أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أن المملكة تفخر بما حباها الله - تعالى - من شرف عظيم في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما. وقال في كلمة له خلال استقباله قادة الدول الإسلامية ورؤساء وفود الحجاج :من موقع مسؤوليتنا العربية والإسلامية نؤكد حرصنا الدائم على لم الشمل العربي والإسلامي، وعدم السماح لأي يد خفية بأن تعبث بذلك ونحن نتعاون مع إخوتنا وأشقائنا في دعم الجهود العربية والإسلامية لما فيه الخير والاستقرار ونذرنا أنفسنا وإمكاناتنا وما أوتينا من جهد قيادة وحكومة وشعبا لراحة ضيوف الرحمن، والسهر على أمنهم وسلامتهم. وقد أقام خادم الحرمين الشريفين في الديوان الملكي بقصر منى، أمس حفل الاستقبال السنوي لقادة الدول الإسلامية، وكبار الشخصيات الإسلامية، وضيوف خادم الحرمين الشريفين، ورؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج الذين أدوا فريضة الحج هذا العام. وفي بداية الحفل صافح خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - الرئيس عبدالله يمين عبدالقيوم رئيس جمهورية المالديف، والرئيس جونكور تراوري رئيس جمهورية مالي السابق، والسيد محمد بن عبدالله جون رئيس وزراء جمهورية السنغال، والفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس جمهورية السودان، والمهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس جمهورية مصر العربية، ورئيس مجلس النواب العراقي سليم عبدالله الجبوري، ورئيس مجلس النواب الاندونيسي ستايانوفانتو، ورئيس البرلمان النيجيري امادوساليفو وكبار المسؤولين في عدد من الدول الإسلامية. ثم بدئ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الكلمة التالية : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم : "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق" والصلاة والسلام على خير خلقه نبينا محمد بن عبدالله القائل : "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه". إخواني حجاج بيت الله الحرام إخواني المسلمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد : فإن هذا اليوم يوم العيد الأكبر .. يوم النحر .. أعظم يوم عند الله - عز وجل - فيه يكمل الحجاج حجهم ويغفر الله ذنوبهم، ويعودون كيوم ولدتهم أمهاتهم، والحمدلله الذي جعل من الحج فرصة عظيمة يبدأ الإنسان بها حياة جديدة، يعمرها بتقوى الله، والعمل برضاه، والمملكة تفخر بما حباها الله من شرف عظيم في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما. إخواني حجاج بيت الله الحرام إن الإسلام دين الأخوة والسلام والرحمة والعدل والإحسان، وهو الدين الذي يحث على صلاح الحياة وعمارتها، ولقد تعلمنا من حبيبنا المصطفى (صلى الله عليه وسلم) أن خير الناس من يبذل يده ولسانه ووجهه في نفع الناس والإحسان إليهم، وأن (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) وعلى هذا الهدي نسير ونوجه أعمالنا، سائلين الله التوفيق والسداد. أيها الإخوة والأخوات إننا من موقع مسؤوليتنا العربية والإسلامية، وانطلاقاً من دور المملكة العربية السعودية الإقليمي والعالمي نؤكد حرصنا الدائم على لم الشمل العربي والإسلامي، وعدم السماح لأي يد خفية بأن تعبث بذلك، ونحن نتعاون مع إخوتنا وأشقائنا في دعم الجهود العربية والإسلامية لما فيه الخير والاستقرار. أيها الإخوة والأخوات حجاج بيت الله الحرام نكرر ترحيبنا الدائم بكم في مهبط الوحي، وموطن خاتم الرسالات، وإننا في المملكة العربية السعودية وقد شرفنا الله بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما نذرنا أنفسنا وإمكاناتنا وما أوتينا من جهد قيادة وحكومة وشعباً لراحة ضيوف الرحمن ، والسهر على أمنهم وسلامتهم. نسأل الله - جلت قدرته - أن يعيد هذه المناسبة الجليلة على الأمة الإسلامية وهي في خير حال، وأن يحفظ لبلادنا وأمتنا العربية والإسلامية الأمن والاستقرار ، وأن يسود عالمنا كله. كما نسأله - جل وعلا - أن يتقبل من كل من لبى نداء الحج حجه ونسكه، وأن يعود نقياً من الذنوب والخطايا كيوم ولدته أمه، وأن يعيد جميع حجاج بيته العظيم إلى بلادهم سالمين غانمين. وأضاف خادم الحرمين الشريفين قائلاً : أيها الإخوة والأبناء حينما يقوم الأبناء محمد بن نايف ومحمد بن سلمان بواجبهما الذي ورثوه من آبائهم وأجدادهم فإنني أقول كذلك للأمير خالد الفيصل يشكر على جهوده في هذا البلد وهذا الذي سهرنا عليه وهو ابن فيصل الذي جعله الملك عبدالعزيز نائبا له في هذه المنطقة وتبع الملك عبدالعزيز أبناؤه سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله في خدمة الإسلام والمسلمين. ويشرفني أن أكون خادم الحرمين الشريفين ويشرفنا كلنا الأسرة أن نكون خداماً للحرمين الشريفين وأرجو لكم التوفيق والسداد إن شاء الله. وكان وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار قد ألقى كلمة رفع في مستهلها التهاني لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وللأمتين العربية والإسلامية بعيد الأضحى المبارك. داعياً الله - العلي القدير - أن يعيد هذه المناسبة على المملكة والأمة الإسلامية باليمن والخير والبركات. وعبر عن تهنئته حجاج بيت الله الحرام على توفيق الله لهم وأدائهم حجهم في جو إيماني مفعم بالهدوء والسكينة والطمأنينة في صورة إنسانية عالمية فريدة تجسدت فيها معاني المحبة والإيثار والتواضع والتسامح والوسطية، وهي الصورة الحقيقية للإسلام وحضارته وقيمه التي انطلقت من هذا المكان وذات الزمان. عقب ذلك ألقى رئيس رابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، كلمة رفع فيها التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بعيد الأضحى المبارك وعلى ما من الله به على ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم في راحة واطمئنان، سائلا الله - تعالى - أن يعيده على الأمة الإسلامية بالبركات والنعم وكشف المحن وصلاح الأحوال. وأكد، أن المخلصين لدينهم وأمتهم يتابعون بأسى وألم ما يجري في بعض البلاد العربية والإسلامية من الفتن والاضطراب والاحتراب وإزهاق الأرواح وخراب العمران وتدهور الاقتصاد وارتفاع معدل الفقر والبطالة وكثرة النزوح والتشرد. وقال : "إن آمالهم عظيمة في مبادراتكم الجادة يا خادم الحرمين الشريفين لإخراج الأمة من هذه الأزمات وتخفيف آثارها المحزنة، وإن المسلمين المخلصين يتابعون بتقدير وإعجاب ما تبذله المملكة العربية السعودية من الجهود العظيمة في أزمات كثيرة سعياً لإيجاد حلول عادلة تهدف إلى التصالح والتسامح والتعاهد على حقن الدماء واحترام كرامة الإنسان وإرساء دعائم الأمن والاستقرار ". وأضاف الدكتور التركي : ومن أبرز الجهود الموفقة التي قامت بها المملكة "عاصفة الحزم" استجابة لمناشدة الشعب اليمني وحكومته الشرعية. بعد ذلك ألقيت كلمة رؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج ألقاها نيابة عنهم معالي وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية رئيس مكتب شؤون الحجاج الأردني الدكتور هايل عبدالحفيظ داود، رفع في مستهلها التهنئة لخادم الحرمين الشريفين - أيده الله - بمناسبة عيد الأضحى المبارك, سائلاً الله - عز وجل - أن يحفظ المملكة العربية السعودية في خير وفي عزة ومنعة وأمن وأمان. وعبر باسم رؤساء مكاتب الحج عن الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي عهده - رعاهم الله - على الجهود الكبيرة والمنظمة كافة, وعلى الأعمال الخيرة الكريمة التي تبذل لخدمة وراحة وأمن حجاج بيت الله الحرام لكي يؤدوا الحج, الركن الخامس من أركان الإسلام في يسر وسهولة, وأمن وأمان. وقال معاليه : "لقد يسرتم على أهل الإسلام - يسر الله عليكم - بتوسعتكم الحرمين الشريفين, وتاج تلك الأعمال التاريخية توسعة المسعى, والمطاف, ومنشأة الجمرات, وتحديث وسائل النقل والإقامة, وغيرها من شواهد التاريخ التي تشرف حكومتكم وهي أعمال مكان شكر وتقدير أبناء الأمة، وستبقى كذلك في وجدان كل مسلم". وأضاف : "لقد فتحتم لتوسعة الحرمين الشريفين خزائن دولتكم, وصرفتم عليها بسخاء وأريحية دون النظر لمردود دنيوي, أو انتظار شكر من أحد لأنكم قصدتم بها وجه الله, وخدمة إخوانكم المسلمين, ولا غرابة في ذلك. فأنتم أهل للأمانة, ومكان للمسؤولية, ومشهود لكم بالحكمة البالغة , وبالرأي السديد, وبالحزم الرشيد, فجزاكم الله خيراً عن الإسلام والمسلمين, وسدد على الخير خطاكم". الملك خلال اللقاء وبجواره ولي العهد وولي ولي العهد والقادة المشاركون الملك يوجه كلمته لقادة الدول الإسلامية والوفود المشاركة .. ويصافح أحد ممثلي الوفود .. ويصافح أحد الحضور من الوفود المشاركة عدد من وفود الدول الإسلامية خلال اللقاء