دفعت الزيادات المتتالية على أسعار الخضروات والفاكهة بمختلف مدن ومناطق المملكة المواطنين إلى البحث عن بدائل يتغلبون بها على الارتفاعات المبالغ فيها.. فكانت المعلبات والخضروات المحفوظة هى البديل الجاهز لدى الأسر للتصدى لظاهرة الارتفاع الجنونى للأسعار من قبل التجار. ويرجع المنتجون والتجار الارتفاع الكبير فى الأسعار إلى ارتفاع درجة الحرارة وقلة هطول الامطار، التى أدت إلى تلف العديد من المحاصيل، ومن ثم انخفضت كميات الفاكهة والخضروات فارتفعت أسعارها بجانب قلة كميات المستورد من الدول الاخرى. ولم يقتنع المواطنون بهذه المبررات من جانب المنتجين والتجار، وذهبوا إلى حد أن جشع التجار هو الذى أدى إلى زيادة الأسعار بهذا الشكل المبالغ فيه؛ بدليل أن الأسعار ليست ثابتة بل انها متأرجحة بحيث تختلف من يوم إلى آخر. وناشد الأهالي الجهات الرقابية لوضع حد لهذه الارتفاعات غير المبررة وإيجاد حل لأصحاب النفوس الجشعة. واقترح البعض منهم طريقة -يرون أنها مثالية- لتحقيق ثبات الأسعار وعدم تلاعب التجار من وقت إلى آخر.. وهى استحداث مؤشر للخضار والفواكه على غرار مؤشر السلع الاستهلاكية للمواد الغذائية، فيما تساءل البعض: أين دور جمعية حماية المستهلك ولماذا لا تضع حدًا للمتلاعبين بالأسعار..؟! انخفاض المحلي وقلة المستورد فى البداية أكد متسوقون التقتهم «المدينة» بسوق الخضار في الرياض أن ارتفاع أسعار الخضروات خلال الأسابيع الماضية اضطرهم إلى العزوف عن بعض المنتجات من الخضروات كالطمام والبطاطس والكوسة، التي وصلت نسب الزيادة فيها إلى أكثر من 30% للبطاطس و20% للكوسة و300% للطماطم مسجلة 100 ريال للصندوق مقارنة بالفترة الماضية. ويقترح عبدالله الخثعمي مواطن من الرياض أن تقوم أمانة منطقة الرياض باستحداث مؤشر خاص بالخضار والفواكه على غرار مؤشر السلع الاستهلاكية، الذي تعلنه وزارة التجارة على موقعها الالكتروني كل يوم، مؤكدًا أن ذلك لن يترك للتجار مبررا يرفعون فيه أسعار منتجاتهم من الخضروات والفواكه. وتفاءل المواطن إبراهيم الميموني أن تشهد أسعار الطماطم استقرارا ملحوظا خلال الايام القليلة الماضية، مؤكدا أن المستهلك السعودي توجد لديه بدائل أخرى، مثل معجون الطماطم المعلب وصلصة الطماطم الجاهزة في المراكز التجارية. وأرجع بائعون هذا الارتفاع إلى قلة المعروض في بلد المنشأ الذي تستورد منه المملكة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في المملكة والأردن وسوريا مؤخرا، وكذلك نتيجة الانخفاض الكبير في حجم الإنتاج المحلي من الطماطم. فيما تساءل بعض المواطنين عن سبب غياب دور جمعية حماية المستهلك وعدم وضع حد للتجار الذين يتلاعبون بالأسعار، مشيرين إلى انه ليس بمقدور ذوي الدخول المحدودة مجاراة ارتفاع الأسعار. وإذا استمر الارتفاع هكذا فسيتعذر الحصول على المواد الغذائية الأساسية كالفواكه والخضار على الموائد. من جهة ثانية حاولت “المدينة” الاتصال برئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور محمد بن عبدالكريم الحمد لمعرفة ما سوف تتخذه الجمعية من إجراء حيال الارتفاع الجنوني في الأسعار إلا أنه لم يرد على جميع الاتصالات المتكررة خاصة، وكما أكد المستهل أن الخضروات والفواكه من المواد الغذائية الضرورية في الطبخ ولا يمكن استبدالها أبدا وليس هناك أي مبرر لارتفاع أسعار الخضروات التي ارتفعت مؤخرا. وكانت اللجنة الزراعية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض، قد أصدرت؛ بيانا أرجعت فيه ارتفاع أسعار الخضار محليا إلى نقص الكميات المعروضة في السوق، نتيجة انخفاض كميات الإنتاج المحلي من المزارع المكشوفة في هذا الصيف بسبب شدة الحرارة، وانخفاض الكميات المستوردة إلى المملكة، وزيادة الكميات المصدرة من الإنتاج المحلي إلى الدول المجاورة لارتفاع الأسعار في أسواق تلك الدول مقارنة بالمملكة. ورأت اللجنة أن هذا الوضع حالة طارئة مرتبطة بالمناخ وظروف الأسواق الوقتية وسيزول قريبا. الأسعار تتأرجح فى جدة شهدت أسعار الطماطم والبطاطس بجدة تأرجحًا في الأسعار، حيث سجل أول ارتفاع لصندوق الطماطم وزن 7 كيلوجرامات ب50ريالًا قبل ثلاثة أسابيع، ومن ثم انخفض الأسبوع قبل الماضي إلى 35 ريالا، وقد ارتفع بداية هذا الأسبوع إلى 45 ريالًا. بينما سجلت أسعار البطاطس أول ارتفاع لها إلى 15ريالًا للكيس عبوة 8 كيلو بعد أن كانت في رمضان ب 8 ريالات، وقد ارتفعت الأسبوع الماضي إلى 22ريالًا، ومازالت ثابتة على هذا السعر حتى الآن. أنور محمود صاحب محل في سوق الخضار قال: أسعار الطماطم متأرجحة، وقد بدأ ارتفاعها قبل ثلاثة أسابيع من 50 ريالًا للصندوق وزن 7 كيلو، ومن ثم انخفضت إلى 35 ريالًا، وعاودت هذا الأسبوع ارتفاعها لتصل إلى 45 ريالًا لنفس الحجم والنوع. وأضاف: لا يتوفر المنتج المحلي من الطماطم، الذي كان يتصدر القائمة الأولى في العرض والطلب، لذلك السبب الأسعار في تأرجح حسب توفر المنتج المستورد وحسب الطلب. فالمنتج المتواجد في السوق حاليا هو التركي الذي يتصدر القائمة الأولى في الأسعار والجودة، ومن ثم السوري واليمني ووصل للسوق قبل ثلاثة أيام المنتج الهندي بسعر 35 ريالا للصندوق حجم 7 كيلو، ولكن بكميات قليلة لا تكفي لسد حجم الطلب المتزايد. إسماعيل بنجر بائع في السوق قال: أسعار الطماطم والبطاطس ترتفع أسبوعا وتنخفض أسبوعا آخر، وهذا ما تعودنا عليه، ولكن هذه المرة سجلت البطاطس ارتفاعا ما بين 20و22 ريالًا للكيس حجم 8 كيلو من قبل أسبوع، ولم تنخفض حتى اليوم بعد أن كانت قبل رمضان ب 8 ريالات لنفس الحجم والنوع، وفي نهاية رمضان ارتفعت إلى 15 ريالًا إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن. وأضاف: نفس الطريقة بالنسبة للطماطم أسعارها متأرجحة ما بين 50 - 45 - 35 ريالًا لحجم 7 كيلو وأرجع السبب في ذلك الارتفاع المتأرجح إلى نسبة المعروض اليومي في السوق فكلما كان المعروض شبة كافٍ تراجعت الأسعار قليلا. المعلبات تواجه جنون الأسعار شهدت أسعار الخضار في أسواق الباحة ارتفاعا في الأسواق مع موجة ارتفاع أسعار الطماطم. وقال العديد من المتسوقين إن الأسعار لا تزال في ارتفاع مستمر. وأبدى سعد محمد انزعاجه من ارتفاع أسعار الخضار بشكل انحصرت المصلحة فيه على البائع وتضرر منها بشكل كبير المشتري الذي ينتظر أن تضع الجهات الرقابية حدا لهذه الارتفاعات غير المبررة، وقال: أغلب هذه الخضروات التي نستهلكها هي في الأصل من مزارع المنطقة فلماذا المغالاة فى الأسعار؟ فيما قال المواطن عبدالله الغامدي إن الأسعار ارتفعت في العديد من الخضروات ويجب على الجهات الرقابية في البلديات الوقوف على هذه الأسعار وإيجاد حل لأصحاب النفوس الجشعة، حيث تدير أسواقنا عمالة وافدة غير مبالين بأصحاب الدخل المحدود. ويقول غرم الله الزهراني ارتفعت أسعار الخضروات في أسواق المنطقة بشكل جنوني وخصوصا بعد ارتفاع الطماطم، حيث استغل البائعون إقبال المواطنين على اصناف الخضروات وقاموا برفع أسعارها للضعف وسط غياب تام من اجهزة الرقابة على الاسواق. واستاء المواطن تركي الغامدي من الارتفاع الباهظ لأسعار الفواكه والخضار، الذي طرأ مؤخرا على جميع الأصناف، وقال: إن أصحاب المحلات استنزفوا ما في جيوب الاهالى من أموال. وطالب بوقف حمى الأسعار التي فاقت حد المعقول وتضاعفت بشكل دعا البعض إلى الاستغناء عن شرائها واللجوء إلى المحلات التجارية لشراء معلبات الخضار للأصناف، التي لا بد من توافرها في الأطعمة الرئيسية. ويقول صالح أحمد إن ارتفاع أسعار الخضار بدأ يجدد معاناة حقيقية للأهالي، في الوقت الذي يقف فيه الكثيرون عاجزين عن الشراء وتوفير احتياجات منازلهم من الخضروات. وأشار إلى أنه لا ربط بينها وبين ارتفاع سعر الطماطم التي ترتفع خلالها بعض أسعار المواد الاستهلاكية، حيث سبقت هذه الارتفاعات موسم الإجازة بوقت، ولربما زاد البعض خلال الإجازة إلا أنه من غير المعقول أن يتضرر الأهالي من ارتفاع الأسعار. أما سعيد احمد فقال: لقد انصرفنا عن محلات بيع الخضار للارتفاع الباهظ في أسعار مبيعاتها، وقال: إن الدخول إلى هذه المحلات يحتاج مبلغا من المال قد يؤثر في ميزانية الكثير من الأسر. وأشار عدد من الباعة بسوق الخضار بالباحة إلى أن الأسعار سترجع إلى وضعها الطبيعي مع هطول الامطار وكثرة العرض، حيث بدات أسعار الطماطم في التدني، حيث وصل الكرتون إلى 20 ريالا ويوفر للمزارع استخدام المبيدات. دراسة المناخ والبحث عن بدائل وفى المدينةالمنورة أرجع المهندس صالح اللحيدان مدير عام فرع وزارة الزراعة سبب ارتفاع أسعار الطماطم وعدم توفر الفاصوليا الخضراء إلى ارتفاع درجة الحرارة وشح المياه وقلة الأمطار. وقال بمناسبة انطلاق ورشة العمل التي نظمها فرع الوزارة بالمدينة بعنوان «الدورة المتكاملة في مكافحة آفات النخيل» مؤخرا: كان لهذه العوامل دور في عدم توفر المنتج الزراعي اليومي، منوها إلى أن وزارة الزراعة ستعقد خلال الشهور القادمة ورش عمل مستمرة تتعلق بهذا الخصوص ودراسة المناخ والبحث عن البدائل.