أخفقت اتصالات أمريكية، أجراها وزير الخارجية جون كيري، مع عمان ورام الله وتل أبيب، في عقد اجتماع رباعي، يضم ما بات يعرف ب "رباعية السلام" في العاصمة الأردنية عمّان. وقالت مصادر سياسية رفيعة، في تصريحات متطابقة ل "اليوم"، إن "وزير الخارجية الأمريكي بذل جهوداً لعقد لقاء رباعي في عمّان، يضم -إلى جانب كيري- العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو". وبينت المصادر أن "ورقة عمل، أعدتها الخارجية الأمريكية، بددت الأمل في عقد اللقاء الرباعي، الهادف الى عودة الهدوء إلى الأراضي الفلسطينية". وحول فحوى الورقة الأمريكية، قالت المصادر إنها "تتضمن أربعة محاور، هي: وقف التحريض الفلسطيني ضد إسرائيل، والعودة إلى ترتيبات الأقصى ما قبل المواجهات الأخيرة، وتعهد الفلسطينيين بعدم التوجه إلى مؤسسات دولية، والعودة إلى المفاوضات بين الجانبين من دون شروط مسبقة". واعتبرت المصادر أن "الورقة الأمريكية توجه اللوم بشكل مباشر إلى الفلسطينيين، وفي الوقت ذاته تكرس التقسيم الزماني والمكاني في المدينة المقدسة، بما يبقي على بؤرة التوتر والعودة إلى المواجهات، فيما يقيد أي تحرك مستقبلي للسلطة الفلسطينية في مؤسسات المجتمع الدولي". وترى عمّان، وفق المصادر، ورقة كيري استجابة أمريكية كاملة للمصالح الإسرائيلية، دون مراعاة لمصالح وحقوق الأطراف الأخرى. واستناداً إلى المصادر، أبلغت عمّان الخارجية الأمريكية برفضها استقبال نتنياهو، في إطار الاجتماع المزمع ل "رباعية السلام"، معتبرة أن "الحكومة الإسرائيلية ليست مستعدة للمضي قدماً في عملية سلام جادة". وبدأ تفاقم العلاقات بين نتنياهو وعمّان منذ ثلاثة أسابيع، مع تفجر الأوضاع في مدينة القدسالمحتلة، وبدء المواجهات بين المرابطين والمستوطنين الإسرائيليين. وبعث نتنياهو برسالة إلى العاهل الأردني، سربت تفاصيلها مصادر أردنية رسمية، تضمنت اتهاماً للأردن بالوقوف خلف المواجهات بين المرابطين في الأقصى والمستوطنين وجنود الاحتلال. وانتقد نتنياهو -في الرسالة- ما اسماه "دعم الأردن للمرابطين"، معتبراً أن "الحراس الأردنيين في الأقصى، الذين يتلقون رواتب من وزارة الاوقاف الأردنية، هم من يؤجج المواجهة مع المستوطنين اليهود". ويتولى حراسة المسجد الأقصى موظفون أردنيون وفلسطينيون يتبعون وزارة الاوقاف الأردنية، وذلك بموجب اتفاق سابق أبرم بين الفلسطينيين والأردنيين بموافقة الإسرائيليين، إلى جانب متطوعين للحماية يعرفون ب"المرابطين". وتزامناً مع الجهود الدبلوماسية، صعّدت عمّان رسمياً من موقفها حيال تل أبيب، واصفة ممارسات إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني والأماكن المقدسة ب"إرهاب دولة". وعممت هيئة الإعلام الأردني، وهي هيئة حكومية مسؤولة مباشرة عن الإعلام في المملكة، على وسائل الإعلام، في كتاب رسمي، بضرورة استخدام مصطلح "إرهاب دولة" لدى وصف الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وهو التعميم الأول من نوعه بعد توقيع الأردن وإسرائيل معاهدة السلام فيما بينهما. وعلى الرغم من استبعاد عقد "رباعية السلام"، يستضيف الأردن، مطلع الأسبوع المقبل، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي سيبحث مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والاعتداءات الإسرائيلية. وأكد عقد لقاء عبدالله الثاني – كيري كل من الخارجية الأردنيةوالأمريكية، بيد أن أياً من الطرفين لم يعلنا أجندة اللقاء بشكل مفصل ودقيق. ولا يخفي الرسميون الأردنيون قلقهم من تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وتحول مسار الأحداث الحالي إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة، خاصة أنها تأتي في ظل طوق من الصراعات يحيق بالأردن. ويتمسك الأردن بموقفه حيال مدينة القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية، التي يتولاها العاهل الأردني بموجب صك أبرم مع السلطة الفلسطينية، فيما يعتبر الاعتداءات الإسرائيلية تحد صارخ لهذه الولاية.