جاءت رسالة رئيس نادي الهلال التي بثها المركز الإعلامي أمس في أول ردة فعل للرجل الأول في النادي بعد الإخفاق الأول لتزيد من حيرة الجماهير الزرقاء التي ما زالت تعيش حالة من الذهول بعد الإخفاق الكبير في ليلة الأربعاء «الرباعية الشهيرة» وقد كانت تمني النفس أن يكون الحديث الأول لرئيس النادي حاملاً معه مبررات منطقية للخروج أو اعتذاراً واضحاً عن الإخفاق الكبير في مرحلة الإعداد والتي كانت حديث الشارع الأزرق طوال الصيف الماضي أو اعترافاً صريحاً بالفشل في التعاقد مع لاعبين أجانب قادرين على الإضافة للفريق بدلاً من الثلاثي «مانقان وهرماش ويو بيونج» الذين لم يقنعوا بقدراتهم خاصة الثاني والثالث اللذين أظهرا طوال الموسم الماضي قدرات محدودة لم يتوقع معها أي هلالي أن يستمرا بعده مع الفريق أياً كانت المبررات، خاصةً وأن الفريق كان يبحث عن اللقب القاري الغائب الذي بدا أنه أكثر شوقاً للهلال بعد القرعة التي جاءت في صالح الفريق ومنحته فرصة اللعب على أرضه إذا وصل النهائي.. لكن الفريق ومن يقف مع الفريق خذل الجميع وخرج بشكل مخجل وبطريقة لن ينساها أي هلالي.. خاصةً وأن الوعود كانت تتناثر هنا وهناك مؤكدة أن الفريق قادر على المواجهة والمواصلة قبل أن تسطع شمس الحقيقة أمام ليل الوعود وتكشف أن الفريق الأزرق لم يعد قادراً على الوقوف أمام فرق الوسط في الدوري السعودي فكيف بالمواصلة في بطولة آسيا!!. لقد عز على الهلاليين خروج هلالهم من جديد في بطولة آسيا، وعز عليهم أن يجدوا أنفسهم لأول مرة يتمنون نهاية المباراة حفاظاً على ما تبقى من التاريخ والهيبة اللتين خدشهما الفريق الذي لعب أمام أولسان ذهاباً وإياباً دون أن ينجح في الوصول إلى المرمى أو حتى تقديم كرة قدم حقيقية توصل إلى المرمى، أو على الأقل اللعب بروح توحي بأن هناك من يعمل ويحاول!!. لقد أكدنا منذ فترة طويلة على ضرورة الالتفات للفريق ودعمه وتعزيز قدراته، وأنه يمر بأزمة فنية حقيقية قد لا تنفع معها المسكنات يوماً ما، لكن هناك من كانت تغره بعض النتائج، وبعض المستويات التي تحضر أحياناً باجتهادات فردية أو فورة حماس لا يمكن أن تستمر، لكن أحداً لم يسمع فظل خط الفريق البياني في انحدار، وظلت مشاكله تتدحرج وراءه مثل كرة ثلج حتى وصلته فعلاً.. وظهرت آثارها عليه في الدوري السعودي وفي الدوري الآسيوي والله وحده أعلم إلى أين ستمتد آثارها. إن الواقع يقول إن الهلاليين الرسميين بالذات هم من نقل دوري أبطال آسيا من مجرد منافسة كان الفريق لا يجد صعوبة في التعامل مع مثيلاتها سابقاً إلى عقدة، لقد صور البعض اللقب الآسيوي وسيلة وليس هدفاً يمكن الوصول إليه بالمزيد من العمل والجهد، وهو الشيء الذي ظهرت ملامحه على بعض اللاعبين الذين أصبحوا يتحدثون عن صعوبة اللقب القاري، وامتد ذلك إلى بعض الجماهير التي انساقت خلف ذلك، فأصبح دوري أبطال آسيا عقدة زرقاء بصناعة هلالية خالصة، فهل هذا هو التحضير النفسي المنشود؟، وهل هذا هو الإعداد الذي يقود الفريق إلى ما يريد؟؟.. وقد جاء البيان الهلالي أمس ليقول بالنص: (إن البطولة الآسيوية حالياً أصبحت أكثر صعوبة من ذي قبل، وتحتاج للكثير من العمل والتوفيق).. وفي تفسير بسيط نقول إن المعنى يذهب إلى: لا تنتظروا اللقب القاري فقد أصبح صعباً للغاية؟ هنا لا أدري أين الصعوبة التي يتحدث عنها البيان.. هل فاته مثلاً أن نادي السد القطري الشقيق قد فاز بالنسخة السابقة وهو الذي خسر من الهلال قبلها على ملعبه بالثلاثة.. لسبب بسيط هو أن السد قد عمل للقب وقدم له مهره المناسب وتعاقد مع لاعبين يفيدونه ويقودونه للانتصارات وليس لاعبين يكونون هم السبب الأول في الإخفاق!!. الأغرب في البيان أنه تحدث عن: (الهلال أكثر نادي حققها في القارة لست مرات/ تحققت آخر مرة منذ عشر سنوات/ بشكل البطولة الجديد فلم يحققها من الأندية السعودية إلاّ الاتحاد منذ سبع سنوات) وأحداً لا يعلم ما فائدة هذه المعلومات وهل هي اعتراف صريح بعدم القدرة على تحقيقها وغرس مفهوم صعوبتها في الأذهان الهلالية؟؟. إن الجمهور الأزرق الذي وقف مع فريقه في السراء والضراء وكان بعد الله السبب الأول في ما وصل إليه من مجد وإنجازات وشهرة، وظهر في الموعد مساء الأربعاء الحزين كان يرغب في خروج إداري يلملم الأوراق ويقدم الحلول ويعد بالإصلاح، ويضع رؤوس أقلام للخطط المقبلة التي تعيد الفريق سيرته الأولى بطلاً محلياً عربياً قارياً لا ينافس ولا يشق له غبار كما كان في العقد الماضي. خسارة الفريق الهلالي مساء الأربعاء مؤلمة لكنها يجب أن لا تكون الصفحة الأخيرة في تاريخ زعيم مهاب وصل حد هيبته أن الآخرين يبحثون عن عثراته ويتراقصون على جراحه، وهم الذي عجزوا عن الوصول إلى ربع ما وصل إليه، إن ما حدث يجب أن يكون درساً للمستقبل، وأن يكون نقطة الانطلاقة لهلال جديد يعرف ماذا يريد ولا يجد في طريقه ومن أهله من يثبط همته ويقتل حماسه ويفتر في قوته!!. إن الهلال بحاجة إلى رجل قوي يضع حداً لكل ما كان سبباً للعثرة المؤلمة، فالفريق الكروي يضم أسماء لا يمكن أن تجد لها مكاناً في فريق غير الهلال، والفريق الهلالي يضم أسماء لا يمكن أن تفيده في قادم الأيام، والفريق الهلالي بحاجة إلى مشرط قوي وفاعل يفتح الجرح الغائر، يستأصل كل مسبباته ويعالج كل آلامه، الفريق الهلالي بحاجة إلى من يخدمه دون شرط أو «منََة» كما فعل رجاله من قبل وكما فعل رئيسه الحالي الأمير عبدالرحمن بن مساعد من قبل أيضا فنحن هنا لا يمكن أن نبخسه حقه فقد نجح في أيام.. ولكن الأيام دول وهو بلا شك يعرف ذلك جيداً وهو بالتأكيد يعرف لماذا تفوق الهلال في يوم ولماذا أخفق في يوم. الهلال بحاجة إلى من يعيد له كنزه الثمين وسره الدفين أعضاء الشرف الذين كانوا مضرب المثل في التماسك والتعاضد حتى يبقى الهلال في القمة.. الهلال بحاجة إلى مستشارين فاعلين «محبين محبين محبين» وأكررها ثلاثاً.. الهلال بحاجة إلى من يحبونه فقط ويرغبون في مصلحته ويقدمونها على مصالحهم.