شهدت مباريات إياب ربع نهائي دوري آسيا للأندية سيناريو مثيراً لممثلي الكرة السعودية الثلاثة، إذ نجح الأهلي والاتحاد في زيادة حظوظ الكرة السعودية وطموحاتها في معانقة الانجاز الآسيوي بضمان مقعد في المباراة النهائية بعد غياب اعوام عدة عجزت خلاله الأندية السعودية من تحقيق البطولة والتي كان آخرها موسم 2005 عندما نجح الاتحاد بتحقيق اللقب الآسيوي، بينما عكر الهلال آمال وتطلعات الكرة السعودية عندما تلقى خسارة من أولسان الكوري لم تكن متوقعة من أكثر المتشائمين. وواصل الأهلي ظهوره البارز ونجح في لقاء الرد أمام ضيفه سباهان الإيراني في تقديم أداء فني رفيع، وعطاء لافت عندما أكرم ضيافه سبهان الإيراني برباعية قوية كانت قابلة للزيادة بعد تعادله صفر-صفر في إيران وكان الأقرب للفوز، وتجلت خلال اللقاء القيمة الفنية للفريق البطل فسجل أربعة أهداف رائعة، وبروح قتالية طيلة المباراة ساعده في ذلك "الجمهور الراقي" وبحنكة مدربه التشيكي جاروليم الذي كان واقعياً ورسم خطة الانتصار الكبير للفريق، مؤكداً بأن لديه المقدرة العالية للذهاب بعيداً وربما يحقق منجزا طال انتظاره لهذا الفريق الذي اثبت بأن لديه القدرة على الإبداع خارجياً والتميز داخلياً. الأهلي وخلال مواجهاته الماضية في دوري أبطال آسيا كان مميزاً بعطائه مطرباً بأدائه لفت أنظار الناقدين، والمتابعين بجمال كرته وسهولتها، وبتنظيم خطوطه الذي جعل منه الفريق الأكثر ثباتاً بالمستوى، والأكثر مقدرة على مستوى النتائج بالفترة الحالية. ثمة ملاحظات مهمة يجب أن يتداركها الخبير التدريبي جاروليم لعل الأبرز من بينها والأهم في نظر الجماهير ذلك الشرخ الواضح في منطقة العمق الدفاعي التي تبدأ بسهولة الاختراق من منتصف الملعب لعدم وجود محور تقليدي ثابت فضلاً عن انكشاف الأطراف في بعض الأحيان حال تقدم ظهيري الجنب لمساندة الهجمة، الأمر الذي يحتم تواجد عمق ثابت ينظف تلك المناطق ليقضي على الخطر الواصل للمرمى، والذي ظهر جلياً بهدف الفريق الإيراني الوحيد. الأهلي تنتظره مواجهتان حاسمتان أمام غريمة التقليدي الاتحاد لتحديد الطرف الأول بالمحفل الآسيوي الذي نجح هو الآخر بالتأهل للدور قبل النهائي وان كان من عنق الزجاجة أمام اخطر الفرق الصينية والآسيوية جوانزو بقدم المبدع فهد المولد، إذ أكد هذا الفريق انه متخصص قوي بالبطولات الآسيوية ويعرف طريقه جيداً نحو البطولة الآسيوية، واعتاد خلال الاعوام الماضية إخراج الفرق الكبيرة على مستوى القارة سواء كانت من فرق الشرق أو الغرب والوقوف أمامها موقف الند للند. الأهلي هز شباك سباهان برباعية وضرب موعداً مع «العميد» وأفرزت نتيجة ممثل الكرة السعودية الثاني في مباراة الرد أمام جوانزو الصيني مقدرة "العميد" على مواصلة الإبداع، والتجلي، ومواصلة الانطلاقة المظفرة التي بدأها بالفوز 4-2 في جدة ساعدته في لقاء الرد لخطف بطاقة التأهل والتغلب على جميع العوائق التي واجهته خلال اللقاء من سوء الأرضية والحضور الجماهيري الكبير والاندفاع الكبير للاعبي الفريق الصيني منذ انطلاقة المباراة، ولكن نجح نجوم الاتحاد وبروح الرجال من الوقوف لها بالمرصاد وهي امتداد لما تحقق من نجاحاته في هذه البطولة خلال الاعوام الأخيرة عندما حقق اللقب الآسيوي مرتين والمشاركة العالمية. ولا ننسى الفكر التدريبي الاحترافي لمدرب الاتحاد الاسباني كانيداً خلال لقاء الرد ونجاحه بعد خروج فريق خاسراً الشوط الأول 2-صفر كانت كافية لخروجه من البطولة، ولكن حول مسار اللقاء في الحصة الثانية بعد قراءته الرائعة للمباراة سريعاً وتبديلاته الموفقة التي نجحت من خطف هدف ثمين قاد الفريق لنصف النهائي بجدارة واستحقاق. في المقابل صدم ممثل الكرة السعودية الثالث الهلال المتابعين وجماهيره الوفية والتي كانت بالموعد وحضرت بكثافة مبكراً لاستاد الأمير فيصل بن فهد، بغية مواصلة الفريق لمشواره بالبطولة الآسيوية وذلك بالخسارة من اولسان الكوري بنتيجة 4-صفر، بعد أن كان أكثر الفرق الآسيوية تحقيقاً لهذه البطولة في اعوام مضت قبل ان يفاجئ الجميع بفريق محبط وغير مترابط الخطوط فاقد لهويته، وسط انعدام الروح، وسوء انضباطية وبالتالي تسليم اللقاء منذ منتصف الشوط الأول للفريق الكوري الذي ظن الجميع بأنه يلعب على أرضة وبين جماهيره، وسط غياب نجوم الهلال، وظهور محترفي الفريق بأداء متواضع عاجزين عن تقديم أي شي. فيما ظل مدرب الفريق الهلالي الفرنسي كمبواريه هو الاخر عاجزاً عن فك طلاسم هذا التواضع، وهو الذي تفرغ قبل المباراة بأيام لإطلاق تصريحات نارية متوعداً بفوز سهل. ووجدت الخسارة القاسية التي تلقاها الهلال ردود فعل واسعة في الشارع الرياضي عامة وجماهير الهلال خاصة التي عبرت عن غضبها الشديد للخسارة وبهذا المستوى غير المقبول، وشنت جماهيره هجوما لاذعاً على الفريق وانتقدت المستوى الفني الهزيل وانعدام الروح التي غابت بشكل كلي طيلة المباراة التي شهدت حالة من الفوضى والانهزامية وكأن اللاعبين يلعبون بلا رغبة وهم يتفرجون على تألق وحماس لاعبي الفريق الكوري على الرغم أن الفرصة كانت مواتية لرد الاعتبار والفوز والتأهل. الهلال أخفق في تحقيق طموحات جماهيره