تحركت جهات حكومية وأهلية لضبط أسعار الخضراوات وخاصة الطماطم بالسوق المحلي، وبدأت بوادر دخول كميات كبيرة من الإنتاج من البيوت المحمية البلاستيكية إلى السوق. وبحسب تجار المواد الغذائية، فإنه من المتوقع انخفاض أسعار الطماطم بعد شهر، مؤكدين أن مبرر الارتفاع الحالي يعود إلى القصور الحالي في الإنتاج، وأن السلع الغذائية تتبع منظومة العرض والطلب. وقفزت أسعار الطماطم في الأسواق المحلية بنسبة ارتفاع تجاوزت 150% صعوداً، وسط تذمر بين أوساط المستهلكين مطالبين بتدخل الجهات المسئولة من وزارة التجارة وحماية المستهلك، فيما عزا متعاملون في السوق الأسباب إلى ضعف الإنتاج المحلي من الخضراوات والأجواء المناخية في السعودية. وأكد محمد الحمادي، رئيس اللجنة الزراعية والأمن الغذائي في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، أن الارتفاعات ليست محصورة فقط على الطماطم، بل إنها تطول كل أنواع الخضراوات، مشيراً إلى أنه حتى الكميات المستوردة لا تغطي 80% من حجم السوق المحلية. وأضاف الحمادي: إن أسباب ارتفاع الخضراوات والفواكه في السوق السعودية بوجه عام هي قلة المعروض مقارنة مع حجم الطلب، موضحا أن السعودية تعتمد بشكل كبير في الإنتاج الزراعي على البيوت المحمية، وليس المزارع المكشوفة؛ وذلك بسبب الظروف المناخية، وهي أحد أهم أسباب الارتفاع بسبب تكاليفها. ويرى أن من أهم الحلول التي ستجعل الأسعار تستقر هو دعم المزارعين، ونقل التجارب الأوروبية إلى السعودية، مستبعداً أن تكون الأوضاع السياسية الحاصلة في المنطقة هي التي تقف خلف ارتفاع الأسعار. فيما يرى مستثمرون في الزراعة أن عملية الاستثمار الزراعي في الخارج تسير في مسار جيد، وإنها أفضل خيار لإنتاج القمح والمحاصيل الزراعية المستهلكة للمياه في الخارج ثم تصديرها إلى المملكة، مؤكدين أنه من الأفضل تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار الخارجي في إنتاج الأعلاف الخضراء وإيقاف زراعة المحاصيل المستهلكة للمياه، والتركيز على المحاصيل قليلة الاستهلاك وإنتاجها بشكل مستدام محلياً، مشيرين إلى أنه سيتم قريباً إيقاف زراعة الأعلاف الخضراء. ويقول محمد الأهدل «صاحب محل خضار»: إن الارتفاع يعود إلى شح وانقطاع المنتج المحلي من السوق، كذلك وجود منتج واحد وهو الطماطم الأردنية، مشيرا إلى أن فترة اعتدال الجو تبدأ فيها زراعة الطماطم في المناطق ذات الأراضي الخصبة للزراعة، وبين الأهدل أن مثل هذه السلع التي تتأثر بالعرض والطلب كالطماطم تكون مسببات ارتفاعها في أحيان كثيرة نتيجة لجشع تجار التجزئة. ويشير خالد الشويهي "مستورد" الى أن قلة الإنتاج وشحه في المملكة أدى لزيادة الطلب على المستورد من تركيا ومصر والأردن، مما تسبب في ارتفاع الأسعار نتيجة ارتفاع الطلب من المستهلك وقلة المعروض. وذكر الشويهي أن الارتفاعات تعود لأصحاب التجزئة بالدرجة الكبيرة، مشيرا إلى أن الكميات جيدة داخل حلقة الخضار، وأن الفترة الماضية كانت هناك زيادة في الطلب خلال فترة الحج، ويضيف أبو زنادة: إن المملكة تستهلك ما يقارب ال500 طن يوميًا من الطماطم، حيث إن الاستهلاك يصل إلى 100 طن يوميًا، مشيرا إلى أن نسبة الاستيراد بفصل الصيف تصل إلى 50% من نسبة الإنتاج اليومي، أما فترة الشتاء فقد يسهم بزيادة الإنتاج المحلي بنسبة 75% من نسبة الإنتاج اليومي.