تشهد سماء المنطقة الشرقية اليوم الخميس، بداية فترة الذروة لتساقط شهب (الجباريات)، التي تنشط حتى الثلاثاء المقبل بإذن الله، وتكون الفرصة مواتية الليلة في الرصد حيث يصادف القمر طور التربيع الأول، ويغيب بعد منتصف الليل، الذي يتيح مجال مناسب للمتابعة إلى الفجر في المنطقة العربية عموما. وتحظى (الجباريات) باهتمام الهواة والمختصين بالفلك، باعتبارها واحدة من الشهب المميزة لأن مصدرها مذنب (هالي)، الذي يعود للظهور في سماء الارض من جديد، بعد حوالي نصف قرن (2061)، وتقترب البقايا الغبارية حاليا من الغلاف الجوي للأرض، فتكون الشهب مرئية بالعين المجردة نحو الأفق الجنوبي الشرقي أواخر الليل من موقع مظلم، والعدد الدقيق للشهب لا يمكن تحديده مسبقا، وقد تصل أحياناً إلى 60 شهاباً في الساعة، وذروتها عادةً بين يومي 20 و22 من أكتوبر، ومعدَّلها المعتاد هو 20 شهاباً في الساعة لنصف الأرض الشمالي، و40 شهاباً لنصف الأرض الجنوبي. وبحسب الجمعية الفلكية بالقطيف، فإن شهب الجباريات التي يسببها المذنب "هالي"، متوقع ان تكون كثيفة بفترة ذروتها في 21 أكتوبر نظراً لمرور الأرض بمنطقة الحزام الغباري للمذنب، وتحدث هذه الظاهرة سنوياً خلال الفترة ما بين الثاني من الشهر الجاري إلى السابع من نوفمبر المقبل. وتشهد بعض المناطق تساقطاً كثيفاً للحبيبات الغبارية، مسببة ما يُعرف ب"ذروة الزخة الشهابية"، كما ترتبط الشهب بالمذنبات، فخلال دوران الأرض حول الشمس تصادف أن تمر في الحزام الغباري لأحد المذنبات، وبسبب الجاذبية الأرضية تدخل الحبيبات الغبارية للغلاف الجوي مما يسبب الشهب حال احتراقها وقد تمر الأرض خلال دورتها السنوية مرة بمدار المذنب مرة واحدة فيحدث بسبب ذلك المذنب زخة واحدة تتفاوت شدتها من خلال قرب الأرض من نواة الحزام او ضعفها اذا كان الاقتراب في الحواف وفي حال مرور الأرض مرتين بالحزام تحث زختان كما الحال مع مذنب هالي حيث تحدث زخة ايتا الدلويات في مايو، وزخة الجباريات في اكتوبر. وتنقسم إلى الشهب (الفرادى) وهي الشهب التي يمكن رؤيتها في أي وقت واتجاه، وغالباً ما تكون بسبب حبيبات ترابية في الفضاء، ولا يمكن التنبؤ بموعد أو مكان ظهورها والنوع الثاني فهو (زخات الشهب)، التي تنتج عن اقتراب المذنبات من الشمس، حيث يذوب الجليد المخلوط بالأتربة، مما يسبب وابلاً من الشهب تبقى سابحة في مدار المذنب. وإذا ما عبرت الأرض مدار المذنب، فإن جزءا من هذه الأتربة يسقط باتجاه الأرض، مكوناً زخات الشهب، وهو ما يحدث كل عام في نفس الموعد تقريباً، ويطلق على زخة الشهب اسم يدل على الكوكبة التي يحدث منها الرشق ولكل زخة شهب نقطة إشعاع خاصة بها وهي المكان الذي ينطلق منه الرشق في الكوكبة المنسوب إليها اسم زخة الشهب. وعادةً تتلاشى الشهب تماما قبل وصولها إلى سطح الأرض ولا تشكل خطورة إطلاقا، لأنها تحترق في الغلاف الجوي، و يبلغ عدد الشهب التي تسقط على الأرض بحوالي 100 مليون يوميا، معظمها لا يُرى بالعين المجردة.