تطمح أرامكو السعودية للحد من استهلاك الطاقة غير الصناعية بنسبة 35% بحلول عام 2020م. وفي مساعيها للوصول لذلك، حققت أرامكو السعودية إنجازاً آخر في منشآتها الصديقة للبيئة، وذلك عن طريق إمداد شبكة الكهرباء في المكاتب الرئيسة للمنطقة الإدارية في منطقة الصناعات الخفيفة في الظهران، بالطاقة المتجددة، من خلال ألواح الطاقة الشمسية التي وُضِعت فوق سطح المبنى. وكان قد سبق ذلك بسنوات إقامة وحدات شمسية على مواقف انتظار السيارات بالقرب من مبنى المدراء، والتي يتم من خلالها توليد الطاقة اللازمة للمبنى. ويُظهر مشروع الطاقة الشمسية مدى التزام أرامكو السعودية بأن تكون مثالاً يُحتذى في استهلاكها للطاقة. فمع تزايد الطلب على الطاقة في المملكة، ألزمت أرامكو السعودية نفسها بتوصيات كفاءة الطاقة الصادرة عن المركز السعودي لكفاءة الطاقة، وهو الجهة الحكومية المنوط بها تعزيز كفاءة استخدام الطاقة في أنحاء المملكة. ويقول باسل الدوسري مدير مشروع الطاقة الشمسية في الشركة: «إن أرامكو السعودية ليست جديدة على استعمال الطاقة المتجددة، بل إنها تعمل بجهد من أجل إيجاد الفرص لإدخال المصادر البديلة إلى المنشآت الخاصة بالشركة لرفع مستوى كفاءة الطاقة وتنمية قدرات الكوادر الوطنية في هذا المجال». ولتحقيق ذلك أعدت أرامكو السعودية خطة عمل للحد من استهلاك الطاقة غير الصناعية داخل منشآتها، وذلك عن طريق استخدام المصابيح ثنائية الصمام (LED) التي تتسم بالكفاءة في استهلاك الطاقة، إلى جانب اختبار وتركيب الألواح الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة وتطبيق المعايير والاشتراطات الجديدة المتعلقة بالعزل الحراري في المنازل والمباني. وبهذه التدابير، تسهم أرامكو السعودية في زيادة كفاءة اقتصاد المملكة وقيمته من خلال تحويل الوقود عالي القيمة إلى منتجات ذات قيمة مضافة. نموذج مستقبلي تهدف دائرة الشبكات الكهربائية في الشركة إلى استخدام الطاقة الشمسية بصورة تجارية لتعزيز تلبية الطلب على الطاقة خلال ساعات الذروة، ومراقبة تشغيل وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية ذات الحجم التجاري في المنطقة الشرقية من المملكة. ويقول رامي دبوسي مسؤول وحدة كفاءة الطاقة في أرامكو السعودية: اهتمامنا بكفاءة الطاقة نابع من احساسنا بالمسؤولية تجاه المجتمع. كفاءة الطاقة وتوفير الكهرباء واستخدام الطاقة البديلة من واجباتنا في الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. ويقول أحمد مرسي، أحد خريجي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والذي التحق بالعمل في إدارة تخطيط الشبكات الكهربائية بأرامكو السعودية في عام 2012م: «منذ شهور، قررنا أن نجعل هذا المبنى نموذجاً لجميع المباني الرئيسة المستقبلية في كفاءة الطاقة. وكانت دائرة الشبكات الكهربائية قد بدأت رحلتها بإجراء تدقيق للطاقة في هذا المبنى ووضع توصية لتغيير الإضاءة بالمصابيح التقليدية الوهاجة إلى الإضاءة بالمصابيح ثنائية الصمام (LED) في الأجنحة التي تم تجديدها وكذلك تركيب عدادات ذكية لمراقبة الاستهلاك عن كثب». وتستخدم عمليات تدقيق الطاقة في المباني لتحديد الفرص التي يمكن من خلالها توفير الطاقة في جميع المباني التجارية والسكنية. في الوقت نفسه، تعمل إدارة تخطيط الشبكات الكهربائية بالتنسيق مع خدمات أحياء السكن على تصميم وشراء وتركيب هذه الألواح السطحية ضمن مشروع نموذجي للطاقة الشمسية. ويضم المشروع المنشأ على سطح المبنى 144 لوحة موصولة بشبكة الكهرباء الحالية، لضمان الحصول على نحو 35 كيلوواط من الكهرباء في وقت الذروة. وخلال عمر هذا المشروع، سيولد 1.2 مليون كيلوواط في الساعة من الطاقة النظيفة معظمها في فترة الذروة، وهي الفترة التي تلبي فيها هذه الألواح الحاجة الشديدة من الطاقة، في الوقت نفسه. وتحل هذه الطاقة النظيفة محل الطاقة المنتجة من الوقود الأحفوري، وبالتالي توفر الموارد النفطية ذات الصلة بتوليد الكهرباء لاستخدامها في المستقبل. وبالإضافة إلى خفض تكلفة الطاقة، كما ان هذا المشروع يتوافق مع الشبكة الذكية. وعند ربطه بها سيوفر ما يكفي من الطاقة لإنارة أكثر من 50 منزلاً في الشركة في كل عام على مدى السنوات العشرين المقبلة. ولا تتوقف فوائد المشروع عند هذا الحد، فهو أيضاً مشروع صديق للبيئة، حيث يؤدي إنتاج 1.2 مليون كيلوواط في الساعة من الطاقة الشمسية إلى تجنب انبعاث 900 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون على مدى عمر المشروع، وهو ما يساوي كمية الكربون التي يحتجزها 670 فداناً من الأشجار. من جانبها قالت نور شهاب الدين، أول مهندسة سعودية متخصصة في إدارة الطاقة المتجددة ضمن دائرة الشبكات الكهربائية، وتتولى الإشراف على إنشاء وتجهيز هذا المشروع: «على النطاق الواسع، لا يتعلق أثر هذه الجهود بإمداد شبكة الكهرباء بالطاقة النظيفة فحسب، بل يتعلق كذلك بتوفير المواد الهيدروكربونية التي يمكن استغلالها بصورة أفضل داخل المملكة أو حتى تصديرها بما يضيف المزيد من القيمة لاقتصاد المملكة». تقنية الطاقة الشمسية وتقنية الطاقة الشمسية هي عبارة عن ألواح تمتص ضوء الشمس وتحوله مباشرة إلى تيار مستمر. وتتصل هذه الألواح بمحول شمسي يغير التيار المستمر إلى تيار متناوب يدمج مع مصدر الكهرباء الرئيس في المباني من خلال كوابل وعدادات ذكية وغيرها من اللوازم الكهربائية لتغطية جزء من الطلب في المباني. وسيتم استخدام المعلومات والإحصاءات التي تم جمعها من خلال هذا المشروع في تحليل الأداء وتخطيط المشاريع المستقبلية في الشركة، كما يتم التخطيط لتركيب شاشات رصد داخل بهو المبنى لعرض بيانات إنتاج الطاقة النظيفة بصورة مباشرة. وتعد الشفافية ووضوح البيانات آلية قوية من شأنها أن تزيد الوعي بين موظفي أرامكو السعودية، وتعزيز قيمة وفوائد منشآت الطاقة المتجددة. وبالنظر إلى الزيادة الحالية في الطلب على الطاقة في المملكة وتأثير ذلك على الاقتصاد والبيئة، فإن جزءاً من التزام الشركة تجاه المملكة من خلال قيمة المواطنة يتمثل في مواصلة العمل على تحسين استهلاك الطاقة عبر توفير حلول الطاقة النظيفة والمتجددة فضلا عن تقنيات كفاءة الطاقة، وذلك انطلاقاً من مبدأ القيادة بالقدوة. مجموعة من اللوحات الشمسية التي تم تركيبها فوق مباني أرامكو السعودية للاستفادة من الطاقة الشمسية المتاحة وتوفير الطاقة التقليدية وتقليل الانبعاثات مهندسو أرامكو السعودية يبذلون جهوداً كبيرة في استثمار الطاقة الشمسية