خرج الهلال ممثل الوطن الوحيد في البطولة القارية الأغلى ومع خروجه انقطعت كافة آمال الشارع الرياضي السعودي بتحقيق البطولة العصية على أنديتنا منذ عام 2005 عندما حققها الاتحاد بمعجزة لا تتكرر إلا كل مائة عام. عشر سنوات بالتمام والكمال والأندية السعودية تراوح مكانها في دوري الأبطال دون تحقيق نتيجة تذكر،فتارة يصل الأهلي للنهائي وأخرى يخلفه الهلال وثالثة يتعثر الاتحاد،لتستمر المعاناة عاما بعد عام. اللغز الغامض والحلقة المفقودة في غياب الأندية السعودية عن تحقيق لقب دوري الأبطال يراها الكثيرون تكمن في عدم امتلاك المهر الحقيقي لتحقيق لقب بحجم بطولة القارة، فبنظرة سريعة على الفرق التي كانت تنافس وتتناوب على تحقيق اللقب في النسخ السابقة وحتى النسخة الحالية التي ضرب فيها أهلي دبي موعدا مع جوانزو الصيني في النهائي المرتقب، يلحظ الأرقام المهولة والفلكية التي رصدت لإعداد فرق تنافس بضراوة وتحقق الألقاب أيا كانت عراقة الفرق المنافسة وشعبيتها على مستوى القارة. جوانزو الصيني الفريق المرشح لنيل اللقب منذ بداية البطولة الحالية بلغت ميزانيته هذا الموسم ما يفوق ال40 مليون دولار، تم تجهيز الفريق الأول من خلالها وإعداده الإعداد الأمثل والتعاقد مع جهاز فني خبير مثل البرازيلي سكولاري والتعاقد مع لاعبين يصنعون الفارق بملايين الدولارات وسط فرجة وحسرة من أنديتنا التي ظلت تراوح مكانها. الحقيقة التي لا تقبل جدالا على الإطلاق أن الأندية السعودية في ظل وضعها الحالي ستظل بمنأى عن تحقيق أي لقب على مستوى القارة، فالوضع الراهن والديون المتراكمة والمشاكل الإدارية عقبات تحول بينها وبين الألقاب القارية. بالأمس خرج الهلال كالعادة وبدت الحسرة واضحة على محيا الجماهير السعودية عامة والهلالية خاصة جراء الخروج المرير على اعتبار أنه ممثل الوطن الوحيد وقاب قوسين أو أدنى من بلوغ النهائي الحلم، ومع هذا الخروج المعتاد بدأنا جميعا نردد الأسطوانة المشروخة (العقدة والحظ والتحكيم) والتي لازمتنا كثيرا، بل وكانت أهم الأسباب التي أدت إلى تخلف أنديتنا قاريا وساهم في تكريسها الجميع من مسئولين وإعلاميين وجماهير، متناسين أن المهر الحقيقي لتحقيق هذه البطولة غير موجود بالأساس لكافة أنديتنا دون استثناء، ولعل لنا في تجربة جوانزو الصيني ما يغني عن آلاف الندوات والمقالات التي تحاول سبر أغوار سنوات الحرمان لأنديتنا على الصعيد القاري.