في وقت يواجه قراراً ب«الخلع» للمرة الثانية من مؤسسات السلطة في اليمن، بدا الرئيس اليمني السابق المخلوع علي عبدالله صالح شاحباً ومرتبكاً بل وارتكب تناقضات مثيرة في حديث بثته، أمس الأول، من بيروت قناة "الميادين" التابعة لحزب الله اللبناني. متحدث باسم الحوثيين ونأى صالح عن ممارسات الانقلابيين الحوثيين، ولكنه في نفس الوقت يتحدث باسمهم ويطرح نقاطاً من أجل السلام. وتعهد باحترام اتفاق سلام توسطت فيه الأممالمتحدة في مفاوضات جرت في سلطنة عمان وبالانسحاب من المدن اليمنية إذا أوقف التحالف العربي الذي تقوده المملكة الضربات جوية. ولكن الحكومة اليمنية ودول التحالف العربي ترى أن اقتراحات صالح محاولة لوقف الانتصارات التي تحرزها المقاومة اليمنية بإسناد من التحالف العربي على مشارف العاصمة صنعاء. وفي الأسبوع الماضي، بعث الحوثيون وحزب صالح خطابين للأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون لإعلان قبول خطة السلام التي تشمل قرارا من مجلس الأمن صدر في أبريل/ نيسان، يدعو الحوثيين لإخلاء المدن التي استحوذوا عليها. وقال صالح في المقابلة التلفزيونية: "هناك اتفاقية مع المبعوث الأممي من عشر نقاط في مسقط.. بعد ذلك تحاور مرة أخرى مع المؤتمر ومع أنصار الله (الحوثيون) وتوصلنا لاتفاق من سبع نقاط وقبلناه.. لكن حتى الآن لم يقبل الطرف الآخر." ورفضت حكومة الرئيس اليمني الرئيس عبدربه منصور هادي اقتراح الحوثيين وصالح بوصف الاقتراح "مناورة" وطلبت من الحوثيين تسليم الأراضي التي سيطروا عليها منذ العام الماضي. وتساند بقايا من فرق الجيش اليمني السابق الموالية لصالح ميلشيات التمرد الحوثي ويسرت لها الاستيلاء على العاصمة صنعاء في سبتمبر العام الماضي، وسلمت معسكرات وأسلحة إلى الحوثيين. وتنخرط فرق من الحرس الجمهوري الموالية لصالح في القتال إلى جانب الحوثيين. وفي الوقت الذي نفى صالح ارتباطه بإيران، إلا أنه لم يجد إلا الإعلام التابع لإيران ليدلي بأحاديث. وسبق أن أعلن صالح، في تصريح تلفزيوني، يوليو الماضي، أنه يتحالف مع الحوثيين التابعين للحرس الثوري الإيراني. ومنذ احتلال الحوثيين لصنعاء العام الماضي أصبح الرئيس اليمني المخلوع جزءاً من المعسكر الإيراني وأحد أدوات طهران في اليمن. وفي الوقت الذي يعلن مسئولون إيرانيون أن الحوثيين يوالون إيران، ويرفع الحوثيون شعارات إيرانية، اتبع صالح نفس نهج حسن نصرالله أمين حزب الله اللبناني بنفي أية علاقة لإيران بالحوثيين، وحصر الدعم الإيراني لشبكة الحوثيين وميلشياتها بمنح دراسية فقط، قائلا: "كانت هناك منح.. منح دراسية (للحوثيين) داخل إيران.. وربما مساعدات مالية؟.. لكن لا وجود لقطعة سلاح إيرانية ولا لمستشار إيراني في اليمن.". وصادرت قوات التحالف العربي قبل عشرة أيام وقبلها الحكومة اليمنية، قبل سنتين، وحكومة صالح نفسه، في الأعوام الماضية، شحنات أسلحة إيرانية موجهة إلى الحوثيين. الخلع للمرة الثانية ويحاول صالح استباق قرارات يتوقع أن يتخذها المؤتمر الشعبي اليمني الذي يرأسه لطرد صالح من زعامة الحزب، وقال: إنه مستعد لترك موقعه كرئيس لأكبر حزب بحجة تسهيل إنهاء القتال الذي قتل أكثر من خمسة آلاف شخص. وقبل يومين، قررت قيادات في الحزب إحالة رئيس الحزب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، ومن يَثبت تورطه معه من قياديين إلى الهيئات الرقابية في الحزب لمحاسبتهم "على ما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب اليمني وبحق الحزب". طبقاً لبيان ختامي بعد اجتماع تشاوري لهذه القيادات في الرياض. غارات التحالف ميدانياً، قصف طيران التحالف العربي، أمس الثلاثاء، مواقع الحوثيين وقوات موالية للرئيس اليمني المخلوع علي صالح بمحافظة البيضاء. وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): إن سبع غارات جوية استهدفت معسكر ومواقع اللواء 26 ميكا حرس جمهوري المتمركز بمديرية السوادية. وأشارت المصادر إلى دوي انفجارات عنيفة من تلك المواقع كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منها بكثافة، مؤكدة سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين. كما شن طيران التحالف، صباح أمس، ثلاث غارات جوية استهدفت تجمعات وآليات للحوثيين وقوات صالح في منطقتي كريش ورأس عقبة ثرة بمديرية مكيراس، وأسفرت الغارات عن تدمير عدد من الآليات. وفي محافظة الحديدة، قالت مصادر محلية أخرى: إن الطيران شن سلسة غارات عنيفة استهدفت تجمعات للحوثيين في مدينة باجل شرق المحافظة. وأوضحت المصادر أن الطيران استهدف المجمع الحكومي ومعسكر القرش الواقع غرب مدينة باجل، مؤكدين سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين. لغم حوثي أفادت مصادر محلية يمنية، أمس الثلاثاء، بمقتل قيادي في المقاومة الشعبية وثلاثة من أقاربه وجرح أربعة آخرين في انفجار لغمين زرعهما الحوثيون في محافظة مأرب. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية: إن لغمين انفجرا على دورية عسكرية في منطقة الفاو، ما أسفر عن مقتل القيادي في المقاومة سالم أحمد الغويبي وأحد أبنائه إلى جانب اثنين من إخوته، إضافة إلى أربعة جرحى في حالة خطيرة. وكان الحوثيون وقوات الجيش الموالي للرئيس اليمني السابق علي صالح قد زرعوا آلاف الألغام في المواقع التي كانت في قبضتهم في مأرب. وذكرت المصادر أن الفرق الهندسية لا تزال مستمرة في نزع الألغام بمناطق الجفينة والفاو جنوب مدينة مأرب ، لافتة إلى أنها نزعت حتى الآن مئات الألغام. وأكدت المصادر، أن المقاومة الشعبية أصبحت مسيطرة على 90% من محافظة مأرب وأنه "بعد استكمال نزع الألغام وتمشيط جميع المواقع وتطهير بقية الجيوب التي لا تزال في قبضة الحوثيين وقوات صالح على أطراف المحافظة، ستتجه لتحرير العاصمة صنعاء وفق خطط مدروسة".