فيما قال البيت الابيض إنه يتابع عن كثب المعلومات التي تشير الى ان روسيا تقوم بعمليات عسكرية في سوريا محذرا من ان اعمالا كهذه اذا تأكدت ستؤدي الى "زعزعة الاستقرار والى نتائج عكسية"، اكد الرئيس الروسي أن موسكو تقدم دعما عسكريا ملحوظا لسوريا ولكن من السابق لأوانه الحديث عن استعداد بلاده للمشاركة في عمليات عسكرية ضد تنظيم داعش. وقال الناطق باسم الرئاسة الامريكية جوش ارنست "نحن قلقون من المعلومات التي تفيد ان روسيا نشرت طاقما عسكريا وطائرات في سوريا ونتابع هذه المعلومات عن كثب". واضاف ارنست إن "اي دعم عسكري لنظام الرئيس السوري بشار الاسد لأي سبب سواء بشكل عسكريين او طائرات او اسلحة او اموال سيؤدي الى زعزعة الاستقرار والى نتائج عكسية". وتأتي تصريحات الناطق الاميركي بعدما ظهرت صور على حساب على احد مواقع التواصل الاجتماعي لمقاتلين سوريين يتحدثون عن وجود طائرة روسية وطائرات بلا طيار بالقرب من محافظة ادلب. واكد مسؤول اميركي ان "روسيا طلبت تصريحا لتحليق طائرات عسكرية فوق سوريا". لكنه اضاف "لا نعرف ما هي اهدافهم حتى الآن". وتابع انه "ليس هناك اي تأكيد حاسم لما هو هذا النشاط". وافادت معلومات اخرى ان روسيا استهدفت ناشطين في تنظيم داعش هاجموا قوات النظام السوري. لكن البيت الابيض والبنتاغون رفضتا كشف ما اذا كانتا تملكان معلومات استخبارية تؤكد صحة ذلك. وقال الناطق باسم البنتاغون بيتر كوك "يعود الى الروس توضيح ما يفعلونه بالضبط". من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تقدم دعما عسكريا ملحوظا لسوريا ولكن من السابق لأوانه الحديث عن استعداد بلاده للمشاركة في عمليات عسكرية ضد تنظيم داعش". واضاف في تصريح صحفي ادلى به بوتين امس الجمعة، على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي الشرقي المنعقد في مدينة فلاديفوستوك الروسية: "نرى ما يجري على الساحة حيث يوجه سلاح الطيران الأمريكي ضربات جوية معينة إلى التنظيم، غير أن فعالية هذه الضربات غير عالية حتى الآن"، مضيفا إن مكافحة "داعش" عسكريا موضوع منفرد، وستواصل موسكو مشاوراتها بشأنه مع دول المنطقة، ولكن من السابق لأوانه الحديث عن استعداد روسيا من الآن للانخراط في العمليات العسكرية ضد "داعش". وشدد بوتين على أن روسيا تقدم دعما ملحوظا لسوريا من خلال توريدات أسلحة ومعدات حربية روسية والمساعدة في إعداد كوادر للقوات المسلحة السورية، مشيرا إلى أن موسكو تنفذ كل العقود العسكرية في هذا المجال التي أبرمتها مع دمشق سابقا. وحول هروب أعداد كبيرة من المواطنين من سوريا، قال الرئيس الروسي ردا على سؤال لأحد الصحفيين: إن "الناس يهربون من سوريا ليس من نظام بشار الأسد، بل من تنظيم داعش الذي استولى على أراض واسعة في سوريا وكذلك في العراق ويرتكب ممارسات وحشية فظيعة هناك". من جهتها، نددت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا بفشل المجتمع الدولي في حماية اللاجئين السوريين. اللجنة قالت إن إهمال السوريين الذين اضطروا إلى الفرار من النزاع تسبب بأزمة اللاجئين التي تشهدها أوروبا. وقالت ان التقرير العاشر للجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا يتردد بين طياته صدى صرخة من أجل السلام والمحاسبة، على حد تعبير رئيس اللجنة. وأشارت إلى أن المدنيين السوريين يعانون فوق ما يمكن تخيله ولا يحرك العالم ساكناً. من جهود إضافية لجمع مختلف الأطراف إلى طاولة الحوار والتوصل إلى حل توافقي فإن المؤشرات الحالية تنبئ باستمرار عمليات القتل والتدمير في النزاع السوري. واضافت أن قوى خارجية تدير الصراع في سوريا واعتبر نظام الأسد المسؤول الأساسي عن الانتهاكات، وطالب بوقف بيع الأسلحة للنظام السوري، داعياً إلى التخلص من الهجرة غير النظامية التي تودي بحياة أعداد كبيرة من السوريين. المحققون يواصلون أيضاً التحري بشأن مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية. كما أدان تقرير لجنة التحقيق عن ممارسات تنظيم "داعش" ضد المدنيين والتي تراوحت بين القتل والتعذيب والاغتصاب والعنف الجنسي. ميدانيا، قالت مصادر إن ستة أشخاص قتلوا وجرح عشرات في قصف النظام السوري بلدة مضايا بريف دمشق الغربي والتي تؤوي عائلات نازحة من مدينة الزبداني، كما استُهدفت البلدة أيضا بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون. وأضافت المصادر إن قوات النظام كثفت من قصفها على البلدة، وذلك بعد انهيار الهدنة والتفاوض بين حركة أحرار الشام مع وفد إيراني بخصوص مدينة الزبداني المحاصرة بريف دمشق وبلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب. وفي الزبداني استمرت المواجهات، في ظل قصف مستمر بواسطة البراميل والصواريخ. وتتحدث وسائل الإعلام السورية الرسمية عن تقدم أحرزته قوات النظام وحزب الله اللبناني في الزبداني على حساب مسلحي المعارضة المدافعين عن المدينة المحاصرة. وتتعرض الزبداني منذ مطلع يوليو الماضي لهجوم واسع، ويتولى الدفاع عنها مسلحون من أبنائها فضلا عن حركة أحرار الشام وفصائل أخرى. وفي مقابل تصاعد الهجمات على الزبداني بعد انهيار الهدنة، كثف جيش الفتح قصف بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام بريف إدلب، بعد أن استولى قبل أيام على منطقة الصواغية القريبة من الفوعة. وفجر تنظيم داعش ثلاثة مدافن برجية في مدينة تدمر الاثرية في وسط سوريا، بحسب ما ذكر المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا مأمون عبدالكريم لوكالة فرانس برس. ويأتي ذلك بعد ان اقدم التنظيم خلال الاسابيع الماضية على تفجير معبدين اثريين في المدينة التي احتلها في 21 ايار/مايو. وقال عبد الكريم "إنها المدافن الاجمل والاكمل بين العشرات غيرها التي تشتهر بها تدمر".