يستعد مزارعو الأحساء والمهتمون بزراعة الأرز الحساوي لجني المحصول من هذا المنتج بعد ما يقارب الشهر من الآن وبالتحديد في أواخر شهر نوفمبر، حيث تمثل واحة الأحساء موقعا هاما لزراعة الأرز الذي يعرف باللون (الأحمر) وتميزت به مزارع الأحساء منذ القدم ولا يزال يجد الاهتمام الكبير رغم مرور السنوات الطويلة. ويأتي الاهتمام بهذه المنتج لما يمثله من أهمية غذائية كبيرة كونه -كما وصفه الأهالي- يتميز بوجود مواد مقوية للجسم منها مادة الحديد. وإذا كانت واحة الاحساء تميزت بهذا المنتج الزراعي، فان بلدة القرين هي واحدة من البلدات التي عرفت واشتهرت بإنتاجها للأرز الحساوي نظرا لاهتمام أهالي البلدة به منذ القدم وحتى يومنا هذا. «اليوم» تجولت في عدد من مزارع بلدة القرين، والتقت الفلاح صالح العصري (60 عاما) وهو يقوم بدوره تجاه هذا المنتج، وقال «اشتهرت بلدة القرين كثيرا بزراعة الأرز الحساوي (الأحمر) ذي الجودة العالية منذ القدم وحتى يومنا هذا لا تزال مزارعنا تهتم به نظرا لتوافر كل الإمكانيات المتاحة لزراعته من تربة وماء وأجواء مناسبة، وقد تعلمنا فلاحته وزراعته من الآباء والأجداد منذ أن كنا صغارا، فأصبحت هذه المهنة مصدر رزقنا»، مشيرا إلى أن «من أهم الأمور التي تساعد على الإنتاج الجيد للأرز الحساوي العمل على تهيئة الأرض وحرثها وتنظيفها من بقايا النباتات وتجهيزها بفترة مناسبة وجيدة وتوفير المياه بكميات كبيرة والأهم من ذلك الاهتمام والعناية به من البداية وحتى النهاية بمعنى أن زراعة الأرز تختلف عن أي محصول كونها تحتاج إلى تفرغ تام وعناية كبيرة وعدم الغفلة التي ربما تدمر المحصول وبمعنى أنها مثل (الطفل الصغير) يحتاج إلى اهتمام». وبين أن زراعة الأرز الحساوي تبدأ من شهر يوليو ويتم الحصاد بعد ما يقارب ال 4 إلى 5 شهور من عملية الزراعة، حيث نتأكد من جاهزية الأرض ومن ثم تتم عملية البذر وتغمر بالماء ونبدأ في ملاحظته جيدا لفترة 40 إلى 45 يوما حتى ينضج ويصبح رفيعا، وبعد ذلك يتم نقل الشتلات الى المواقع المخصصة لزراعتها والتي تعرف بالضواحي وهي عادة ما تكون مهيأة وجاهزة لعملية الزراعية ونحن نطلق عليها عملية «المنقول» ونحرص دائما على الاهتمام خصوصا بعملية توافر وغمر المياه بشكل مستمر وهذه تستمر ما بين اربعة الى خمسة شهور تتم بعدها عملية الحصاد التي تكون في أواخر شهر نوفمبر، مؤكدا أن من أهم نجاح الزراعة تكون الضباب الذي يفيد في عملية التلقيح. بدوره، قال الفلاح عبدالرزاق علي، تتم بعد عملية الحصاد عملية القص للمحصول ومن ثم عملية الشر بوضعه في ساحة كبيرة حتى يجف ومن ثم تجري عملية الذراية (التذرية) ثم «الشلب» من خلال استخدام المكائن والتي تتم معها عملية الجرش والتنظيف من القشور ومن ثم تعبأ بأكياس وتصبح جاهزة للاستخدام منها ما يتم عرضه في الأسواق، مؤكدا أن هذه الزراعة متعبة جدا وتكلف الكثير من الخسائر إلا ان اهتمامنا بهذا المنتج جعلنا نتمسك به كثيرا ونحرص أيضا على تعلمه وتعليمه غيرنا من الأبناء ولذلك تجدنا نتقن زراعته ونجد الارتياح في ذلك، موضحا ان من الأمراض التي تصيب الأرز الحساوي منها دودة اللفة واللفحة وما يتم ملاحظته من تغير اللون إلى الأبيض وكذلك الهواء الشديد وأهمية الحفاظ على ذلك من خلال استخدام الأدوية بعملية الرش بالأدوية المناسبة. من جهتهم، أكد عدد من المختصين في بيع الأرز الحساوي وتحديدا في سوق القيصرية أن هذا المنتج يجد طلبا كبيرا من أهالي الأحساء وكذلك من زوار المحافظة سواء من مناطق ومدن المملكة أو من الدول الخليجية المجاورة نظرا لما لهذا الأرز من فوائد كثيرة حيث يعتبر غذاء متكاملا وهناك الكثير ممن يفضل شراءه بكميات كبيرة، لافتين إلى أن أسعار الكيلو الواحد تتراوح بين 45 إلى 47 ريالا في الفترة الحالية، وأن مزارع الأحساء تعتبر مصدرا هاما لتزويد الأسواق بهذا المنتج المتميز. فيما تؤكد أم محمد أن الأرز الحساوي يعتبر من الأكلات الشعبية المفضلة لدى أهالي الأحساء ولا يكاد يخلو بيت من هذا الأرز وهو يتم طبخه مع اللحم أو الدجاج ويمكن تناوله في فترة الغداء أو العشاء وأيضا حتى على وجبة الإفطار في رمضان الكريم، كما هو من الوجبات الغنية بالفوائد ولعل كثيرا من كبار السن يفضلونه كثيرا، ويعتبر أيضا مادة غنية ومغذية للنساء الحوامل ومن يعاني من مشاكل العظام وخصوصا آلام المفاصل.