افتتح المدير التنفيذي للعلاقات الدولية باللجنة الأولمبية العربية السعودية الأمير خالد بن بندر أمس فعاليات المنتدى الأقليمي الأول للتعليم والقيم الأولمبية، في فندق شيراتون الدمام. وتستكمل اليوم الأحد فعاليات المنتدى، التي تهدف من خلاله اللجنة الأولمبية إلى تسليط الضوء على تاريخ الحركة الأولمبية الحديثة والتعريف بالقيم الأولمبية، وكيفية الإعداد للأولمبياد، بالإضافة إلى جلسة نقاش حول أثر الدورات الخليجية على دول مجلس التعاون. ووجهت إدارة العلاقات الدولية باللجنة الأولمبية العربية السعودية الدعوة إلى اللجان الأولمبية الخليجية لحضور المنتدى الذي سيتواجد فيه 30 مشاركا من السعودية. ورحب الأمير خالد بن بندر خلال كلمته الافتتاحية للمنتدى بالمشاركين في دورة الألعاب الرياضية الثانية لدول مجلس التعاون، مشيراً إلى أن اللجنة الأولمبية العربية السعودية ستعمل على نشر القيم الأولمبية والتعريف بها بين دول مجلس التعاون الخليجي. وأعرب سموه عن تطلعاته إلى أن يكون هذا المنتدى نواة لمنتدى دولي والسعي إلى تنظيمه فعلياً خلال العام المقبل (2016)، وذلك بالتعاون مع اللجنة الأولمبية الدولية والتضامن الأولمبي. وأضاف إن "مشاركة أصحاب السعادة رؤساء الاتحادات والمتحدثين الرئيسيين من أساتذة الجامعات ومجلس التعاون الخليجي دليل على اهتمام الجميع وتفاعلهم مع العمل الرياضي والأولمبي في دول مجلس التعاون، وهذا بكل تأكيد سوف يؤسس لقاعدة متميزة من الرياضيين الأولمبيين في المستقبل". صوعان والتميز الرياضي من ناحيته أكد البطل الأولمبي السعودي هادي صوعان صاحب أول ميدالية أولمبية سعودية، أنه تمنى أن يكتشف موهبته في سن مبكرة، وليس كما حصل عندما بدأ حياته الرياضية في ألعاب القوى في سن ال16، مبيناً أن الأسرة والمدرسة والمجتمع لهم دور وتأثير كبير في التوجيه واكتشاف المواهب الرياضية للنشء، بالإضافة إلى المؤسسات المعنية بالرياضة. وشدد صوعان على أهمية الوعي لدى الأسرة في ملاحظة وتوجيه أبنائهم الصغار، والاستفادة من الوقت المتسع واستثماره في الألعاب الرياضية التي تفيده في المستقبل. وحول إنجازه الأولمبي قال صوعان "اعتبره كرماً من رب العالمين أن أعطاني شرف الميدالية الأولمبية الأولى للمملكة العربية السعودية، وهذا سيخلده التاريخ، وآمل من الله أن يمنحني التوفيق وشرف المساهمة في خدمة الشباب لتحقيق ميداليات ونتائج متميزة للرياضة السعودية خلال المستقبل القريب". وحول الخطوات التطويرية لنشر اللعبة قال صوعان "أعتقد، لا توجد لدينا مشكلة في انتشار اللعبة ونسبة المشاركة، ولكن المشكلة في التطوير والبرامج، وقدرة الاتحاد المالية وفي الكوادر المؤهلة، والتي تحتاج لعمل جاد إذا اردنا التغيير، فاللعبة منتشرة وتحظى باهتمام من الاعلام والشباب، ولكن لا بد أن نواكب العصر وندخل التطوير الكبير في الإستراتيجيات والبرامج اذا ما أردنا التواجد في الساحة والمنافسة بقوة في مختلف البطولات". وكان اليوم الافتتاحي للمنتدى شهد مشاركة مدير التواصل الدولي بإدارة العلاقات الدولية باللجنة الأولمبية العربية السعودية مصطفى إدريس، الذي قدم محاضرة حول الحركة الأولمبية الدولية، التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن قبل الميلاد. مشيراً إلى أن الإغريق هم أول من دعوا إلى إيجاد موسم محدد للاحتفال بالسلام، وإيقاف الحروب وإقامة منافسات رياضية بين الدول، مبيناً أن العام 776 قبل الميلاد شهدت بداية ولادتها في مدينة أوليمبيا للاحتفال بالصداقة والتعاون والسلام. منوهاً إلى أن البداية الرياضية بدأت في منافسة واحدة في الجري فقط، ثم أضيفت لها سباقات أخرى في المصارعة والألعاب الخماسية، ولاحقاً الملاكمة، وسباق العربات والدفاع عن النفس، حيث كانت تقام لمدة شهر تقريباً كل أربع سنوات وتم حظرها في 393 ميلادية. لافتاً إلى أن تأسيس الألعاب الأولمبية الحديثة جرت فى القرون الوسطى عدة محاولات لتنظيم دورات رياضية عالمية، وقام بيير دى كوبرتان بحملة دولية في أوروبا وأمريكا لسنوات، وانعقد مؤتمر الرياضة الدولية في باريس في 1894، حيث أعلن هذا المؤتمر قراراً بتأسيس اللجنة الأولمبية الدولية. وحول أهداف الحركة الأولمبية قال "لخص دي كوبرتان أهداف الحركة الأولمبية بتطوير الصفات البدنية والأخلاقية للانسان، وتربية الشباب على المزيد من روح التفاهم والصداقة، ونشر المبادىء الأولمبية، تنظيم الألعاب الأولمبية، عدم التفرقة بين الدول والشعوب، والصداقة العالمية والتعاون السلمي. لافتاً إلى أن الأعمدة الأساسية للجان الأولمبية تندرج إلى اللجنة الأولمبية الدولية، واللجنة الأولمبية الوطنية، والاتحادات الرياضية الدولية، واللجان المنظمة للدورات الأولمبية. وأضاف: "أما الحركة الأولمبية اليوم، فتتكون من عشرات الآلاف من الرياضيين وإداريي الفرق، والمشاهدين والضيوف، الفنانين والمثقفين والأدباء والشعراء، والمؤسسات التعليمية والسياسية والاعلامية، وكبريات الشركات التجارية المعنية بالرياضة، المجالس البلدية للمدن المستضيفة، الأممالمتحدة واتحاد الهلال والصليب الأحمر". ثم تحدث الدكتور يحيى العيافي (أكاديمي بجامعة الملك سعود) أحد منسوبي الاتحاد السعودي للطب الرياضي عن التوازن بين الجسم والعقل في علوم الرياضة. مشيراً إلى أن هناك علاقة تبادلية تفاعلية وديناميكية بين العقل والجسم، حول ما يشغل التفكير من أشياء وما يصاحبها من مشاعر لهما تأثير بالغ على وظائف الجسم الحيوية، ومثال على ذلك تأثير الانفعال على الصحة، وتأثير الضغوط على كل من جهاز المناعة والجهاز الغدي، والشعور بالانفعالات في أجسامنا كالارتعاش عند الخوف، كما أن العقل يمكن أن يسيطر على وظائف الجسم. ثم تطرق العيافي إلى علوم الرياضة والبطل الأولمبي، مشيراً إلى أن التعامل الأمثل مع عقل وبدن الرياضي يساعد اللجان الأولمبية في إعدادهم بالشكل الأمثل لتحقيق الميداليات الذهبية. وأضاف إنه لتحقيق هذا التعامل يفترض في وجود المختصين والعلماء القادرين على فهم العقل والبدن، والجهاز الطبي، وفسيولوجيا الجهد البدني، وعلم النفس الرياضي، والميكانيكا الحركية، وتغذية الرياضيين، وعلم الاجتماع الرياضي، والإدارة الرياضية، والتسويق الرياضي، والإعلام الرياضي. الأمير خالد بن بندر يفتتح المؤتمر حضور فاعل في منتدى القيم الأولمبية صوعان يتحدث في المؤتمر مصطفى إدريس