قصف طيران التحالف العربي مواقع وتجمعات المتمردين الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع علي صالح في محافظة البيضاء وسط اليمن، وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية: إن أكثر من 20 غارة جوية استهدفت الحوثيين وقوات صالح في معسكر اللواء 117 المعروف بلواء «المجد»، ومواقع أخرى في مديرية مكيراس. وأوضحت أن الغارات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير آليات عسكرية. وهزت انفجارات عنيفة مديرية مكيراس، وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع بكثافة. وقالت مصادر: إن إحدى الغارات استهدفت منزل عميد متقاعد بالجيش في مدينة إب بوسط اليمن مما أسفر عن مقتله. كما قتل 4 آخرين في ضربات جوية منفصلة على مبان عسكرية وأمنية بالمدينة. وتقع منطقة إب الجبلية بين الساحل والعاصمة. وفي وقت سابق جدد طيران التحالف غاراته الجوية على مواقع المتمردين في العاصمة صنعاء، وقال سكان محليون: إن غارات عنيفة استهدفت معسكر جبل النهدين ودار الرئاسة، كما استهدفت غارات أخرى منطقة بيت زبطان، وهز دوي انفجارات عنيفة العاصمة صنعاء، وشوهدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد بكثافة من تلك المواقع. وحلق طيران التحالف طويلًا في أجواء العاصمة وبشكل كثيف، وسط إطلاق المضادات الأرضيّة من قبل التمرد. وجاء تكثيف الطيران على صنعاء بعد أن أطلق المتمردون الأربعاء الماضي صاروخ «سكود» على منطقة جيزان في المملكة. وبعد أسابيع من سيطرة التحالف العسكري الذي تقوده المملكة على مدينة عدنبجنوب اليمن، تتأهب قوات الشرعية والتحالف لطرد المتمردين من العاصمة اليمنية. ويتحول الاهتمام إلى مأرب وهي منطقة قبلية جافة تمتد عبر التلال الجدباء شرقي صنعاء حيث تتحدث وسائل إعلام عن احتشاد قوات الشرعية بدعم من التحالف استعدادا لهجوم منسق صوب صنعاء. وأوضح مراسلون أن تعزيزات عسكرية وصلت بالفعل إلى محافظة مأرب قادمة من منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة، في حين حطت 8 طائرات من نوع أباتشي في إحدى مطار «صافر» التابع لإحدى شركات النفط في المحافظة. وتعد السيطرة على مأرب مدخلًا رئيسيًا لتحرير العاصمة صنعاء من أيدي المتمردين، مما يفتح الطريق عبر محافظة الجوف إلى صعدة، معقل الحوثيين. وتسيطر القوات الشرعية في اليمن على أغلبية محافظة مأرب، وما زالت تخوض اشتباكات يومية مع ميليشيات التمرد على التخوم المؤدية إلى محافظتي شبوة والبيضاء وسط البلاد. وفيما تدين الدول العربية الحوثيين بالقتال نيابة عن إيران، يقول دبلوماسيون مطلعون: إن المملكة وحلفاءها يريدون الحفاظ على الدولة اليمنية التي تمخضت عام 1990 عن وحدة الشمال والجنوب. وبحسب مراسلين، كلما تحركت قوات التحالف وتخطت المناطق باتجاه العاصمة تحظى بتأييد شعبي عالٍ. ومأرب هي أوضح نقطة انطلاق لأي دفعة عسكرية جديدة للتحالف. وشهدت المحافظة شهورًا من معارك الكر والفر بين القبائل وقوات التمرد ويوجد وراءها طريق إمداد واضح وآمن إلى المملكة العربية السعودية. والجمعة، أعلن مسؤول عسكري يمني أن الجيش اليمني ضم 4800 مقاتل من المقاومة الشعبية في جنوب البلاد إلى صفوفه موضحًا أنهم شاركوا في استعادة عدن من المتمردين الحوثيين، واتخذ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قرارًا باستيعاب هؤلاء المقاتلين في الجيش. وأوضح العقيد فاضل محمد حسن أن «عدد أفراد هذا اللواء حاليًا هو 4800 مقاتل من جنود وضباط وصف ضباط»، موضحًا أن «أغلب الأفراد هم من المقاومة الشعبية من أبناء محافظة عدن». وعلى مدخل قاعدة في عدن يتدرب فيها المقاتلون كتب على لوحة تحت صور قادة دول الخليج «تم إيقاف التسجيل»، وأطلق على هذه الوحدات اسم «لواء حزم سلمان» في اشارة الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وتتوقع مصادر في الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا أن الزحف الى صنعاء سيبدأ الشهر القادم. وقال مسؤول محلي لرويترز: إن 130 عربة مدرعة و1000 جندي يمني ممن تدربوا في المملكة وخبراء عسكريين من السعودية والإمارات وصلوا في الأيام الأخيرة إلى جانب مهندسين لتمهيد مدرج مطار عدن بحيث يمكن أن يستقبل المواد المستوردة. وكان عشرات من جنود الإمارات العربية المتحدة المنتشرين في مطار عدن المدمر وطائراتهم الهليكوبتر ودباباتهم وعرباتهم المصفحة المصطفة على المدرج خلال زيارة قامت بها رويترز للمدينة في الآونة الأخيرة خير شاهد على قيام الدول الخليجية بدور بري. ويقول دبلوماسيون مطلعون: إن دور القوات البرية الإماراتية المباشر إلى جانب القوات اليمنية التي تدربت في المملكة العربية السعودية والمجهزة بأسلحة ثقيلة متطورة هو الذي أتاح للتحالف أن يكسر جمودًا دام شهورًا ويسيطر على عدن. وبينما كان الجنود الإماراتيون يقومون بمهمة حراسة عند مدرج مطار عدن أو يأخذون قسطًا من الراحة في ردهة المطار العلوية كان يقف أمام المدخل الرئيسي شبان نحفاء يحملون البنادق على أكتافهم ويتدلى شعرهم المجعد على الوجوه واللحى. كثير من هؤلاء المقاتلين الذين يرتدون الزي اليمني التقليدي ونعالًا مفتوحة رفعوا السلاح حين وصل الحوثيون إلى مدينتهم وانتشر القتال في أحيائهم. وتمكنت القوات الموالية للشرعية منذ الشهر الماضي من استعادة خمس محافظات في جنوب اليمن والمعارك مستمرة في المناطق القريبة منها. وتحتدم المعارك في تعز (جنوب شرق)، حيث يتواصل القتال الشرس بين المقاومة الشعبية المسنودة من الجيش اليمني والمتمردين.