اختلف مفهوم العلاقات العامة والإعلام في عصرنا الحديث، وبخاصة بعد ان تغيرت العديد من المفاهيم لتواكب العصر الحاضر، فهناك من يرى انها فن رفيع للاتصال البشري واحد اهم وسائل الاتصال الإنساني، وهناك من يراها اداة مهمة في التعبير عن الكثير من المفاهيم الهامة في الوقت الحاضر. وأصبحت العلاقات العامة فنًا رفيعاً من فنون الاتصال الإنساني، وأداة مؤثرة لخلق علاقات متميزة بين المؤسسات وجمهورها، وإذا أمعنا النظر في طبيعة عمل تلك المؤسسات نجد أنها على الغالب تقدم خدمات لإرضاء شريحة كبيرة من الجمهور، إلا أن المفارقة تتمثل غالباً في الانتقاص من دور العلاقات العامة وأهميته فلا يُعطى التقدير والعناية التي يستحقها. العلاقات العامة مجال من مجالات الإدارة التي تطورت في النصف الثاني من القرن الماضي، نتيجة تعاظم أهمية الرأي العام في المجتمعات الإنسانية، والرغبة في كسب ثقة الجمهور وتأييده لسياسات المؤسسات والمنظمات، حتى أصبح هذا الجمهور يؤثر مباشرة في اتخاذ قرارات المنظمات والمؤسسات. ولا تقتصر العلاقات العامة الحديثة على كونها نشاطاً بين منظمة أو مؤسسة من جهة وجمهورها من جهة أخرى، بل هي فلسفة اجتماعية تهدف إلى معالجة مشكلات الفرد التي أخذت تزداد وتتشابك في مجتمع ينمو نموا هائلاً وتتداخل مصالح وحاجات أعضائه إلى حد التعقيد، فجاءت العلاقات العامة لتساعد في حلّ هذه المشكلات. ومن الممكن للعلاقات العامة أن تلعب دوراً استراتيجياً هاماً في فن الإدارة من حيث تنظيم العلاقات بين المؤسسات والمنظمات من جهة وبين الأفراد الذين قد يكون دعمهم لهذه المؤسسات جوهرياً وحاسماً في تحقيق أهدافها من جهة ثانية، ولهذا فقد خاضت الكثير من ادارات العلاقات العامة والإعلام غمار التغيير، من خلال تغيير أدواتها وطرقها لمواكبة التغيير، والذي كان أحد أهم عناصره مواقع التواصل الاجتماعي. ولم يعد دور العلاقات العامة والإعلام مقتصرا على إبراز جهود ومنجزات الجهة التي ينتمي اليها بل تخطاه الى المشاركة في التواصل المباشر مع الأفراد، وهو ما أحدث التغيير الكبير، وساهمت بشكل كبير ادارة العلاقات العامة والإعلام في لعب دور اكبر في العديد من المجالات مثل، ادارة الأزمات، الاقتصاد، الحروب، وغيرها في العديد من المجالات. وهو ما بدا واضحاً خلال السنوات الماضية من خلال قيام العديد من المؤسسات والجهات والشركات بتطوير ادارة العلاقات العامة والإعلام التابعة لها، من خلال توفير موازنات خاصة ودعمها بالكوادر البشرية العلمية المؤهلة لتمارس مهام عملها بشكل احترافي وغير تقليدي.