تناوب على تدريب النصر عدة مدربين لسنوات، لم يستطع أحدهم فك طلاسم إخفاقات الفريق، كما لم يترك مسيرو النادي مدرسة تدريبية إلا وأحضروا منها مدرباً، لعل وعسى أن يصلح حاله، ولكن دون جدوى، ولعل آخرهم صاحب الخبرة والدراية بالكرة السعودية السيد "ماتورانا" يكون لديه الحل، لكنه فشل فشلاً ذريعاً في فك الشيفرة النصراوية. لتتعاقد إدارة النادي مع مدرب غير معروف في الوسط الرياضي السعودي ولا في الخليج، وذي سجل جيد وفكر متميز نال استحسان رئيس النادي، وراهن على نجاحه ووعده كحيلان بدعمه بالنجوم الذين سيحتاجهم الفريق. تولى "كارينيو" تدريب الفريق من منتصف الدوري وعمل على تغيير روح الفريق وفكر لاعبيه، وحول نفسياتهم من الانهزامية المترسخة فيهم، وصاغ لذلك الخطط والاستراتيجيات، لإيجاد فريق يملك شخصية البطل، ويتمتع لاعبوه بروح قتالية، روح لا تقبل الهزيمة، بل تقاتل لتحويل نقاط الضعف إلى قوة تحقق النقاط أياً كان الخصم، اعطى هذا العمل فيما تبقى من مباريات بوادر تبشر بفريق مغاير، مما أكسبه ثقة الإدارة والجماهير المتشوقة للبطولات، ليتم التجديد معه لموسم آخر. ويكمل رسم الصورة المنشودة للفريق عبر إعداد مبكر طغت الجدية والانضباطية عليه وبأهداف محددة عمل عليها بجد لزرع صورة الفريق البطل والروح القتالية لدى عناصر الفريق بإصرار وعزيمة، نفضت غبار الهزائم وشبح الإحباط عن نفوس اللاعبين وحتى العاملين في النادي، مبشراً الوسط الرياضي بعودة فارس نجد لسابق عهده. روح الحماس والتحدي والثقة بالنفس عمت أجواء الكيان بجميع عناصره، وحتى الإعلاميين في شتى المجالات، ودبّ فيهم روح الحماس والتحدي، لتتلون الدنيا بألوان النصر، سحر كارينيو قلوب عشاق كرة القدم بمختلف اطيافهم وخاصة عشاق النصر بشكل غير مسبوق لأي مدرب على مر تاريخ الكرة السعودية. ليحتل بشخصيته الحيوية المميزة مكانة كبيرة في قلوب عشاق العالمي، فقد حقق لهم ما لم يستطع أحد من المدربين تحقيقه، حيث أعاد فارس نجد قوياً مقداماً يصرع كل من يقابله، فلم يترك فريقاً إلا وأذاقه مرارة الهزيمة، ليكون الحلقة التي اكملت العمل الكبير الذي قامت به إدارة كحيلان باستقطاب مواهب وأدوات مكنته من إعادة البسمة لوجوه مدرج الشمس. رغم الأخطاء التي وقع فيها "كارينيو" في آخر الموسم، وكادت أن تحرمه من بطولة الدوري، بعد أن تقلص الفارق بينه وبين أقرب منافسيه إلى نقطتين فقط بنهاية الدوري، وخروج الفريق من منافسات كأس الملك بأخطاء منه، إلا أن عين الرضا عن كل عيب كليلة، ومَنّت النفس بالتجديد معه لإكمال سلسلة الانتصارات والبطولات، وهو ما لم يحدث. ورغم تحقيق ديسيلفا الدوري -والذي خلف كانيدا- لكنه لم يكن مقنعاً فقد خسر بطولة ولي العهد وخرج من بطولة آسيا للأندية وكأس الملك والسوبر، وبدأ الموسم بنتائج مخيبه لآمال أنصار الفريق، متعذراً بغياب أهم عناصر الفريق، إلا أن خططه وعدم توظيف العناصر التوظيف السليم، كانت السبب الرئيس في تلك الخسائر. النصر الحالي فريق يمتلك ترسانة من النجوم ينقصه مدرب تكتيكي مميز قوي الشخصية ليتمكن من قيادة هذه الكوكبة من النجوم إن أرادت إدارة النصر المنافسة هذا العام على البطولات الأقوى والأصعب، فالمنافسون قد أعدوا العدة لتحقيقها، و"ديسيلفا" ليس مدرب المرحلة صورة واضحة للعيان إلا إدارة النصر، والأيام القادمة كفيلة بأن تكشفها لها لكن قد يكون فات الأوان، وهو ما يخشاه أنصار النادي.