تشهد سماء المملكة، ذروة تساقط زخات شهب (إيتا الدلويات)، التي يُتوقع ان تكون كثيفة بموسمها هذه الأيام في جزئي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، بمشاهدة 35 - 50 شهابا في الساعة، حيث تظهر مندفعة من جهة كوكبة الدلو، وتحديدا النجم (إيتا الدلو) الذي يبعد عن الأرض حوالي 156 سنة ضوئية، وهو ألمع من الشمس بحوالي 44 مرة، لكن بسبب بعده الكبير عنا فإنه يظهر خافتا ومن القدر الرابع، أي انه يعتبر من النجوم الخافتة. والشهب عبارة عن ذرات صغيرة جدا من الغبار تركتها المذنبات التي تقترب من الشمس وتترك غبارها في الفضاء بين الكواكب السيارة، وعندما تمر الأرض أثناء دورانها حول الشمس فإنها تمر من هذه الذرات الغبارية فيزداد عدد الشهب التي نشاهدها في السماء عن الأيام العادية. وبحسب الدكتور عبدالله المسند خبير الطقس والفلك، أستاذ الجغرافيا بجامعة القصيم، فإنه بمكن رصد شهب (إيتا الدلويات) قبيل فجر اليوم وخلال يومين مقبلين، على ان تكون المتابعة في موقع يكون بعيدا عن الأضواء، وبالنظر إلى اتجاه الشرق، فقد تشاهد زخات الشهب المسماة (إيتا الدلويات)، وهي من مخلفات مذنب هالي الشهير، الذي كانت آخر زيارة له من 29 عاما (1986)، وحقيقة ما يجري أن الأرض وهي تسبح بسرعة 108 آلاف كيلومتر في الساعة -بمشيئة الله تعالى-: تصطدم بنطاق مخلفات هذا المذنب، فتنجذب المخلفات وتسقط على الأرض على شكل شهب الدورية المتتابعة سنويا وفق مواعيدها شبه الثابتة ومصدرها، والاستثناء في ضعف رؤيتها في بعض مواسمها عندما يكون القمر مكتمل البدر أحيانا، كما تؤثر اضواء المدن في تبينها على النحو المثالي. من جهتهم، أشار فلكيون إلى أن المذنب (هالي) الذي يزور الأرض كل 76 عاما هو مصدر زخة شهب (إيتا الدلويات)، إضافة إلى زخة شهب أخرى مصدرها نفس المذنب هي زخة شهب (الجباريات) في أكتوبر من كل عام، وتدخل الذرات الغبارية الغلاف الغازي الأرضي بسرعة تصل إلى 70 كيلو مترا في الثانية في المعدل، فترتفع درجة حرارة الذرات الغبارية ثم تتحول على شكل أسهم نارية لامعة للحظات، وتكون بداية الاحتراق على ارتفاع 120 كيلو مترا عن سطح الأرض ثم تتحول إلى رماد على ارتفاع 60 كيلو مترا عن سطح الأرض تقريبا، الذي يؤكد عدم خطورتها بعدم وصولها إلى سطح الأرض.