هناك أحاسيس ليس لدينا القدرة للتعبير عنها بالكلمات وهناك كلمات لا تعبر عن أحاسيسنا أبدا، قد نعيش فترة من الانهزام الداخلي ونبحث عن أنفسنا في ذاتنا لنفهم ما يجري حولنا لنسأل هل عمق الالم يجدد الأمل؟ هل انين الأطفال وتشردهم من آثار الحروب التي اكلت الأخضر واليابس يهزمنا؟ لنرى شعوبا كانت تعيش سعيدة بما لديها من اسباب الحياة الكريمة تتشرد وتبحث عن ملجأ لها، وتسأل ولا مجيب لتساؤلها أين منزلي؟ أين مدرستي؟ أين أفراد اسرتي؟ أين وطني؟ لقد هزني من الأعماق تعابير طفلة عراقية في مناسبة العيد لم تستطع اكمال سطور قصيدتها وكيف تم تهجيرها، انه ألم يصدر من عمق بريء صعب ان يفهم ما يجري حوله وما هي الأسباب التي هجرته؟ ولكن انهزامها عبر عن قوة ايمانها عندما تطرقت لهجرة المصطفى العظيم رسول البشرية عليه أفضل الصلوات والتسليم، عندما اختار الهجرة من مكه للمدينة ليكمل رسالته العظيمة التي أنقذت البشرية من الجهل والكفر. إن هذه الأحداث التي تركت بصمات من الالم والقهر والخوف والحيرة سوف تخلق نفوسا تجدد الالم تخلق الأمل وتطالب بالحرية وتدافع عن تراب الوطن بحب صادق، سوف يتربى في أعماقها القوة والصمود والتفاؤل ولن تنهزم ولن تستسلم، لان الأمل سوف يرى النور من رحم الالم وسوف ينتصر الحق ويزهق الباطل. ان هذه الأحداث التي هزت اعماق البشر سوف تخلق نفوسا مشرقة، وسوف تتعلم ان الليالي مهما طالت سوف تشرق شمس النهار وينتصر الحق. ان من اوجب الجميع ان يكون طفل المستقبل حاضرا ويعطى قدرا من الاهتمام وان له دورا كبيرا في الدفاع عن الوطن وتحمل المسؤولية حسب موقعه، وان يكون خطابنا معه بأسلوب يرفض الانهزام والاستسلام، وان يكون حجرا صامدا في وجه الغدر والطغيان في كل موقع ومكان. إن أطفال الحجارة لهم بصمة لن ينساها التاريخ يجب ان يطرد الخوف والخذلان من شخصيته ويدافع عن الارض بحب العلم وعمق الفهم في كل مواقف الحياة، وان نرسخ مفهوم ان شمس الحرية سوف تشرق من جديد مهما اشتد الظلام، وان نتولى تلك الاطفال بتأهيل يهتم بحياتهم ويكون حوارنا معهم يغذي حسهم الوطني وواجبهم تجاه الارض، وان نتقارب معهم ونعزز دورهم ونحترم افكارهم لكي نشاركهم احساسا بالأمل، وننتزع منهم الانهزام الداخلي، فهم جنود المستقبل وحماة الوطن ومربيات الأجيال نريد ان نزرع فيهم القوة مع الرحمة والحب مع الوفاء، وان هذه الفترة مرحلة عبور سوف نتخطاها بحول الله وقوته وسوف تشرق شمس الحرية والانتصار في كل بلاد العالم، يجب ان يكون للطفل دور مشرق في كل مراحل الحياة، فكم سعدنا بطفل سوداني عندما قدم اختراعه وتمت دعوته من خادم الحرمين للقيام بالعمرة مع أهله، انه تعزيز متميز من والد الجميع يجب ان ندعم جميعا فكر الجيل الصاعد وننتزع كل ما يقف في طريق الجيل الأمل، ونكسر حاجز الخوف وننتزع الانهزام الداخلي من نفوسهم الجميلة فهم من يكمل الرسالة.