سجلت أسعار عدد من الخضراوات منها الطماطم والكوسة والخيار والبطاطا ارتفاعات كبيرة وصلت إلى 50 في المئة خلال الأيام الماضية على رغم توافر كميات كبيرة في السوق. وعزا عدد من التجار وبائعي الخضراوات في حديثهم ل«الحياة» سبب الارتفاع إلى قرب شهر رمضان وهي فترة تشهد ارتفاع أسعار كثير من السلع، إضافة إلى أن كميات كبيرة من الخضراوات يتم توجيهها إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة نتيجة الطلب الكبير عليها خلال شهر رمضان مع تدفق المعتمرين والزوار، مشيرين إلى تلاعب تجار ودلالين في الكميات المطروحة في الأسواق. وقال صاحب سلسلة محال خضراوات في الرياض سعيد القحطاني: «إن أسعار الخضراوات كانت مستقرة قبل أسبوعين مع ثبات الطلب، إلا أنه ومع قرب حلول شهر رمضان بدأت الأسعار بالارتفاع، إذ زاد سعر كرتون الطماطم الصغير إلى 30 ريالاً من 15 ريالاً قبل أسبوعين بارتفاع نسبته 50 في المئة، ووصل سعر الكيلو إلى 10 ريالات من ستة ريالات، فيما سجل سعر الصندوق الكبير في سوق الجملة أكثر من 80 ريالاً من 40 ريالا»ً، مشيراً إلى أن هناك أنواعاً من الطماطم منها المحمي والعادي والمستورد، إضافة إلى وجود أنواع صغيرة الحجم وسعرها معتدل. وأشار إلى أن سعر كيلو الكوسة ارتفع إلى 10 ريالات من سعر راوح بين ثلاثة إلى خمسة ريالات قبل أسبوعين، كما ارتفع سعر الصندوق الكبير في سوق الجملة إلى أكثر من 120 ريالاً، وبلغ سعر كيلو الخيار قرابة الثمانية ريالات من أربعة ريالات. وأكد القحطاني أن سوق الخضار تشهد حالياً طلباً كبيراً على مختلف أنوع الخضراوات، ومن المتوقع أن يستمر ارتفاع الأسعار، وخصوصاً أن سوق الخضراوات تخضع للعرض والطلب، إضافة إلى أن صلاحية بعض الخضراوات لا تتجاوز الأسبوعين إلى الثلاثة ما يجعل هناك صعوبة في عملية الحفظ. من جهته، قال البائع في سوق الخضار بالرياض علي محمد: «إن سبب ارتفاع أسعار الكثير من منتجات الخضراوات يعود إلى توجه كثير من المنتجين والتجار إلى تحويلها إلى كل من مكةالمكرمة والمدينة المنورة، إذ تشهد الأسعار فيها ارتفاعاً كبيراً بسبب الطلب الشديد استعداداً لشهر رمضان الذي يشهد تدفق الزوار والمعتمرين». ولفت إلى أنه على رغم توافر كميات كبيرة من مختلف منتجات الخضراوات إلا أن الأسعار تشهد تصاعداً من المتوقع أن يصل إلى ذروته في بداية شهر رمضان، لافتاً إلى أن بعض منتجات الخضراوات كانت أسعارها منخفضة جداً خلال الأسابيع الماضية ثم بدأت بالتصاعد، مثل البطاطا التي وصل سعر الكيس الصغير إلى 10 ريالات بعد خمسة ريالات، وسعر الكيس الكبير وصل إلى 18 ريالاً مرتفعاً من 10 ريالات قبل أسبوعين. وبين أن هناك عوامل كثيرة تسببت في ارتفاع الأسعار من أهمها تحكم كثير من الدلالين في أسعار الجملة، إذ يعملون على رفع المنتجات بشكل تدريجي، إضافة إلى قيامهم بتخزين كميات كبيرة من الخضراوات وتجفيف السوق، ثم يقومون بطرحها في السوق إذا ارتفع الطلب وبأسعار عالية، كما أن محال الخضراوات في الحارات والشوارع ترفع الأسعار للحصول على أرباح عالية. بدوره، استبعد البائع حسن سالم وجود نقص في كميات الخضراوات بمختلف أنواعها في السوق، وخصوصاً أن المنتج المحلي من مختلف المناطق يغطي طلب السوق، إضافة إلى الكميات المستوردة من الخارج، إلا أن ارتفاع الأسعار يعود إلى تلاعب التجار والدلالين في الكميات التي تطرح في السوق ونشر إشاعات حول وجود نقص في منتج معين لرفع الأسعار. وذكر أن المستهلكين مستاؤون من الارتفاع المفاجئ في أسعار بعض المنتجات مثل الطماطم، ويسألون عن الأسباب وغياب دور الجهات الرقابية التي يفترض أن تراقب وتراجع الأسعار كي لا يستغل التجار المواسم في رفع الأسعار. وشدد سالم على أن محاصيل الطماطم والخيار والكوسة والبطاطا، إضافة إلى المنتجات الأخرى يأتي معظمها من الإنتاج المحلى من الخرج ووداي الدواسر وجازان وحائل وتبوك وبعض المناطق الأخرى، غير أن معظم هذه المناطق تشهد ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة ما يجعل من الصعب الحفاظ على صلاحية هذه المنتجات لفترة طويلة وبالتالي يلجأ بعض المنتجين إلى تخزينها في برادات وطرحها في السوق على مراحل ما يتسبب في ارتفاع أسعارها.