الأمريكتان سوف تشعران بلسعة أي تخفيضات في إنتاج النفط في الوقت الذي تزيد فيه إيران من الإنتاج بمجرد رفع العقوبات الدولية، وفقا لتقرير صادر عن إيه تي كيرني لممارسة استشارات النفط والغاز في دبي. الإنتاج النفطي في أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية قد ينخفض بمعدل 1.1 مليون برميل يوميا بحلول عام 2020 بسبب ارتفاع التكاليف وفي الوقت الذي يرتفع فيه إنتاج ايران، التي سوف تبدأ بزيادة قدرها 800 ألف برميل يوميا في العام المقبل، وفقا لما قالته إيه تي كيرني ومقرها شيكاغو في تقرير سيصدر هذا الأسبوع. يعتقد المحللون أنه سوف يتم تداول أسعار خام برنت عند 45 دولارا إلى 65 دولارا للبرميل في العام المقبل، وذلك وفقا للتقرير. وكان المؤشر الدولي حول 47 دولارا للبرميل يوم الثلاثاء. وقال ريتشارد فورست، الشريك الرئيسي للطاقة في إيه تي كيرني، في مقابلة في دبي يوم الأحد: «مع قدوم إيران مرة أخرى، هناك احتمال أن يكون لهذا أثر على المدى الطويل من حيث تخفيض الأسعار إلى مستوى أدنى من أي سعر رأيناه من قبل». وأضاف: «اذا نظرتم إلى الجهة التي سوف تتضرر من الأسعار، فإنها النفط الصخري في أمريكا الشمالية والمناطق المغمورة». تستعد إيران لمضاعفة الإنتاج بعد رفع العقوبات الدولية، وستجلب بذلك ما قدره مليون برميل يوميا من الإمدادات الجديدة في السوق. في الولاياتالمتحدة، انخفض إنتاج النفط الخام مع انخفاض أسعار النفط في نيويورك ما يقرب من 50% في العام الماضي بسبب تخمة المعروض. وقالت الحكومة الأمريكية يوم الاثنين إن إنتاج يونيو انخفض إلى 9.3 مليون برميل يوميا، وهو أدنى مستوى منذ يناير الماضي. وقال ادوارد جراسيا، وهو مدير في إيه تي كيرني والمؤلف المشارك للتقرير، إنه يمكن لايران رفع الإنتاج بنسبة تصل إلى 800 ألف برميل يوميا في عام 2016. وتفترض إيه تي كيرني أنه يمكن لإيران زيادة الانتاج بمعدل 6% سنويا من الآن وحتى 2020 طالما أن ذلك يجذب الاستثمارات الأجنبية للمساعدة في تطوير حقولها. ومن شأن ذلك أن يضع وتيرة إنتاج إيران من النفط الخام والمكثفات عند 4.955 مليون برميل يوميا في عام 2020، أي بزيادة قدرها حوالي 1.5 مليون برميل اعتبارا من الوقت الحاضر، وفقا لإيه تي كيرني. توصلت إيران والقوى الست العالمية على اتفاق في يوليو من شأنه أن يحد من البرنامج النووي لإيران في مقابل رفع العقوبات على الطاقة والصناعات المالية. وقد أدت القيود والعقوبات إلى تخفيض إنتاجها النفطي من 3.1 مليون برميل يوميا في يوليو 2012 إلى ما يصل إلى 2.5 مليون برميل في مايو من عام 2013، وذلك وفقا لبيانات جمعتها بلومبيرج. الانخفاض المتوقع في الإنتاج في الأمريكتين يعادل انخفاضا بنسبة 4% من 27.5 مليون برميل يوميا الآن، وفقا لإيه تي كيرني، التي تقدر أن إنتاج الشرق الأوسط سيكون بمعدل 26.3 مليون برميل يوميا. الأسعار بحلول نهاية العقد ستسمح للحقول التي لديها تكاليف إنتاج من 60 دولارا إلى 80 دولارا للبرميل بالإنتاج عند مستويات مربحة، وفقا للدراسة. وقال فورست، في إشارة إلى الفترة التي انخفض فيها برنت من أكثر من 100 دولار للبرميل في يوليو 2014 إلى أقل من نصف ذلك بعد ستة أشهر: «في حين أنه يوجد لأي فائض بعض التأثير على السعر، إلا أنه لن يكون تأثيرا عجيبا مثل ذلك الذي رأيناه في التحولات السابقة». وقال إن هذا الانخفاض يرجع إلى القلق من تباطؤ الطلب العالمي. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية أن الإنتاج قد يزيد بمقدار نصف مليون برميل يوميا في غضون أسبوع بعد نهاية العقوبات وبمقدار مليون برميل يوميا في غضون شهر بعد ذلك. وقال وزير النفط الايراني بيجان نامدار زانجنه إنه ينبغي رفع العقوبات ضد صناعة النفط في ايران بحلول أواخر نوفمبر. وقال جراسيا إن إيران قد تزيد أيضا من إنتاج البتروكيماويات، وخلق إمكانية لزيادة الصادرات وانخفاض الأسعار. إيران لديها أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم، وفقا لبيانات شركة بي بي. وقال جراسيا: «البتروكيماويات تعتبر وسيلة لتصدير الغاز على شكل منتج آخر».