قصف طيران التحالف العربي أمس تجمعات المتمردين في العاصمة اليمنية بينها قيادة الشرطة العسكرية في وقت دارت فيه اشتباكات بين المتمردين والقوات الشرعية في منطقتين بمحافظة تعز، تركزت في منطقة ثعبات شرقي مدينة تعز ومنطقة الضباب جنوب غربي المدينة. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، لكن معارك مأرب أصبحت تهيمن على ساحة الحرب في اليمن. فقد قصف طيران التحالف مجددا قاعدة الديلمي الجوية، قرب مطار صنعاء، وتجمعات للحوثيين في بني حشيش شرقي صنعاء، وسمع دوي انفجارات ضخمة شمالي العاصمة ذكر سكان أنها ناتجة عن غارات جوية. وكانت مقاتلات التحالف دكت مواقع وتجمعات لميليشيات التمرد في مناطق محاذية للحدود مع المملكة. واستهدفت الضربات الجوية آليات ومواقع للمتمردين. وكان طيران التحالف شن غارات في الجبهة الغربية لمأرب مساء السبت، استهدفت كتائب الحوثي وقوات صالح في معسكر كوفل بمنطقة صرواح بالإضافة إلى مخزن سلاح بالمعسكر. وأدت الغارات إلى تدمير مخزن السلاح إلى جانب دوريتين عسكريتين وآلية عسكرية أخرى تابعة للحوثيين. وأكدت مصادر صحفية يمنية ارتفاع حصيلة القتلى في صفوف الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي صالح إلى 63 قتيلا إثر مواجهات مع الجيش الوطني المسنود بالمقاومة الشعبية في محافظة مأرب (173 كيلومترا شمال شرق العاصمة صنعاء). وقالت لوكالة الأنباء الالمانية إن تلك الحصيلة كانت كذلك جراء الغارات الجوية التي شنها طيران التحالف العربي في الجبهة الغربية لمأرب. وقد حققت المقاومة الشعبية والجيش الوطني تقدماً على جبهة مأرب وسيطرا على تلة الحجيلي الاستراتيجية القريبة من تلة الطلعة الحمراء، بعد معارك عنيفة أدت إلى مقتل نحو 20 متمرداً حوثياً. وفيما تساهم طائرات الأباتشي في تمشيط جيوب المتمردين لتتقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في منطقة مأرب، تجددت غارات التحالف أيضاً على تجمعات الميليشيات التي تحاول نقل أسلحتها من مكان إلى آخر وتعزيز مواقعها في مداخل ومخارج العاصمة. طائرات التحالف استهدفت أيضاً معسكر الحفا شرق العاصمة صنعاء، ما تسبب بانفجارات ضخمة في مخازن الأسلحة والصواريخ التي تحاول الميليشيات نقلها إلى أماكن أخرى. وأفاد شهود عيان أن مقاتلات التحالف شنت وللمرة الأولى غارات على مواقع الانقلابيين في مديريتي بني حشيش وبني الحارث شمال شرق العاصمة. وأفادت تلفزة "العربية" أن طائرات التحالف دمرت منصة صاروخ سكود في شارع الخمسين شمال غرب تعز، فيما تشهد جبهات المدينة اشتباكات عنيفة، لاسيما في جبهة الضباب غرب المدينة وحول القصر الجمهوري. وقد أعلن الرئيس اليمني المعترف به دوليا، عبدربه منصور هادي، مساء السبت أنه سيتم رفع علم الجمهورية اليمنية على كل جبال اليمن. وقال في بيان بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر اليمنية "سنرفع علم الجمهورية غدا على جبال عيبان ومران وسنحان وكل جبال اليمن الشامخة كما رفعه بالأمس المناضل راجح بن غالب لبوزة في قمم جبال الشرفين بمحافظة حجة قبل أن يتجه إلى ردفان لإطلاق شعلة ثورة الرابع عشر من أكتوبر". وأضاف "ربما لم يكن الحوثيون يدركون وهم يسعون لعودة الماضي البغيض أن الفارق مختلف جدا وأننا اليوم نعيش عصر الفضاء المفتوح والوعي ولأنهم لم يقرأوا حركة التاريخ ومتغيراته فقد انطلقوا من كهوف أسلافهم بنفس الأدوات والمنهج والشعارات لكن الواقع الذي يحيط بهم كان كفيلا بأن يسقطهم ويكشف عورتهم". وأوضح "الموقف الخالد والمقدس الذي تسطره دول التحالف اليوم وهم يعمدون وحدة الجسد العربي بدماء أزكى واطهر شبابهم وأبطالهم وفي المقدمة منهم أخوة المصير والتاريخ والعروبة والدين الأبطال من ضباط وجنود المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وكل أبطال دول التحالف العربي". وقال "كان الواهمون الجدد يسارعون إلى هدم الدولة ونهب سلاحها وإهانة مؤسساتها كما سارعوا إلى استفزاز الجوار الشقيق وجعلوا من أنفسهم خنجرا إيرانيا يطعن في الجسم الواحد للجزيرة والخليج العربي وفي كل مرة يستأجرون المرضى والمجرمين وأصحاب النزوات الشريرة والأطماع البائسة كما هو حالهم اليوم وهم يستأجرون صالح وأعوانه لقتل أبناء شعبنا وتحقيق الأذى لأشقائنا مستفيدين من كتلة الشر والسلاح التي حملها على مدى سنين طوال وخيانته للجمهورية والثورة والوطن". وأكد هادي أنهم مستمرون في الدفاع عن الجمهورية وأهدافها العظيمة من أعدائها استكمالا لمسيرة سبتمبر وأكتوبر، وأنهم ماضون بعزم وإباء نحو تحقيق ما تبقى من أهداف هذه الثورة. وأمس الأحد، غادر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مدينة عدن إلى الولاياتالمتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أنه سيلقي خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "يستعرض فيه تطورات الأوضاع في اليمن وما تشهده مختلف المحافظات من آثار وتداعيات الحرب الهمجية التي شنتها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية وتجاهلهم للقرارات الدولية وفي مقدمتها القرار 2216".