الحادث الذي تعرض له اخواننا الحجاج هذا الموسم والذي ذهب ضحيته أكثر من 700 حاج من مختلف الجنسيات، والناتج عن التدافع في أحد الشوارع المؤدية إلى جسر الجمرات، لا يمكن أن يقلل من جهود رجال الأمن والقطاعات الحكومية ذات العلاقة، بالتقصير أو الإهمال، فهذا قضاء الله وقدره بأن يكون موتهم في أفضل بقاع الأرض ووقتهم في أفضل أوقات العبادة في مشعر منى الطاهر، فهنيئاً لهم بالشهادة إذا نالوها بإذن الله. من هنا، يجب أن يكون للإعلام دور في المساهمة بطرح الأفكار والحلول التي تساعد في تطوير هذا الركن الإسلامي العظيم (ركن الحج)، وتقليل نسبة الحوادث، وخاصةً بأن هذه الشعيرة تختص بأنها في وقت ومكان محدد، لا يمكن تغييره. مركز أبحاث الحج يسعى جاهداً لدراسة هذه الظاهرة وغيرها؛ بهدف التقليل من الكوارث أو القضاء عليها نهائياً، وخاصة إذا كانت تتعلق بالإنسان الذي يؤدي هذه الشعيرة. يجب الاستفادة من التقنيات الحديثة بقدر الإمكان، فهي تختصر الوقت والجهد، فعندما طبقت وزارة الداخلية برنامج (عين الحاج) وهو برنامج يتم تحميله على أجهزة الهاتف المحمول يهدف منه سرعة الإبلاغ عن الحوادث أو أي شبهة تعكر صفو الحج قد يراها الحجاج وسرعة الإبلاغ عنها عن طريق التطبيق، حتى يكون الحاج هو عين الأمن بين حملات الحج وهي خطوة رائعة.. أيضًا عندما وقعت الكارثة استطاعت وزارة الصحة التعرف على الحجاج مجهولي الهوية الموتى في هذا الحادث بواسطة الأسوارة المعلقة. الترجمة الفورية والتي بدأتها الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين في ترجمة خطب الجمعة إلى اللغتين الإنجليزية والأوردية لاقت استحسان الجميع، ونفذت بتوجيهات الملك المفدى.. يجب التوسع فيها بجميع اللغات والاستفادة منها في موسم الحج؛ للوصول إلى كل حاج مهما كانت جنسيته أو لغته، فهي كفيلة بإيصال المعلومة الصحيحة والابتعاد عن التضليل وقلة الفهم. الترجمة مهمة للغاية، ونحن نشاهدها عندما تطبقها بعض شركات الطيران، حين يتحدث قائد الطائرة ويتفاخر بأن المضيفين يتحدثون أكثر من 7 لغات، ويمكن لجميع المسافرين الاستفادة منهم.. وهنا المقصد الحقيقي هو في حالة الخطر إذا تعرضت لها الرحلة اطلب المساعدة فوراً مهما كانت لغتك.. أيضاً عندما تحظى بالسفر والدخول لأحد المتاحف الأجنبية في أوروبا أو أمريكا أو دول شرق آسيا، تجدهم يوزعون سماعات الترجمة بكل لغات العالم بسعر رمزي جداً؛ حتى يتأكدوا من وصول المعلومة الصحيحة وكسب إعجاب الزوار والسائحين والباحثين. الترجمة لا تكلف شيئا سوى مركز للترجمة ويجبر ملاك ومشرفي حملات الحج بضرورة توفير سماعات الأذن لحجاجهم فهي ليست مكلفة، بحيث يحملها كل حاج مثل الإسوارة، ويتم تعليقها في الأذن والاستماع للتوجيهات والإرشادات ووقت التفويج وطلب البقاء في المخيمات في حالة وقوع أي كارثة: كالأمطار، أو العواصف، أو الحماية من حرارة الشمس -لا سمح الله-، كما تساعد على الإعلام بوقت الرمي والذي يحدد من قبل وزارة الحج لكل حملة ولكل جنسية؛ حتى لا يكون هناك تصادم وتكون انسيابية في الحركة.. كما تسهم في إيصال المعلومة الصحيحة عن مناسك ومراحل الحج، والابتعاد عن البدع التي يقوم بعملها بعض الحجاج بجهل وبدون علم أو قصد، وإشعارهم بمناسك الحج الصحيحة. الاتصال المباشر مع الحاج بلغته سيكون سهلاً مهما كانت ثقافته أو تعليمه فهي لا تحتاج منه إلا الاستماع والانصات بلغته فقط، وسينفذ بدون وسيط، وخاصةً الحجاج الذين لديهم مرشدون جهلاء أو أصحاب مذاهب غير سليمة. لذا نطرح هذا الرأي لأنه سيسهم -إن شاء الله- في حال تطبيقه في سهولة الوصول لجميع الحجاج ومساعدتهم في القيام بأداء مناسك الحج والعمرة بالطريقة الصحيحة، وعدم الانجراف وراء الأخبار الكاذبة أو المضللة، وتصحح مفاهيم مناسك الحج من طواف وسعي والوقوف بعرفة ومزدلفة ومنى والذبح وغيرها من المناسك بأقل تكلفة وبأكثر سهولة ويسر.. راجين من الله أن يحفظ بلادنا وضيوف الرحمن في كل مكان وزمان.