وجّه وزير الخارجية الأميركي جون كيري تحذيراً شديداً الى اسرائيل من مغبة إنهيار المفاوضات مع الفلسطينيين، مشيراً الى انها ستواجه عزلة دولية واحتمال إنتفاضة ثالثة إذا لم تتوصل الى تقدم في جهود السلام مع الفلسطينيين، فيما ذكر مصدر فلسطيني رفيع ل»الحياة» إن اللقاء الذي جمع كيري والرئيس محمود عباس مساء أمس في عمان لم يسفر عن جديد، وإن الاخير جدد رفضه المطلق لاستمرار الاستيطان. وشدد كيري، في مقابلة تلفزيونية مشتركة مع قنوات تلفزيونية فلسطينية واسرائيلية، الى ان فشل المفاوضات سيكون مدمراً. وأضاف «اذا لم نجد طريقاً للوصول الى السلام فستزداد عزلة اسرائيل، وستتعزز الحملة الجارية لنزع الشرعية عنها على أسس دولية». وزاد: «اذا لم تتوصل اسرائيل الى سلام مع القيادة الفلسطينية الحالية، فستجد نفسها أمام قيادة ملتزمة بالعنف». وكان كيري سجل هذه المقابلة صباح الخميس في القدسالمحتلة قبيل توجهه الى الأردن في محاولة للدفع في عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين التي هيمن عليها الخلاف على استمرار الاستيطان. وجاء لقاء كيري وعباس في عمان بعد أقل من 24 ساعة على لقاء جمعهما في بيت لحم. وعلم ان كيري سيتوجه صباح اليوم الى القدسالمحتلة في زيارة لم تكن مبرمجة للبحث مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو في «الكيفية التي يمكن أن نعالج فيها مسألة العودة إلى المفاوضات» كما قال. في موازاة ذلك، طالب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، بعد اجتماعه مع كيري، المجتمع الدولي بممارسة دور أكبر لوقف الإجراءات الأحادية التي تمارسها إسرائيل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبراً انها ممارسات «غير شرعية وغير قانونية، وتشكل عقبة حقيقية أمام مساعي تحقيق السلام». وأكد دعم الأردن «الجهود الأميركية الهادفة إلى مساعدة الطرفين على المضي قدما بالمفاوضات استناداً إلى حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام1967 وعاصمتها القدسالشرقية». وقال عبدالله الثاني إن حكومته «ستواصل العمل والتنسيق مع جميع الأطراف، لدعم المفاوضات التي تعالج مختلف قضايا الوضع النهائي، والمرتبطة بمصالح أردنية عليا، وفق جدول زمني واضح». وأضاف أن المجتمع الدولي «مطالب بممارسة دور أكبر لوقف الإجراءات الأحادية التي تمارسها إسرائيل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة». من جانبه أعلن وزير الخارجية الأميركي أنه «أحرز تقدماً مهماً» في محادثاته مع الفلسطينيين والإسرائيليين، بعد تأكيده معارضة واشنطن للاستيطان الاسرائيلي. لكنه عاد ليقول خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة ان المباحثات «كانت صعبة». وأضاف «من المهم بالنسبة لنا أن يكون هناك إمكان للتقدم بحذر وبهدوء» موضحاً أن «ما حدث في اليوم الأخير فتح الباب أمام عدد من الاحتمالات لأمور يمكن أن تشملها المحادثات فيما نمضي قدماً». ولفت الى ان «الأمر يتطلب تقديم تنازلات من الإسرائيليين والفلسطينيين، لدفع عملية السلام». وهيمن الخلاف بخصوص الاستيطان في شكل كامل على محاولات كيري دفع عملية السلام في جولته التي قادته الى اسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن. على صعيد آخر، انفجرت سيارة أمس في تل أبيب كانت مركونة قرب مكتب النائب العام في تل أبيب والمحكمة الجزائي، بحسب موقع «يديعوت أحرونوت». كما اعلنت الشرطة الاسرائيلية ان فلسطينياً قتل برصاص قوات الامن الاسرائيلية مساء بعد اطلاقه العابا نارية باتجاه اسرائيليين في مدينة نابلس في شمال الضفة الغربيةالمحتلة.