أوصت ورشة عمل (الأمن الفكري مطلب إسلامي ووطني) -التي أقيمت تحت رعاية وكيلة جامعة الملك فيصل لشؤون الطالبات الدكتورة فايزة الحمادي واحتضنها امس مدرج كلية العلوم، بإشراف رئيسة اللجنة التنظيمية للورشة الدكتورة عواطف الظفر، بحضور الوكيلات وأعضاء الهيئة التدريسية والطالبات- بضرورة مراجعة محتوى مقررات الثقافة الإسلامية بشكل مستمر لمواكبة أهم المستجدات والقضايا التي تلامس الواقع، وضرورة تبادل الخبرات في مجال الأمن الفكري بين الجامعة والمؤسسات الأمنية، والاهتمام بالمسرح الجامعي والأنشطة الطلابية والدورات التدريبية ببرامج موجهة نحو مسؤوليات المواطنة والأمن الفكري، وعرض برامج إعلامية تربوية تركز على أهمية التعاون والعمل التطوعي وتحمل المسؤولية الاجتماعية والحد من الغلو والتطرف، وابتكار أساليب جذابة لصياغة الرسالة الإعلامية الموجهة للإرشاد والتوجيه ومكافحة رسائل التطرف والإرهاب عن طريق تفعيل رسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والاهتمام بتصحيح المفاهيم المغلوطة في عقول الناشئة وخاصة مفهوم الحرية الفكرية، فلا بد من اهتمام الدولة والمختصين بتصحيح تلك المفاهيم كلٌ في تخصصه، وأهمية تعزيز دور الأسرة في حماية الأمن الفكري لدى الناشئة. كما تضمنت التوصيات الإسهام في التحصين المستمر لأجيال المسلمين المستقبلية من خلال جهود وزارة التعليم والمعاهد والندوات وجهود العلماء والمفكرين، مؤكدة على أن مقررات الثقافة الإسلامية التي تدرس كمتطلبات جامعية في الجامعات تؤدي دوراً مهماً في تحقيق الأمن الفكري للطلبة. وقد استهلت الورشة بمقدمة تم فيها توضيح الأهداف ومواضيع الورشة التي قدمت ضمن جلستين اشتملتا على تقديم عدة أوراق عمل، بعدها تم عرض فيديو قصير بعنوان (يداً بيد لفكر آمن وغدِ واعد). بعد ذلك رحبت الدكتورة فايزة الحمادي في كلمتها بالقائمين على ورشة الأمن الفكري، وتلت قوله تعالى (فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) أكان الأمن خطيراً إلى أن يصير تاليا للجوع ومقترناً به؟ فبدون الطعام يذبل الجسد وينحل ويهزل ويضعف ثم ينتهي، لا محالة ودون الأمن يهتز البشر ويضطربون، ففي الآيات السابقة يخاطب الله تعالى المكذبين برسالاته بأنّ من أنعم عليهم بالأمن لرب رحيم، ولو أدركوا آلاء الأمن ونعماءه، لألهجوا بالشكر، فلقد كان للأمن الأولوية الأولى في حياة الإنسان الأول منذ وجوده على هذه الأرض، فاخترع قبل أدوات المائدة وأطباق الطعام وسائل حماية وآليات الدفاع، وعندما اكتشف النار أنار بها جوانب داره ليبعد عنه صنوف الوحوش وشكوتها قبل أن ينتفع بها في شيّ الطعام أو التدفئة، فالأمن أولا وما عداه المحل الثاني. وأضافت الدكتورة فايزة الحمادي بقولها: إنْ استقر أمن المجتمع أنتج، وإذا أنتج نما، وإذا نما استقل بقراره، وبالنظر إلى ما أصبح عليه مجتمعنا الإسلامي من تناحر فكري وتأخر تنموي. بالإجمال فقد صار الحديث عن الأمن حجر الزاوية والأولوية المُطلقة. ثم ألقت رئيسة اللجنة التنظيمية للورشة الدكتورة عواطف الظفر كلمة بينت فيها: أنه جاء عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا) فالأمن بمفهومه الشامل هو أعظم مطلب للمسلم، بل لكل إنسان في هذه الحياة، فمعه يحصل الشعور بالاطمئنان والسلام واختفاء مشاعر الخوف لدى أفراد المجتمع، لذا فهو مطلب ضروري لا يستغني عنه أحد وبه دعا سيدنا إبراهيم عليه السلام فقال (رب اجعل هذا البلد آمنا). وأضافت إن الأمن الفكري هو أحد أنواع الأمن ولا يقل أهمية عن الأمن العام إذ إنه يعني صيانة الهوية وحمايتها من الاختراق وحفظ العقل وصيانة الموروث الفكري والعقدي وحماية المجتمع من التيارات المشبوهة التي تهدد سلامته بما تضخه من كم هائل من وسائل الغزو الفكري عن طريق الفضائيات وشبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. وكانت الجلسة الأولى قد بدأت برئاسة الدكتورة هدى الدليجان تضمنت ورقة عمل أولى بعنوان: "الأمن الفكري ومفاهيم ونظريات" من تقديم الطالبتين مريم الدسمان والبندري العنزي، أما ورقة العمل الثانية فقد جاءت بعنوان "أهمية متطلبات الثقافة الإسلامية في تحقيق الأمن الفكري" قدمتها الدكتورة حنان يبرودي، في حين قدمت الدكتورة آمال إدريس ورقة العمل الثالثة والأخيرة من الجلسة الأولى بعنوان "المسؤولية التكاملية للجامعة في ترسيخ مفهوم الأمن الفكري"، بينما تم في نهاية الجلسة الأولى تكريم رئيسة الجلسة ومقدمات أوراق العمل من قبل الدكتورة فايزة الحمادي. ثم استهلت الجلسة الثانية -التي ترأستها الدكتورة ليلى الزرعة- بتقديم ورقة العمل الأولى بعنوان "دور الأسرة في تحقيق الأمن الفكري" قدمتها الدكتورة عائشة حسان، بعد ذلك قدمت الدكتورة هويدا الدر ورقة العمل الثانية بعنوان "دور شبكات التواصل الاجتماعي في تعزيز الأمن الفكري"، في حين اختتمت الجلسة الدكتورة سلوى مهدي بورقة عمل حملت عنوان "الإنترنت والأمن الفكري لصغار السن"، مدعمة بدراسة ميدانية، بينما تم في نهاية الجلسة الثانية تكريم رئيسة الجلسة ومقدمات أوراق العمل.