ان القوى السعودية تمر حاليا بمرحلة بناء جديدة للعدائين في أغلب المسابقات خصوصا بعد اعتزال معظم نجوم اللعبة في السنوات الاربع الماضية ولا تبدو المشاركة الحالية في كوريا الجنوبية مشجعة لنيل احدى الميداليات سوى في مسابقة واحده هي ( 1500م ) عن طريق العداء محمد شاوين ، ويؤكد النقاد المتابعين لأم الالعاب السعودية أن سبب ضعفها في الاونة الاخيرة عدم اهتمام الاندية بهذه اللعبة خصوصا الأندية الكبيرة ، حيث اقترح أولئك النقاد أن تتحول اللعبة في السعودية لمنافسات الشركات والقطاعات العسكرية وإنشاء المراكز الخاصة باللعبة في جميع مناطق المملكة الكبرى .